إعلان

حوار- مدير الإغاثة بالهلال الأحمر المصري: "أحنا مش تبع الحكومة"

01:30 م الأربعاء 20 نوفمبر 2013


كتب- محمد منصور:

في الميادين يتواجدون، بملابسهم الحمراء المميزة التي تحمل شعار هلال أحمر على خلفية بيضاء. يسعفون المصابين ويعاونون الجرحى للوصول إلى وجهات آمنة، يستجيبون للظروف الطارئة أينما كانت، ومتى حدثت، البعض يعتبرهم "فريق حكومي" فيما يراهم أخرون مُجرد "مسعفين" إلا أن الحقيقة عكس ذلك، فشباب "الهلال الأحمر" متطوعين هدفهم "الإنسان".

على ساحل خليج السويس، وتحديدا في مدينة "أبورديس" بمحافظة جنوب سيناء، تجمع 33 شابا لخوض تجربة فريدة من نوعها، وتحت علم "الهلال الأحمر المصري" المجاور لعلم مصر، وقف مجموعة من الشباب والشابات لتلقى تدريبهم في مجال الاستجابة للكوارث، ليُكونوا نواة لفريق وطني مَعنى بإسعاف وإجلاء المصابين.. على الجانب وقف السيد "محمد عبدالله"، مدير إدارة الإغاثة ومنسق إدارة الكوارث بالهلال الأحمر المصري ليراجع الإجراءات عن كثب ويتدخل في الوقت المناسب لشرح الأهداف والغرض من الدورة التدريبية.. وكان لنا معه الحوار التالي:

ما الهدف من تلك الدورة؟
الهدف من الدورة تكوين فريق وطني للاستجابة للكوارث الطبيعية مثل السيول والزلازل في أسرع وقت وبأعلى قدر من الكفاءة والحرفية، وذلك عن طريق تدريبهم نظرياً وعملياً على كيفية الاستجابة في حالة حدوث كارثة ما والدفع بهم في حالة وقوع أي كارثة في أي مكان بجمهورية مصر العربية.

وما هي التدريبات التي تتضمنها الدورة؟
برامج للدفاع المدني وإقامة الملاجئ المؤقتة وأخرى في القانون الدولي الإنساني والدعم النفسي للضحايا، علاوة على دورات أساسية تشمل التدريب على الإسعافات الأولية إعادة الروابط الأسرية للعائلات التي فقدت قدرتها على التواصل بسبب الكارثة، وتدريبهم على الوصول الآمن لمناطق الأزمات، وأخيرًا تدريب عملي يتم عن طريق عمل محاكاة حقيقية لقياس مدى استيعاب المتدربين، وذلك خلال 9 أيام كاملة هي مدة الدورة.

هل هناك مواصفات معينة لاختيار الشباب لهذه الدورة؟
بالطبع، الاختيار يقع على متطوعين منتمين للهلال الأحمر المصري، ويجب أن يكونوا حصلوا على دورة في الإسعافات الأولية، وقد تم اختيارهم من المحافظات المعرضة بصورة أكبر للكوارث، مثل القاهرة، الوادي الجديد، جنوب سيناء، أسوان، البحر الأحمر، سوهاج، قنا وأسيوط.

ومن المسئول عن إعطاء تلك الدورات للمتدربين؟
يتولى عملية التدريب مدربون دوليون من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالإضافة إلى مدربين مصريين معتمدين من الهلال الأحمر المصري.

البعض يرى أن الهلال الأحمر مؤسسة تابعة للحكومة المصرية.. فهل هذا حقيقي؟
لا، الهلال الأحمر مؤسسة مستقلة، تعمل بالتنسيق مع الحكومة المصرية، غير أنها لا تنتمي إليها بأي شكل من الأشكال، فدور الهلال تكاملي خدمي في الأساس، وليس لنا توجه سياسي معين، ولا تشرف علينا أي جهة حكومية، منظمة الهلال الأحمر المصري مستقلة تمامًا، وهدفنا هو انقاذ البشر في الأزمات والملمات.

وكيف يتم تمويل أنشطة الهلال الأحمر المصري؟
موردنا الأساسي هو التبرعات، علاوة على الدعم من المؤسسات الدولية؛ مثل مؤسسة الصليب الأحمر الدولي والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وماهي استراتيجيات عمل الهلال الأحمر المصري؟
الهلال الأحمر المصري عضو فاعل في الاتحاد الدولي، ونحن نعمل طبقًا للمبادئ العامة للمنظمة الدولية، وهى سبع مبادئ تشمل الوحدة والعالمية والإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية.

مهام الهلال الأحمر قد تتداخل مع مهام وزارة الصحة وهيئة الإسعاف المصري.. كيف ترى ذلك؟
دورنا هو مساعدة الهيئات الرسمية وهو دور تكاملي مهم، هذا ليس عيبا، ولكننا بالإضافة إلى المجالات الصحية المختلفة، فنحن نعمل على رفع الوعى الصحي وتوفير خدمات علاجية بأسعار رمزية وإقامة المراكز الطبية المجهزة في مناطق الكوارث المنكوبة وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين.

وهل هناك مجالات أخرى يعمل بها الهلال الأحمر المصري؟
بالتأكيد، فهناك مجالات التنمية الاجتماعية والتي تشمل تنمية العشوائيات، وقد قمنا مؤخرًا بتطوير منطقة زينهم على سبيل المثال، علاوة على مجال التنمية الريفية والحضرية.

وهل هناك خدمات يقدمها الهلال الأحمر المصري لدول الجوار؟
يتم التنسيق بين جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر على مستوى العالم، ويعمل الهلال الأحمر المصري على تقديم الدعم للجمعيات المحلية في أي مكان يحدث به كارثة ما، فإبان الحرب على غزة في العام 2008، قام الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيره الفلسطيني لإدخال المساعدات عبر معبر رفح، وقتها، كان الهلال الأحمر المصري هو المؤسسة الوحيدة القادرة على إدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب، وقام متطوعو الهلال وقتها بجهد عظيم.. وأثناء الثورة الليبية، كان الهلال الأحمر المصري هو أول منظمة إنسانية وصلت إلى معبر السلوم لتقديم المساعدات إلى ضحايا ومنكوبي الثورة الليبية، نحن نساهم بشكل قوي وفعال مع المجتمع الدولي في مساعدة البشر النازحين نتيجة تعرضهم للكوارث والأزمات.

وهل تؤثر السياسة المصرية في دور الهلال الأحمر المصري بالسلب أو الإيجاب؟
لسنا معنيين بالأحداث السياسية كما قلت سابقًا، مهمتنا الأساسية تتلخص في دعم البشر، وسياسات الحكومة المصرية لا تؤثر إطلاقًا على أداء الهلال.

وكيف تتم الاستجابة في حالة وقوع الكوارث؟
فور وقوع الكوارث يتحرك فرع الهلال في المحافظة لدراسة وتقييم الوضع بالتنسيق مع المركز العام، وفى حالة صعوبة الوضع، يتم الزج بفرق من الفرع الإقليمي.

كم عدد أفرع الهلال الأحمر المصري؟
27 فرعاً يغطون كل محافظات الجمهورية، علاوة على 3 أفرع إقليمية، الأول بمحافظة قنا ويقدم الدعم لفروع قنا والأقصر والبحر الأحمر وأسوان، والثاني هو المركز الإقليمي بسوهاج ويقدم الدعم لمحافظات سوهاج والوادي الجديد وأسيوط والمنيا والأخير مركز إسماعيلية الإقليمي والذى يدعم محافظات القنال وسيناء.

مع حركات الاحتجاجات الواسعة وأحداث العنف التي تحدث في شوارع مصر.. كيف ترى دور الهلال الأحمر المصري؟
نحن نقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، ونبعث بفرق الطوارئ لشتى أماكن العنف، تواجدنا في ميدان التحرير والنهضة ورابعة العدوية وقصر القبة ووزارة الدفاع والفاعليات المختلفة، مهمتنا ليست تقييم الفاعلية السياسية بل مساعدة الجرحى والمصابين، مهما كانت اختلافاتهم، نحن ندفع بفرق الطوارئ إلى كل مكان، نقوم بدورنا الإنساني ونُقدم خدماتنا المتنوعة ونزود المستشفيات الميدانية بالمعدات اللازمة.

منذ متى وأنت تعمل في الهلال الأحمر المصري؟
منذ أكثر من 21 عامًا وأنا أعمل في مجال الإغاثة الإنسانية.

وكيف ترى تطور الهلال المصري خلال تلك الفترة؟
الهلال الأحمر المصري مؤسسة عريقة، تمتد جذورها لأكثر من 100 عام، والهلال يسير بخطي ثابتة في طريق النجاح، يمكنك أن تشاهد ذلك في الشارع المصري، فالمواطن المصري بدأ في الوثوق بمتطوعي الهلال وخصوصاً بعد الثورة، أتمنى أن يحافظ الهلال على المستوى اللائق، وادعو الشباب المصري للتطوع والقيام بدورهم الإنساني في خدمة المجتمع.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان