إعلان

2013: سنودن وعام ''فضائح التجسس''

12:17 م الأحد 29 ديسمبر 2013

كتبت – سارة عرفة:

''من المهم كذلك ان نتذكر ان (التسريبات) أحدثت ضرراً غير ضروري لقدرات الاستخبارات الأميركية وللدبلوماسية الأميركية''، هكذا قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي يوم ٢١ ديسمبر، عن وثائق وكالة الأمن القومي الأمريكية التي سربها المستشار لدى الوكالة إدوارد سنودن قبل عدة أشهر وأحدثت ضجة اثرت على علاقات الولايات المتحدة حتى بأقرب أصدقاءها.

وسرب سنودن، صاحب الثلاثين عاما، في مايو الماضي للصحافة عشرات آلاف الوثائق المصنفة بشأن حجم التنصت على الاتصالات والمراسلات الهاتفية أو الإلكترونية من جانب وكالة الامن القومي.

وأثارت التسريبات زوبعة دبلوماسية وموجة استنكار من عدد كبير من الأمريكيين وغير الأمريكيين.

ووفقا للوثائق فإن الوكالة تجمع يوميا سجلات حوالي 5 مليار اتصال هاتفي في العالم، ما يمكنها من تعقب حركة أشخاص معينين، وتحديد علاقاتهم، بحسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

من هو سنودن؟

بدأت قصة سنودن ووثائق الأمن لقوني الأمريكي، عندما سرب تفاصيل برنامج التجسس ''بريزم'' إلى صحيفتي الجارديان البريطانية وواشنطن بوست الأمريكية.

ويمكن ''بريزم''، حاصل على موافقة قضائية، وكالة الأمن القومي الدخول على حسابات مستخدمي جوجل وياهو.

وقد فر سنودن من الولايات المتحدة ليتجنب توقيفه.

ووصل إلى روسيا في يونيو وأمضى شهرا في مطار موسكو قبل أن يُمنح اللجوء لمدة سنة.

ووجه القضاء الأمريكي لسنودن تهمة التجسس وسرقة ممتلكات حكومية ونقل معلومات تتعلق بالأمن القومي الأمريكي دون الحصول على إذن.

كذا النقل المتعمد لمعلومات مخابرات سرية لشخص غير مسموح له بالاطلاع عليها، بحسب لائحة اتهام جنائية صدرت في الولايات المتحدة يوم 14 يونيو الماضي.

وقد ظلت شخصية سنودن غير معروفة حتى أزاحت صحيفة الجارديان الستار عن هويته في العاشر من يونيو بناء على طلبه.

وقالت الجارديان إنه عمل من قبل مساعد فني لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية، وعمل خلال الأربع سنوات الماضية لدى وكالة الأمن القومي.

''ليس لدي النية لابقى متخفي، لأنني أعلم أني لم أفعل شيئا خاطئا''، يقول سنودن للصحيفة البريطانية، التي تقول ان اسمه سيدون في صفحات التاريخ كأحد أكبر مسربي المعلومات في تاريخ الولايات المتحدة مع دانيال إلسبيرج، مستشار وزارة الدفاع الذي سرب، في عام 1971 تقارير من داخل وزارة الدفاع عن فشل التدخل العسكري الأميركي في فيتنام، وبرادلي مانينج صاحب تسريبات ويكيليكس الشهيرة.

رد فعل

وتركت التسريبات ردات فعل، كبيرة على الولايات المتحدة، حيث تعرضت لأضرار في علاقاتها بحلفائها جراء الكشف عن تلك الوثائق.

وأظهرت الوثائق أن وكالة الأمن القومي كانت تتجسس على هواتف 35 زعيما عالميا، بحسب صحيفة الجارديان، على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كذلك اجتماعات للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وغير ذلك الكثير.

وكشفت الجارديان عن أن 60 دولة استهدفتها برامج التجسس التي تستخدمها الوكالة الأمريكية.

وفي أعقاب الكشف عن تجسس الوكالة الأمريكية على المستشارة الألمانية، حثت الأخيرة الولايات المتحدة على السعي لاستعادة ثقة الاتحاد الأوربي بعد ''انكشاف التجسس الأمريكي المزعوم'' في دول أوروبية.

كما استدعت فرنسا السفير الأمريكي لديها لمناقشة اتهامات بالتجسس علو ملايين المصريين.

وقالت ميركل ''ليس من شيم الأصدقاء التجسس على بعضهم البعض''، وصرحت عقب وصولها الى اجتماع قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 25 أكتوبر الماضي ''نحن بحاجة إلى الثقة بين الحلفاء والشركاء، ويجب استعادة هذه الثقة''.

وفي البرازيل، عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن غضبها عما أثير حول اختراق الوكالة الأمريكية لشبكة الكمبيوتر التابعة لشركة النفط الحكومية البرازيلية ''بتروبراس'' والتجسس من خلالها وجمع المعلومات من المراسلات الالكترونية والاتصالات الهاتفية.

ووفقا لواشنطن بوست، كشفت وثائق سرية أمريكية عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية كانت تتجسس على زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، والملاكم محمد علي خلال ذروة الاحتجاجات على الحرب الفيتنامية.

كما تظهر الوثائق أن الوكالة تعقبت صحفيين من جريدتي نيويورك تايمز (تؤم ويكر) وواشنطن بوست (آرت بتشوولد) وعضوين في مجلس الشيوخ، في سبعينات القرن الماضي.

ومؤخراً، كشف وثائق نشرتها الجارديان يوم 20 ديسمبر أن ضباط مخابرات بريطانيين وأمريكيين استهدفوا مسئولا كبيرا في الاتحاد الأوروبي ومكاتب للحكومة الألمانية ومكتب رئيس وزراء إسرائيلي سابق.

ووفقا للوثائق أيضا، اخترقت وكالة الأمن الوطن الأمريكي روابط للبيانات تربط مراكز البيانات الخاصة بجوجل وياهو، وتشير وثائق نشرتها صحيفة واشنطن بوست في أكتوبر الماضي إلى أنه كان يتم الحصول على ملايين الوثائق من عملاقي الانترنت جوجل وياهو.

تقييم محتمل

وأسهت تسريبات سنودن في إعادة تقييم السياسة الأمريكية بشأن المراقبة، حسبما قال أوباما خلال المؤتمر الصحفي السنوي الذي عُقد بالبيت الأبيض يوم 21 ديسمبر .

وقال أوباما ''في ظل التسريبات التي جرى الكشف عنها، وقلق الجماهير بشأن برامج المراقبة، من المحتمل أن تكون هناك طريقة مناسبة للقيام بهذا الأمر''.

وفي الرابع والعشرين من ديسمبر، قال سنودن في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، إنه أنجز المهمة التي أرادها، ويشعر بالرضا، حيال ذلك، داعيا إلى ''وضع حد للمراقبة الشاملة''.

وقال سنودن: ''فزت بالفعل. فور أن تمكن الصحافيون من العمل، أصبح كل ما كنت أحاول القيام به مغلفا بالشرعية. تذكروا لم أكن أريد أن أغير المجتمع، بل كنت أريد ان أعطي المجتمع فرصة ليرى ما إذا كان يجب أن يغير نفسه''.

أوصت مجموعة خبراء في الاستخبارات والقانون اختارهم البيت الأبيض بالحد من صلاحيات الوكالة، واقترحوا 46 تعديلا.

وأوصت اللجنة بالحد من برامج لجمع سجلات مليارات المكالمات الهاتفية واجراء تجارب جديدة قبل ان تقرر واشنطن التجسس على زعماء أجانب.

وطرحت مقترحات اللجنة بعد برامج التجسس التي كشف عنها سنودن.

وحذر الخبراء من أن نشاطات الوكالة في إطار الحرب على الإرهاب ذهبت بعيدا. وحذر قاض فيدرالي من أن نشاط الوكالة في التنصت على مكالمات كل الأميركيين مخالف للدستور.

ومن المقرر أن يصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ''بيانا نهائيا'' في يناير المقبل حول كيفية عمل وكالة الأمن القومي، وإمكانية إمكانية إجراء تغيير في صلاحياتها إثر الاستياء والاستنكار بشأن الحق في الخصوصية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان