مراقبون: ممارسات الإخوان وتخبط الرئاسة وراء تزايد العنف في الشارع
كتب - محمد أبو ليلة:
الحكاية بدأت حينما ذهب عدد من النشطاء السياسيين إلى مقر جماعة الإخوان المسلمين الكائن بمنطقة المقطم، وقاموا برسم بعض الرسوم الجرافيتية، ينتقدون فيها سياسات الجماعة، بعدها قام عدد من شباب الإخوان المتواجدين بمقر جماعتهم آنذاك، بالاعتداء على هؤلاء الشباب المعارضين، وبعض الصحفيين الذين كانوا يؤدون عملهم في ذلك الوقت.
ما فعله شباب الإخوان من اعتداء قوبل برفض شديد من قبل الرأي العام، وقد جعل كل الحركات السياسية المعارضة لنظام الإخوان والرئيس محمد مرسي، يقومون بالحشد لمسيرات تتوجه صوب مقر مكتب إرشاد الجماعة، تعبيرًا عن رفضهم لما فعله شباب الإخوان.
لكن ما حدث أمس أمام مكتب الإرشاد كان نتاجًا للشحن المتزايد بين مؤيدي ومعارضي الإخوان، والمتأمل جيدًا لتلك الأحداث سيجد أن حدة العنف زادت بشكل كبير في أحداث أمس.
فقد وصل الأمر لقيام عدد من معارضي الإخوان بمحاولة إحراق جسد أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين، تلك الأحداث تحتاج لنظرة تحليلية عن الأسباب التي جعلت هذا العنف يزداد.
أكد نائب مدير مركز الدارسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وحيد عبد المجيد في تصريحات خاصة لـ''مصراوي''، أن ما حدث أم من عنف هو أحد مظاهر دخول مصر في نفق مظلم من خلال السياسة التي تتبعها السلطة القائمة والتي أدخلت البلاد في نفق مظلم على جميع المستويات.
وأضاف أن العنف الآن نتاج هذه السياسات التي تدهورت على كل المستويات الاجتماعية والأمنية والسياسية وتدمير دولة القانون، مضيفًا أن سياسة مرسي جعلت الناس يزدادون يأسًا من الحصول على حقوقهم وهذا يؤدي إلي زيادة العنف.
وتابع: العنف بدأ بممارسات هذه السلطة نفسها التي صنعت العنف بسياساتها وإنزال ميلشياتها في الشوارع منذ منتصف سبتمبر الماضي، حينما قام المؤيدين لمرسي بضرب المعارضين في جمعة كشف الحساب.
عبد المجيد قال أيضًا : نحن أمام سلطة تلقي العنف وممارستها واعتمادها على ميلشياتها يؤجج هذا العنف وللأسف يدفع بعض الشباب للانجرار وراء هذا العنف ''اللقيط'' ولكننا ندين هذا العنف، لكن أول ما يدان جراء هذا العنف هي السلطة التي لجأت إلى العنف بسياستها لأنها هي التي تصنع العنف فهي سلطة العنف.
وفي السياق عبَّر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة عن حزنه في اتصال هاتفي بـ''مصراوي''، من ازدياد حدة العنف، لكنه أضاف أن العنف الواقع الآن هو فصل جديد، من فصول أزمة سياسية ممتدة منذ الإعلان الدستور الذي أصدره مرسي في نوفمبر والذي جمع فيه بين كل السلطات وحاصر السلطة القضائية. حسبما اكد..
كما أوضح ''نافعة'' أن مرسي حصن الجمعية التأسيسية التي أصدرت دستور غير توافقي وحصَّنت مجلس الشوري الذي يمارس سلطة التشريع رغم أنه لا يعبر حقيقة على رأي الناخبين، وبالتالي حدث خلل في كل المؤسسات السياسية في مصر، وهذا الخلل هو المسؤول عن التقلصات الحادة التي تشهدها الحياة السياسية.
نافعة تابع حديثه معنًا حينما قال: ما حدث بالأمس هو فصلًا جديد من فصول هذه الأزمة الممتدة وكان عنوانها جماعة الإخوان المسلمين التي يري فيها قطاع كبير من الشباب التي تمارس السلطة الفعلية بدلًا من مؤسسة الرئاسة وأنّها سلطة غير قانونية، كما ان مكتب الارشاد هو سلطة غير منتخبة وبالتالي حاول الشباب تفريغ شحنه غضبهم، ضد مرسي وضد ما فعلته الجماعة في أحداث الاتحادية هذه المرة.
بينما رأى جهاد عودة أستاذ العلوم السياسة بجامعة حلوان، أن العنف الذي حدث بالأمس أمام مكتب الإرشاد لم يكن جديدًا، فعلي حد قوله ''منذ انتهاء 11 فبراير وبعد الاستفتاء بدأت تتكون توجهات معارضة ومؤيدة اضافة إلى أن الإخوان بدأت في النظام، ومن هنا ستجد العنف متزايد منذ هذه الفترة، وفي وقت الحكم العسكري كانت هناك حدة عنف وبدأت في الزيادة في حكم الرئيس محمد مرسي''
وتابع: لا يوجد مسؤول عن العنف، في التفكير السياسي لا يوجد شيء اسمه مسؤول عن العنف، ولا يوجد حل لهذا العنف المفرط، والحل من وجهة نظري أنَّ هناك شيء وهمي اسمه توافق وطني ولن يحدث التوافق الوطني لأن النظام الحاكم متمثلًا في مرسي، لا يريد التنازل، عما يملكه من سياسيات لا يريد تغيرها، لا يوجد شيء اسمه عنف مبرر.
أحداث الأمس جعلت المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن العنف يولد العنف ومأساة الوطن لن تحل بالعنف، وتابع البرادعي: النظام هو المسؤول عن حماية المواطنين والتعامل مع أسباب العنف وتداعياته، لنتقي الله جميعا في مصر.
في هذا الصدد أوضحت الدكتورة هبة رؤوف عزت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن إدانة الأخطاء والعنف لا يكفي في كل اشتباك إدانة الأخطاء، مضيفة عبر حسابها على (تويتر)، أن السياسة تقوم الآن بتجريف حدود اجتماعية ودينية لم يكن يتخطاها أحد، وأن نزاع السياسة يؤدي الآن لتشظي قيم مجتمع.
لكن نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، قال في تصريحاته عبر حسابه على الفيسبوك، أنه لم ينزعج من زيادة العنف أمام مكتب الإرشاد أمس، قائلا: ما يحدث ﻻ يزعجني رغم ألمى للإصابات والتضحيات والوقت الذى يهدره هؤﻻء''.
وتابع: لقد مر على الإخوان عهود ثلاثة كثيرة، بقيت فيها الإخوان ؛دعوة ربانية إنسانية عالمية، وهيئة إسلامية جامعة وانتشرت فكرتها في قارات الدنيا الست، وبقيت الفكرة ناصعة وزادتها التضحيات رونقا وازداد تماسك الصف بفعل المحن المتتالية وحول الله كل محنة إلى منحة وأقبل الشباب أفواجا على دعوة الحق والقوة والحرية.
كما أضاف: واليوم يدخل الإخوان مرحلة جديدة في امتحان آخر سيوفقهم الله فيه طالما بقيت مبادئهم كما هي وشعاراتهم راسخة في قلوبهم.
فيديو قد يعجبك: