مليونية الإسلاميين بين حق التظاهر وإحراج الرئيس
القاهرة – عمرو والي:
أجمع سياسيون من تيارات مختلفة على أن دعوة القوى الإسلامية لتنظيم مليونية يوم الجمعة القادمة الموافق 21 يونيه لتأييد الرئيس محمد مرسي تحت عنوان ''لا للعنف'' إيجابية في حد ذاتها، مشيرين إلى أن حق التظاهر مكفول للجميع سواء مؤيد أو معارض بشرط السلمية.
وقالوا أن توقيت الدعوة غريباً خاصة في ظل احتشاد تيار واحد فقط وهو التيار الإسلامي الذي ينتمى له مرسي، مشددين على أن مثل هذه الدعوات احراجاً للرئيس وجماعة الإخوان لأن الأنظمة الديمقراطية جرت فيها العادة على أن الطرف المعارض هو الذى يتظاهر.
''الطرف الثالث''
وقال الدكتور جمال حشمت القيادي بحزب الحرية و العدالة إن ''حق التظاهر مكفول للجميع والأهم من ذلك ضمان عدم احتكاك من طرف ضد الطرف الآخر كي لا ينتهز البعض الفرصة في الاندساس وإثارة المشاكل''.
وأضاف حسمت في تصريحات لمصراوي أن تأييد الرئيس المنتخب والحفاظ على الشرعية لا يوجد به مشكلة طالما التزم بالجانب السلمي وهو الهدف من المليونية، مشيراً إلى أن أجهزة الدولة بالكامل مسؤوليتها حماية المواطنين في أي تظاهرة سلمية سواء مؤيدة أو معارضة.
وبسؤاله عن توقيت التظاهرة والخوف من الحشد يوم 30 يونيو، نفى حشمت الأمر جملاً وتفصيلاً وعاد ليؤكد أن حق التظاهر مكفول للجميع.
''مطالب الشعب''
ومن جانبه قال الدكتور أحمد البرعي، الأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطني إن دعوة نبذ العنف في حد ذاتها ''أمرا إيجابيا للغاية، ونرحب به كجبهة انقاذ.
وتساءل البرعي: ''لكن هل ستلتزم القوى الإسلامية بنبذ العنف؟''.
وأضاف البرعي أن التيار الإسلامي أكثر من الحديث عن ضرورة عدم استخدام العنف ولكن أين هو من تطبيقه؟، مشيراً إلى كثير من الفاعليات التي شهدت عنف من جانبهم.
وعن يوم 30 يونيه قال البرعي إن التوقيت الآن قد يعطى لنا مؤشراً عن تذبذب شعبية الإخوان والتيار الإسلامي بشكل عام ومن الممكن أن يتم الحشد في هذا اليوم كنوع من كسب الثقة المفقودة وتحسين الصورة.
وزاد ''يوم 30 يونيو اختاره الشعب المصري بأكمله للتعبير عن رفضه لهذا النظام كما أن الشعب مطالبه واضحة للغاية وتجنب كل المشاكل التي قد تترتب عليه سهلة وهى ان يتم الاستجابة لمطالبه''.
''كسب التعاطف ''
وفى نفس السياق، قال الدكتور جمال زهران، رئيس قسم العلوم السياسية، بجامعة قناة السويس، إن ''خروج القوي الإسلامية ومن ضمنها جماعة الإخوان في هذا التوقيت المقصود بها هو الالتفاف على ثورة الشعب المصري قبل إسقاط (الرئيس) مرسي، مشيراً إلى أنها وسيلة قديمة من أجل إحباط حماس الشعب الثائر.
وأضاف زهران في تصريحات لمصراوي أن ''ما حدث أمام وزارة الثقافة خير دليل على رغبتهم في كسب التعاطف مبكراً من جانب الرأي العام من أجل تبرير العنف الذى سوف يستخدمونه يوم 30 يونيو''.
وأوضح زهران أن ''مرسي وجماعته يخشون التفاف الجماهير حول تمرد بعد نجاحهم فى الحصول على توقيعات تفيد سحب الثقة مدللاً على ذلك بتصريحاتهم العصبية واهتزازهم من أجل حماية الكرسي مشيراً إلى أن العد التنازلي لإسقاطهم بدأ''.
''الرحمة والعذاب ''
وأشار الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن هذه الدعوة كمبدأ جيدة ولا غبار عليها مطلقاً ولكن الحشد لتيار واحد وهو التيار الإسلامي الذى ينتمى اليه الرئيس مرسي هنا يصبح الأمر غريباً، حسبما قال.
وقال ربيع في تصريحات لمصراوي إن ''الأمر هنا يبدو وكأنه نوعاً من استعراض القوة تحت دعوة سلمية.. وهذه الدعوة مسيئة للجماعة والرئيس مرسي ذاته لأن الأنظمة المدنية الحديثة جرت العادة فيها على أن الطرف الذى يحشد هو الطرف المعارض''.
وتساءل الخبير السياسي: لماذا يتظاهر الطرف المؤيد وفى أيديه السلطة؟، ملفتا إلى أن الموقف في هذه الحالة سيتحول إلى إحراج للرئيس لأنه يبين أن مؤيديه هم جماعة أو فئة محددة وليس رئيساً لكل المصريين وهنا تصبح ''الدعوة في ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب''.
من جهته، قال الدكتور طارق الزمر، رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية والقيادي بالجماعة الإسلامية، إن الأحزاب الإسلامية اجتمعت لمواجهة كل التحديات التي تواجه الثورة، مضيفا أن الهدف من التظاهر يوم 21 يونيو هو اعلان تضامنا الكامل مع الشعب والرئيس مرسي من أجل استكمال مدته حيث اختاره الشعب بإرادة حرة.
وأكد الزمر في تصريحات صحفية أمس الأربعاء ''أن الصندوق هو السبيل الوحيد للتعبير عن إرادة الشعب وتغيير الرئيس''، محذراً من اللجوء للعنف من جانب القوى التي دعت للتظاهر في 30 يونيو القادم.
تجدر الإشارة إلى أن حزب البناء والتنمية عقد مؤتمراً صحفياً امس الأربعاء من أجل الدعوة لمليونية يوم الجمعة القادمة تحت عنوان لا للعنف أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر تأييداً للرئيس محمد مرسي والابتعاد عن الصدام و الاحتكام لصندوق الانتخابات.
ومن المنتظر أن تشارك في هذه الفاعليات كلاً من حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والبناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، وكذلك حزب الوسط، وحزب العمل ، وبعض القوى المحسوبة على التيار الإسلامي .
فيديو قد يعجبك: