إعلان

رحلة الجامع الأزهر من المذهب الشيعي حتى أصبح منارة السنة

05:02 م الجمعة 21 يونيو 2013

كتبت- مي الرشيد:

الجامع الأزهر.. واحد من أهم وأكبر الجامعات الإسلامية السنية في العالم الإسلامي، ولكن هل هذا ما كان يريده جوهر الصقلي حين بناه؟

مع ضعف الدولة العباسية، أصبحت مصر تتبعها اسميا فقط، ولم يعد للخليفة أي دور سوى ذكر اسمه في خطبة الجمعة ونقش اسمه على العملة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث استقلت مصر واقيمت بها الدولة الطولونية ثم الدولة الأخشيدية.

ومع وصول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى سدة حكم الدولة الفاطمية ببلاد المغرب وذلك عام 341 هجرية، حتى بدء التحضير لفتح مصر، وتجهيز جيش وصل تعددة إلى 100 ألف جندي، وكان قائد الجيش هو جوهر الصقلي.

وما أن وصل الجيش القادم من القيروان إلى مدينة الإسكندرية، حتى قام أهلها بتسليم المدينة دون قتال، الأمر الذي جعل أهل الفسطاط هم أيضا يسلمون مدينتهم دون قتال.

وبذلك أصبحت مصر دولة فاطمية دون قتال، واصبحت جزء من دولة تمتد من المحيط الأطلنطي غربا حتى البحر الأحمر شرقا، استمرت كذلك لمدة 200 عام.

تولى جوهر الصقلي ولاية مصر لمدة 3 سنوات أُسس خلالها مدينة القاهرة لتكون عاصمة مقر الحكم الفاطمي في مصر، وكان هدف الفاطميين منذ أول يوم لهم في مصر هو تحويل أهل مصر من المذهب السني إلى المذهب الشيعي حيث أن الفاطميون هم شيعة، ولكن لم يريدوا أن يفعلوا ذلك عن طريق الأجبار فلقد أصدر بيان يقول فيه أنه لن يتدخل في عقائد المصريين، ولكنه ما لبث أن دخل جامع بن طولون وسمع صوت الآذان على الطريقة السنية حتى قاطع المؤذن وأمره بأن يؤذنوا بـ ''حي على خير العمل'' وليس ''حي على الفلاح''، وهو الآذان حسب المذهب الشيعي.

وعمل جوهر الصقلي على نشر المذهب الشيعي عن طريق الترغيب، حيث كان يعين المصريين من الشيعة في مناصب هامة.

ولكن نشر المذهب الشيعي كان يحتاج إلى جامع ينشره، لذلك قام جوهر الصقلي بتأسيس ما عرفه وقتها بجامع القاهرة، وعرف بعد ذلك بالجامع الأزهر، واستغرق بناء الأزهر عامين وكانت مساحته نصف المساحة التي هو عليها الآن.

كما أقيمت أول صلاة جمعة فيه في 6 رمضان 361 هجرية، ولتكون أول مرة يدعو فيها الخطيب للخليفة المعز لدين الله الفاطمي بدلا من الخليفة العباسي، كما أمر جوهر الصقلي الخطيب أن يقول ''اللهم صلي على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطى الرسول، الذين ذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وصلي على الأئمة الطاهرين آباء أمير المؤمنين المعز لدين الله''.

يعيد الأزهر أول بناء معماري للفاطميين بمصر، وقد عمل الخلفاء الفاطميين على توسيعه و تجديد أجزاء منه، جاء اسم الأزهر، حيث كانت تسمى القصور الفاطمية باسم القصور الزاهرة تيمننا بالسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك سمى بالأزهر بعد أن ما كان يسمى جامع القاهرة ليكون أزهر من القصور الزاهرة المحيطة به.

وقد تحول جامع الأزهر إلى جامعة في عهد الخليفة الفاطمي العزير بالله، وكان ذلك بناء على اقتراح من الوزير يعقوب بن كلس، وكان الاقتراح بأن يتم عقد حلقات الدرس في الأزهر كل يوم جمعة، من صلاة الجمعة حتى صلاة العصر، حيث يقوم في هذه الحلقات مجموعة من الفقهاء بالقراءة والتدريس للطلاب، وكان عدد الفقهاء 37، كما تم بناء مسكن للطلاب بالقرب من الجامع.

وكانت أول حلقة أقيمت فيه هي حلقة القاضي الشيعي أبو الحسن النعمان في الأول من صفر 365 هجرية، وكان يدرس الفقه الشيعي الإسماعيلي.

كما تم إلحاق مدرس العلوم العقلية بالأزهر، حيث كان الحسن بن الهيثم يأتي إلى الأزهر ليدرس به، كما كان يعقد الكثير من تجاربه في القاهرة، فلم يقتصر دور الزهر على العلوم الفقه بل امتد إلى العلوم العقلية.

وظل الأزهر منارة المذهب الشيعي حتى قيام الدولة الأيوبية في مصر وهى دولة سنية، لذلك تم إغلاق الجامع الأزهر لمدة 100 عام حتى فتحه الظاهر بيبرس567 هجرية ولكن ليكون جامع سني.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان