إعلان

عمدة المصريين في الأردن: المصري حظه قليل.. والله ينصر بشار

11:11 ص الأحد 23 يونيو 2013

الأردن- علياء أبوشهبة:

بشرته السمراء و ملامحه التي تتسم بالألفة تشعرك و كأنك تلتقى واحدا من أفراد أسرتك، عندما يتحدث تشعر وكأن اللهجة الأردنية تمكنت من بعض عباراته، لكنه إذا استمر في الحديث يكشف بقوة عن مصريته الأًصيلة والتي لا تقتصر على حديثه فقط.

وأمام المكتب السياحي الذى يمتلكه في حي العبدلي في العاصمة الأردنية عمان، جلس الحاج عادل جابر، المعروف بأنه عمدة المصريين في الأردن يسترجع ذكريات 34 عاما قضاها بعيدا عن ''شط إسكندرية'' حيث ينتمى، ليسرد كيف مرت هذه السنوات عليه، و يتحدث أيضا عن أحوال المصريين في الغربة.

''المصري شاطر لأنه زراعي و صناعي و كمان حرفي ماهر''، هذه هي العبارة التي بدأ بها حديثه، بعدها نظر إلى صورة قديمة تتوسط الحائط في كل مكاتبه السياحية التي يمتلكها، وقال :''هذا الرجل الأردني رحمة الله عليه هو ولي نعمتي ولولاه ما وصلت لما أنا فيه، لذلك أحفظ له الجميل، وأعلق صورته في كل مكان''.

الأزمة السورية

بعدها بدأ الحاج عادل في سرد تأثير الأحداث في سوريا على الحياة في العاصمة الأردنية عمان، وعلى عمله في المكتب السياحي، الذى كان ينظم من 80 إلى 100 رحلة برية يوميا من و إلى سوريا، والآن نشاطه يقتصر على رحلات الحج و العمرة، والتي ليست كثيرة، على حد قوله.

''الله ينصره بشار''، عبارة ذكرها وأعقبها بمبررات ذلك، وهي أن من يعيشون بعيدا عن الأحداث لا يعرفون الحقيقة الكاملة بكل أبعادها، وهي أن أهل سوريا لم يعان أي منهم من الفقر مثلما كان حال المواطن المصري قبل الثورة، لأن التعليم و التأمين الصحي و المواصلات كانت مجانية، مؤكدا على أن ''غالبية السوريين غير مؤيدين للثورة السورية، وأن أهالي درعا هم السبب، وهو ما سمح بتدخل قوى خارجية.''.

وحول مسؤولية النظام السوري عن قتل الآلاف رد الحاج عادل بأن ''النظام بالفعل مدان في ذلك، ولكنه مضطر أمام معارضة لا تعرف شيء عن البلد، إضافة إلى أطماع دول الجوار فيها و بالأخص إيران وتركيا''.

قطع حديثه دخول فتاة سورية تطلب توصيل علب دواء إلى قريبتها التي مازالت باقية في سوريا، وهو ما وعد الحاج عادل بمساعدتها فيه، داعيا أن تمر علب الدواء بسلام بين أيدى قوات الأمن.

العودة لمصر

استكمل الحاج عادل حديثه قائلا إن الله رزقه بأربعة أبناء حرص على عودتهم إلى مصر بعد انتهاء المرحلة الثانوية، باستثناء ابنه الأصغر الذى مازال مقيما معه، وهو ما برره بقوله :''أنا في النهاية مصري ومصيري إلى هذه البلد التي سوف أدفن فيها وأحب أن يعيش أبنائي فيها''.

وأضاف أنه لا يزور مصر كثيرا رغم شوقه الشديد إليها، ولا يفكر في الرجوع النهائي في المرحلة الحالية، وتابع ''قد أعود إليها ميتا في تابوت خشبي''.

''هل تتابع الأحداث في مصر؟''، سؤال رد عليه الحاج عادل قائلا إنه لا يفضل متابعة الأحداث إلا من ''بعيد لبعيد''، وذلك لأنه يحزن كثيرا عندما يرى الدم المصري يراق.

وأوضح رؤيته للوضع في مصر:'' ما يحدث هو أمر طبيعي لأن مصر على مر التاريخ منذ أيام سيدنا يوسف كما جاء في القرآن الكريم كتب عليها أن تمر بسبع سنوات عجاف بعدهم الخير وفيرا و كثيرا، وهو ما حدث على مدار التاريخ منذ حريق القاهرة ثم ثورة يوليو وكذلك نكسة 67 التي ظلت مدة 7 سنوات حتى جاءت حرب أكتوبر 73، ونحن في انتظار الفرج وهو أمر ليس مرتبطا بالرئيس محمد مرسى''.

يرى عمدة المصريين في الأردن أن أداء الخارجية المصرية كان رائعا في بداية سنوات حكم الرئيس مبارك، ولكن بعد ذلك كان الأداء يجعل المواطن المصري ''بلا ثمن''، كما يرى أنه في الفترة الحالية أداء متذبذب.

ويقول الحاج عادل جابر إن عمرو موسى حينما كان وزيرا للخارجية لم يكن جيدا كما كان البعض يردد في تلك الفترة، لذلك لم يرى أنه صالحا لتولى منصب رئيس الجمهورية.

''ما حدا بيهتم بينا .. احنا بنهتم ببعض''، عبارة ذكرها الحاج عادل الذى يقول إنه لم يصبح عمدة المصريين من فراغ، فهو لا يهدأ له بال إذا لمس معاناة أي مواطن مصري في الأردن، حيث أن الجالية المصرية كبيرة و غالبيتها إن لم تكن كلها من العمال.

فجأة استطرد الحاج عادل حديثه قائلا :''لكن إحنا المصريين مش بنحب بعض عايزين نكون كلنا عمد مش عمدة واحد بس''، وأعقب ذلك بشرح قصة نادى الجالية المصرية الذى كان يتم تمويله من جيوب المصريين جميعا ليؤازر المريض و يكرم المتوفى، ويأخذ بيد المسجون و المديون، لكن تدخل السفارة المصرية في الأمر حوله إلى جمعية صداقة مصرية أردنية لم تقوم بأي نشاط مثلما كان يحدث من قبل.

رغم ذلك يؤكد الحاج عادل أنه ''ينتفض لمساعدة أي مصري، لأنه عمل تطوعي يقوم به بدون انتظار مقابل''.

يتذكر الحاج عادل جابر الشكوى التي أرسلها النادي في إحدى الأعياد لجريدة الأهرام عن مواطن مصري لم يجد رفاقه ثمن تكفينه وتسفيره إلى مصر، وكان السفير المصري في ذلك الوقت يقضي إجازته في مصر، وحينها أصدر الرئيس السابق حسنى مبارك قرارا بقطع السفير لإجازته وتكفل الدولة بمصروفات أي متوفى مصري على الأراضي الأردنية.

مشاكل العمالة المصرية

''و ما هي مشاكل العمالة المصرية الآن؟''، سؤال أثار لدى الحاج جابر الكثير من الشجن، حتى أنه صمت لثوان عدة ثم رد :''مشكلة المصريين هم المصريين أنفسهم''، وهي العبارة التي فسرها بقوله أن التشريعات الأردنية لا تظلم المواطن الأجنبي ولكن السماسرة المصريين سواء الذين يقوموا بتسفير العمالة أو من يتحكمون في تصاريح العمل الخاصة بهم في الأردن هم سبب أزمة و معاناة المصريين.

أكمل حديثه ''الحد الأدنى لأجر العامل هو 200 دينار لكنه مبلغ غير كاف على الإطلاق لأن العامل ملزم بدفع ثمن تصريح العمل، وهنا يتدخل السماسرة و تتكاثر الديون على العامل المصري و بالتال تطول مدة بقاءه في الأردن لسنوات طوال''.

منافسة مصرية سورية

يقطع حديثه صوت أم كلثوم متسللا عبر رنين هاتفه المحمول ويقول مستنكرا لمحدثه عبر الهاتف: ''طبعا هو فيه مصري غبي؟ طبعا ذكي''، قاطعت حديثه لسؤاله عن منافسة العمالة السورية للعمالة المصرية وخاصة بعد نزوح ما يقرب من مليون لاجئ سوري إلى الأراضي الأردنية، فرد عمدة المصريين قائلا :'' أكيد العامل السوري منافس لكنه ليس منافس قوي، لأن المصري صبور ودؤوب في عمله، كما أنه صاحب 7 صنايع لكنه قليل الحظ''.

أما عن وجود أسر مصرية مقيمة في الأردن فيؤكد الحاج عادل جابر عمدة المصريين على أنه أمر غير شائع نظرا لارتفاع تكلفة الحياة وغلائها فضلا عن عدم أن التأمين الصحي والتعليم والمواصلات غير مجانية لذلك فهو لا يشجع دعوة الزوجة و الأبناء، وذلك بعيدا عن صعوبة الإجراءات وتعقيدها.

بينما كان يتحدث عن النظرة السلبية للفتاة المصرية في الأردن نظرا لعملهن في الملاهي الليلية، دخلت سيدة تخفى ملامح وجهها بطرحة سوداء لتتسول منه، فصرفها بهدوء وقال، لهذا أيضا لا أفضل دعوة الزوجة فهذه السيدة نزلت من بيتها لتتسول لمساعدة زوجها، وهو أمر يهين المصريين.

أنهى الحاج عادل حديثه مطالبا بوجود تأمين صحي شامل للمصريين من قبل سفرهم إلى الأردن لتكفيهم شر ذل المرض في الغربة، وقال إنه لا يعرف موعد عودته النهائية إلى مصر، مستطردا أنه حتما سوف يعود.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان