''الخباز الفصيح'': الثورة الحقيقة لم تأت بعد.. ولا عودة للإخوان
حوار- حسين قاسم:
''الخباز الفصيح''، هذا اللقب الذى أطلقه عليه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأيام الأولى لثورة 25 يناير ، حيث تم تناقل و مشاركة العديد من مقاطع الفيديو التي كان يطل منها رجل فى منتصف الاربعينيات ذو شعر أشقر وكان يدلى بدلوه في الوضع السياسي حينذاك وكان يتحدث بطريقة واثقة غير تقليدية تعكس مخزون ثقافي عميق لهذا الرجل و استشهادات تاريخية مواتية للموقف بالإضافة الى أراءه المستنيرة التي لم تخرج من النخب محترفي السياسة في ذلك الوقت، و عندما سُئل في إحدى المقابلات عن مهنته ، قال أن لديه ''مخبز'' فعُرف إعلامياً منذ ذلك الوقت بـ''الخباز الفصيح''.
هو الأستاذ عبد العزيز شرباص مواليد قرية المنزلة بمحافظة البحيرة، تخرج من كلية دار العلوم ، جامعة القاهرة، وقام بعمل دراسات عليا بجامعة عين شمس ويعمل مدرس لغة عربية بمدرسة المنزلة بالإضافة الى امتلاكه ''مخبز'' صغير ورثه عن والده الذى كان يعمل مدرساً للغة الانجليزية.
يرى ''الخباز الفصيح'' أن 25 يناير ليست ثورة، قائلا: لا يوجد ثورة في العالم يعقبها تعديلات دستورية، ويؤكد أن ما فعله المجلس العسكري بعد يوم 30 يونيو ليس انقلاباً عسكرياً؛ حيث لا يوجد انقلاب يعقبه قرارات انفتاحية.
من وجهة نظر الاستاذ عبد العزيز أن الإخوان تلقوا ''ضربة قاتلة في القلب'' لن يستفيقوا بعدها، ولكنه ضد إقصاءهم سياسياً.
متحدثا عن البرادعي يقول: أمريكا لا تكره إنساناً على الأرض كما تكره البرادعي، وإذا كان هناك مرشح إسلامي في مصر فهو البرادعي. أما عن الدستور فيرى حتمية عمل دستور جديد حيث أنه أي تعديل معناه أن هناك موجه ثورية أخرى قادمة في الطريق. يعتقد ''عبد العزيز'' أن الفريق السيسي سيكون من عظماء تاريخ مصر إذا لم ينطلق العصار إلى واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة.
ورأيه أنه ليس من الحكمة إبقاء مصر على النظام الرئاسي الذي سيؤدى الى ثورة جديدة لا محالة، وإلى نص الحوار:
ماذا تقول في ثورة 25 يناير؟
لا يوجد ثورة في العالم يعقبها تعديلات دستورية، كان من الممكن أن تكون 25 يناير ثورة إذا أعقبها دستور حيث أن الذي يحمي النظام هو الدستور وطالما قبل الشعب بتعديل الدستور فقد قبل بتعديل النظام و معنى ذلك أنه يبقى، وإذا رد البعض بأنه قد وُضعِ دستور فيما بعد في ديسمبر 2012 فهذا رداً مكذوب، حيث أنه خرج من رحم الدستور السابق و لكنه خرج مشوها، إذن هنا الشعب حسم أمره و كان ضد التغيير، تم تضليل الشعب دو أن يدري او لم يتم تضليله ليست مشكلتي ولكن طالما لم يوضع دستور جديد إذن النظام لم يسقط.
وماذا تقول عن 30 يونيو؟
لا يمكن أن تكون 30 يونيو ثورة لسبب أن الذي قام بـ 30 يونيو فصائل غير واضحة المعالم من ناحية ولم تصل إلى السلطة من ناحية، والأهم أيضاً أن خريطة الطريق التي أعلنت بعدها تتضمن تعديلات دستورية.
الثورة في حقيقتها تغيير وحراك اجتماعي قد يصحبه اقتصاد و سياسة وأي شيء أخر لكن في الأساس هو تغيير وحراك اجتماعي وهو ما لم يحدث، و بالنسبة لأعداد المتظاهرين الذي تجاوز ال30 مليون إلا أن هذا الخروج العظيم مختلف الأسباب، بغض النظر عن العديد من الأزمات التي تفاقمت و كانت مبررا لنزول الجماهير، لكن أعتقد أن لأول مرة كثيرون من الشعب المصري يدرك أبعاد الأمن القومي و ما يحدث من تلاعب فيه لذا كان ذلك الحافز الأكبر.
ماذا تقول لمن يرى أن 30 يونيو و ما بعده هو انقلاباً عسكريا؟
أولا: حين تُعلن خارطة طريقة - وأنا معترض عليها- ثم يعلن جميع المسؤولين أن الانتخابات القادمة خاضعة لرقابة وإشراف كل هيئات العالم فهذا لم يحدث في أي انقلاب عسكري ، جميع الانقلابات العسكرية يعقبها قرارات انغلاقية، ليس هناك انقلاب عسكري يعقبها قرار انفتاحي بهذا الشكل ، لأول مرة في مصر وفقاً لما قاله الفريق السيسي: ''أنا أدعوا الأمم المتحدة و أدعوا الاتحاد الأوروبي وأدعوا منظمة الفرانكفونية وأدعو العالم كله لمراقبتها'' ، هل هناك انقلاب عسكري بيدعو العالم لكده؟ الانقلاب العسكري طبيعته انغلاقية جداً .
ثانياً: طبيعة علاقة الشعب المصري بجيشه تختلف عن علاقة أى شعب أخر بجيشة لأسباب كثيرة منها، امتداد الجيش في عمق تاريخ الشعب ،و إحساس الشعب بالأخطار، بالإضافة الى عدم وجود مؤسسة أخرى بها نسبة التماسك الموجودة في المؤسسة العسكرية ،فا كون الشعب بيترمي في حضنها، متجيش تقولي ده انقلاب عسكري.
وماذا عن غلق القنوات الدينية؟
بالتأكيد أرفض هذا التصرف، ولكن القنوات الدينية التي اُغلقت كانت قد تحولت إلى قنوات شق صف وإثارة فتن، ولكن كان عليه أولاً أن يبرز الأسباب وأن يلجأ الى القانون، سيرد البعض و يقول لي: أن الثورة لها قانونها، سأقول لهم هذه ليست ثورة ، الثورة حتى تغير تصل إلى السلطة، عدلي منصور – مع احترامي لشخصه- ليس ثوري، القضاء والجيش في جميع دول العالم لا يصنعان تغيير، والثورة تغيير وأنا مؤمن أن الثورة قادمة لا محالة .
ثورة أخرى غير 25 يناير و30 يونيو؟
هذه ليست ثورات، ما أقصده هو الثورة الأولى، 25 يناير كانت موجه و 30 يونيو موجه أخرى، أم الثورة الأولى التي لم تحدث بعد، هي أن تحدث ثورة و يصل الى السلطة ثوري ويغير، لأن من المسلمات المعروفة أن التغيير لا تصنعه الجيوش، الجيوش تحافظ على الثبات ، القضاة أيضاً لا يصنعون تغيير، الذي أستلم السلطة بعد 25 يناير هو المجلس العسكري، والآن أستلمها قاضي والاثنين لا يفعلوا تغيير .
ماذا إذا حدثت انتخابات رئاسية بعد 30 يونيو وأثمرت عن شخصية ثورية؟
إشكالية الانتخابات والديموقراطية، هذا التباس كبير عند ما يُسمون بالنخبة، الثورات و الديموقراطية عدوان إما أن تكون ثوري و إما أن تكون ديموقراطي.
هل تحُبذ المؤسسة العسكرية أن يكون هناك مسار ديموقراطي حقيقي؟
للأسف إحنا سقف أحلامنا بدأ كبيرا. أثناء و بعد 25 يناير كان لدينا آمال وأحلام أننا سنراقب الجميع ولن يكون هناك أحد لا يخضع للرقابة، لكن المؤسسة العسكرية أعطتنا درسا، إذن أنت مجبر الآن أن يكون للجيش وضع مميز فى الدستور ولن تستطيع فعل غير ذلك ''واللى هيفكر يعمل غير ده يبقى هيطول المشوار''.
ماذا إذا لم تنجح تظاهرات يوم 30 يونيو؟
مصر حينها كانت ستصل الى التقسيم، أقصد التقسيم الجغرافي، وعملية التمكين كانت ستتم بسرعة، وضياع سيناء ''هيمشي بسرعة'' وضياع النيل وانهيار الزراعة المصرية ''هيمشي بسرعة''.
الوعى الجمعي المصري الذى أستيقظ يوم 30 يونيو يقول أن هناك ضرورة حتمية تاريخية تؤكد أنك مُجبر على فعل ذلك، والثوار الذين لم يشاركوا في 30 يونيو يعانوا من نفس إشكالية الإخوان، إن انتماءهم للثورة يسبق انتماءهم للوطن ذي ما الإخوان انتماءهم للجماعة يسبق انتماءهم للوطن، ''احنا كنا مجبورين على النزول يوم 30 يونيو''.
ماذا لو نزل الإخوان أمام الرئيس القادم لعزله بنفس سلاح الحشد وجمع التوقيعات؟
الرئيس القادم إذا امتلك لغة خطاب السيسي، فأي محاولة ضده فاشلة، وهي اللعب على وتر عاطفة الشعب ومشاكله، وليس أنك تسير في مشروعك وتغض نظرك عن مشاكل الشعب.
رئيس الجمهورية القادم، إذا امتلك الاحساس بمشاكل الناس، وبدأ الناس يروا بالبلدي ''أمارة'' مهما دعا الداعون إلى الخروج عليه لن يحدث، حتى السيسي نفسه لو العملية ظلت خُطب وكلام الشعب سيخرج عليه .
ما هي أبرز الأسباب التي أدت لسقوط الإخوان بهذه السرعة؟
الذي أسقط الإخوان هو الذي يسقط أي مستبد، وهو أنه لا يرى ولا يسمع و بذلك يصل الى مرحلة الغباء المطلق ، فيكون الشعب في حالة تعب ومعاناة وهو يرى أن المواطنين في أفضل حال، فغباءهم من أبرز أسباب سقوطهم، وأنا من المؤمنين إن فيه مؤامرة حيكت ضد مرسي، لكن هذه المؤامرة بدون غباءه كانت من المستحيل أن تنجح، وأهم أركان هذه المؤامرة هو غباءه و خصوصاً أن الشعب كله كان يرى المؤامرة ، وهو لا يرى بل و مُصر أن الأمور على ما يرام .
هل انت مع إقصاء الإخوان من المشهد السياسي؟
أنا ضد اقصاءهم ولكن هم مُصريين على ذلك ، ومن أخطاءنا في يناير أن كل ما شغل بالنا حينها هو العزل و الإقصاء و تعاملنا مع الحزب الوطني أن كله يشبه بعضه و هذه نظره قديمة جداً، ''لأن مفيش حد شبه حد'' وبالتأكيد الحزب الوطني والإخوان مثلما بهم فاسدين فبينهم أيضاً العديد من الصالحيين لأننا مجتمع متشابك بطبيعة الحال، ''أنا كل ما أحضر فرح في اخر سنتين أنا وشباب الثورة اللى قاعدين معايا نقعد نضحك كل ما ييجي حد يدخل الفرح نقول ده إخوان وبعد منه واحد يدخل نقول ده فلول و بعديه واحد ثوري ييجي وهكذا والفرح واحد والعريس والعروسة قرايب''.
لكن الإخوان مُصريين أن يقصوا أنفسهم ، المشكلة ليست في اعتصام رابعة العدوية ، أعتصم كما شئت ولكن لا تخرج عن السلمية ، المشكلة الحقيقية هو اعتصام النهضة لأن سكان بين السرايات و الجيزة يختلفوا عن سكان مدينة نصر وبذلك سيكون هناك مشكلة في أي مكان شعبي يذهبوا اليه .
متى يفيق الإخوان من هذه ''الضربة القوية'' وهل سيكون لهم مقاعد في البرلمان القادم؟
لن يفيق الإخوان من هذه الضربة، لأنها موجعة وقاتلة وفى القلب حيث لم توجه إلى مرسي وحده ولكنها موجهه الى التنظيم الدولي للإخوان في العالم أجمع .
أما بالنسبة للبرلمان، فالحزب الوطني يلعب لعبة بحيث يتم وضع قانون ودوائر خاصة تخدمه بواسطة رجاله، بالإضافة الى أن أداء الإخوان عظُم من الحزب الوطني في عيون البسطاء و الفلاحين، أما في المدن فمعظمنا اصبح يميل الى القوى الثورية، بأقصى تقدير ليهم يحصلوا على 10 في المئة وسيكونوا مضطهدين ومنبوذين.
ما رأيك فيما يقال أن البرادعي تخلى عن مبادئه وأفكاره؟
قسماً بمن رفع السموات أن أمريكا لا تكره إنساناً على الأرض كما تكره البرادعي، ومن أعظم أسباب حبي للبرادعي كراهية أمريكا له، دع هؤلاء يروا ''كولين باول شد في شعره ازاي من البرادعي'' عندما قدم ''كولين باول'' تقريراً ضد البرادعي قال فيه أنه عربي مسلم ولا يصح الاعتداد بتقريره، فقام البرادعي صدر لهم عدو اكبر اسمه ''هانز بليكس''.
أنا أنتقد البرادعي لكن من في ضميره ومن في علمه والأهم من في أخلاقه و أدبه؟، من الذى تسبه الناس منذ اكثر من خمسة سنوات ولم يرد على أحد ؟ من غير البرادعي من الممكن أن يسمح لك بانتقاده؟، البرادعي لا يضيق صدراً بالانتقاد، من غير البرادعي في النقاش لن يحتد ولن يرفع صوتا، من الذى علمنا يناير، من الذى الهمنا وأعطانا الفكرة؟، من الذى صبر على التشويه بآلة بشعة ومقززة؟ من الذى طُعن في ابنته وابنه وتاريخه؟ و لم يصرف جهدة لكل ذلك لأنه لدية أشياء أكثر أهمية ، من الذي أرهق نفسة في مشروع هو و مجموعة من العلماء و قدمه لمرسي، وإن كان لم يعلن هو عن ذلك ''لأنه مش غاوى دعاية''.
نحن الآن نعيش في مناخ مشحون بالاستفزاز والبرادعي هو الذي يعلمني ألا أُستفز حتى أستطيع التفكير ولا أقع في الخطأ، أستطيع أن أقول: أم مصر لو بها مرشح إسلامي هو البرادعي، إسلام السلوك والفكر وليس إسلام الشكل.. البرادعي بعيد جداً عن إسلام الشكل.
ومن أخطاءه انه نزل في استفتاء مارس حتى لو قال ''لا''، كلنا اخطئنا بقبولنا لهذا الاستفتاء ولكننا لا نمتلك خبرات ثورية، وأيضاً انه قبل هذا المنصب الحالي مع علمي أنه اضطر إلى الموافقة.
ترى هل نقوم بتعديل الدستور أم نقوم بعمل دستور جديد؟
أي تعديل في الدستور معناه أن هناك موجه ثورية أخرى قادمة في الطريق، لأن مصر ليست محتاجة التغيير فقط بل مضطرة الى التغيير، وأي تغيير ليس اجتماعي لن يكون تغيير، أنا أحلم بدستور يحدد الأرض أي لابد من وجود خريطة و يمكّن الشعب، لابد عندما يقابل الشعب أي مشكلة ان يأخذ الدستور و يحل مشكلته من خلاله، وأتمنى أن يكبل الدستور السلطة بحيث لا تكون السلطات الأربعة مطلقة ويكونوا مقيدين، نعم السلطات القضائية و التنفيذية و التشريعية و الإعلام لابد و أن يُكبلوا في الدستور، و أهم صفة في الدستور أن يسود القانون على الكبار أولا ، وألا يبقى كائن ما كان فوق الحساب إلا المؤسسة العسكرية – مضطرين إلى ذلك- بعد أن لبت نداء الجماهير يوم 30 يونيو.
كيف ترى فكر المجلس العسكري الحالي؟
'' الناس دي عملوا الحاجة اللي احنا كثوار مكناش مقتنعين بيها وهي التطهير الداخلي'' ، هذه الجملة كنا نعتبرها نكتة تستحق الضحك لكن حدث بالفعل تطهير داخلي داخل المؤسسة العسكرية .
'' لا الرويني ولا بدين ولا طنطاوي وعنان هم أسامة عسكر وأحمد و صفي وصدقي صبحي والسيسي''، أنا أرى سلوكاً مختلفاً وفيه قدر كبير من الطهارة .
ما الذي تخشاه من الجيش في الأيام المقبلة؟
أخشى في الأيام القليلة المقبلة أن يذهب اللواء محمد العصار الى واشنطن، إذا مرت الأيام المقبلة ولم يذهب العصار إلى الولايات المتحدة فأعلم أن السيسي من عظماء تاريخ مصر، لآن من كوارثنا التي حدثت بعد ثورة 25 يناير ذهاب العصار في فبراير 2011 إلى أمريكا ليؤكد في المحافل الضيقة والتي تصنع القرار هناك أن مصر لن يحدث فيها تغيير ثم جاءت التعديلات الدستورية التي تؤكد أنه لم يحدث تغيير، وسأكون سعيدا إذا خرج ممدوح شاهين إلى التقاعد .
ما هي أبرز الأسباب التي أدت لهذه الشعبية للفريق السيسي؟
''شعب ابن أصول.. السيسي عملهم جِمِيلة وشال الغمة.. فقالهم أنا أول مرة أطلب طلب، فنزل الشعب يفوضه، أنت شعب ابن بلد شال الجميلة وبيردها، المصري ملوش ''كتالوج'' إلا كتالوج واحد ''الطينة ''، واللي حيفهم طينته يتعامل معاه والسيسي فاهم طينة المصريين .
كيف ترى الانتخابات الرئاسية القادمة؟
أرى أن إبقاء مصر على النظام الرئاسي سيضطرنا لثورة جديدة، وإذا كان لا يمكن الآن أن ننتقل الى النظام البرلماني على الأقل ننتقل الى النظام المختلط، لآن محمد مرسي ليس هو المشكلة الوحيدة، مثلما هناك إسلاميين متشددين هناك ليبراليين واشتراكيين متشددين، ''أنا لو جبت واحد ليبرالي في نظام رئاسي حيبقى عاوز يسوق العربية ذي ما هو عايز، و نفس الشئ لو جبت اشتراكي متشدد'' ، بينما مصر قدرها التنوع، وأي سلطة لن تحترم هذا التنوع ستصطدم بالشعب .
أنت قدرك التنوع، تاريخك التنوع، دعك من التنوع في المجتمع، إنما التنوع داخل الشخص الواحد، هناك مصري هو في سلوكه اشتراكي ليبرالي إسلامي وهو نفس الشخص، ''ساعة بيبقى تكافلي وساعة محدش ليه دعوة بيا أنا ليبرالي و ساعة لأ متقربش للنبي عليه الصلاة والسلام''، وأنا كلامي نفسه فيه تناقض وهو أنني أريد أن يكون للمؤسسة العسكرية امتياز في الدستور مجبراً على ذلك بسبب الظروف الأخيرة .
ماذا تقول الى كل من يسعى الى كرسي الرئاسة في الانتخابات القادمة؟
أقول لهم أن السلطة كاشفة، أستطاع الإخوان أن يتواروا في ثوب المعارضة 84 سنة ولكن حينما ارتدوا ثوب السلطة عام واحد انكشفوا، السلطة كاشفة إما ساطعة وإما حارقة، قبل أن تسعى السلطة اسأل نفسك ، هل أنا قادر على تحمل السلطة أم لا؟، والرئيس القادم إذا حركه انتماءه الأيدولوجية أو حركته كراهية الآخرين سيفشل، وإذا حركه حب الشعب والاعتماد على قاعدة بيانات متكاملة توضع من خلالها خطة يدرك من خلال كل ذلك قيمته ووضعه الحقيقي في العالم، ويعرف أنه شخص مهم لأنه رئيس مصر، حيث يعرف العالم أجمع مدى أهميتنا إلا نحن، أي شخص سيحكم مصر بالعلم و المشاعر سينجح بغض النظر عن كونه إسلامي أو ليبرالي أو اشتراكي.
فيديو قد يعجبك: