من هي جماعة ''أنصار بيت المقدس''.. صاحبة الهجمات الإرهابية في مصر؟
كتبت – هبة محسن:
تردد اسمها في الشارع المصري عقب محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، ولم تكن جماعة ''أنصار بيت المقدس'' معروفة في المجتمع المصري قبل ذلك الحين، ولكنها أعلنت عن نفسها بوضوح عقب هذا الحادث.
''أنصار بيت المقدس'' من الجماعات الجهادية التي استوطنت في سيناء مؤخراً، وأعلنت جهادها ضد إسرائيل ولكن بعد سقوط نظام الإخوان أعلنت بوضوح أنها تحارب الجيش المصري وقوات الآمن.
وفي السطور التالية تحدث أشرف أبو الهول الباحث في شئون الجماعات الجهادية لـ''مصراوي'' عن نشأة هذه الجماعة وأفكارها والتحول الذي شهدته في الفترة الأخيرة وحجم قوتها العسكرية.
''النشأة والتأسيس''
جماعة ''أنصار بيت المقدس'' هي جماعة متشددة جداً ومتوافقة في أفكارها مع أفكار تنظيم القاعدة وظهرت منذ حوالي ثلاث سنوات في سيناء بهدف الانطلاق من سيناء نحو تحرير بيت المقدس وفلسطين، وهي مشكلة من مجموعة من المصريين وجذورها داخل قطاع غزة، بحسب ما ذكر أشرف أبو الهول الباحث في شئون الجماعات الجهادية.
ويضيف: للجماعة امتداد داخل قطاع غزة حيث تعتبر جزءاً من ما يسمى بـ''تنظيم مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس'' وهو تنظيم يضم مجموعة من الجماعات الجهادية في غزة وفي المنطقة وتحالفت مع بعضها في تنفيذ العمليات التي تستهدف إسرائيل وبعضها تحول إلى جماعات ضد إسرائيل وضد مصر معاً.
ويقول: بالفعل قامت جماعة ''أنصار بيت المقدس'' بعدد من العمليات المسلحة ضد إسرائيل مطلع عام 2011، حيث أعلنت عن مسئوليتها عن إطلاق الصواريخ من سيناء إلى مدينة إيلات الإسرائيلية وأيضاً مسئوليتها عن إطلاق الرصاص على مركبات الجيش الإسرائيلي على الحدود وكذلك التفجيرات المتكررة لخط الغاز المصري الذي يمد إسرائيل بالغاز الطبيعي قبل إلغاء اتفاقية تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل.
''أشهر قيادات الجماعة''
لعل أشهر القيادات التي أثرت في تشكيل جماعة ''أنصار بيت المقدس'' وتكوينها الفكري والعقائدي شخص يُدعى هشام السِعدّني وهو فلسطيني الجنسية وقد تم اغتياله العام الماضي على يد الإسرائيليين.
وأوضح الباحث المتخصص في شئون الجماعات الجهادية أن ''السِعدّني'' كان أحد أبرز القيادات الفلسطينية التي شاركت في تفجيرات شرم الشيخ ودهب ونويبع مع جماعة ''التوحيد والجهاد'' التي نفذت هذه التفجيرات ولكنه هرب من السلطات الأمنية المصرية وسافر إلى الأردن وتزوج هناك وتتلمذ على يد أبو مصعب الزرقاوي –القيادي في تنظيم القاعدة- ولكنه عاد إلى قطاع غزة في أعقاب كسر الجدار العازل بين مصر وقطاع غزة مطلع عام 2008.
وأضاف أن السلطات المصرية آنذاك طالبت بتسليمه إلا ان حركة حماس قامت باحتجازه ورفضت تسليمه إلى مصر ثم أفرجت عنه في أغسطس 2008 بضغط من الجماعات السلفية الأردنية التي كانت تنتمي إليها زوجته، وبعد الافراج عنه كون تنظيم ''مجلس شورى المجاهدين'' التي خرجت من رحمه جماعة ''أنصار بيت المقدس'' ثم تورط في عدد من العمليات ضد إسرائيل مما دعاها إلى اغتياله في عام 2012.
ومن ضمن الشخصيات التي كان لها أيضاً تأثير على جماعة ''أنصار بيت المقدس'' ممتاز دغمش وهو قائد ''جيش الإسلام'' في قطاع غزة وعدد من قيادات جماعة ''جلجلت'' داخل القطاع الذين قاموا بتدريب وتسليح وتمويل عناصر جماعة ''أنصار بيت المقدس''.
''القوة العسكرية''
وعن القوة العسكرية لهذه الجماعة وقدراتها القتالية، قال أشرف أبو الهول أن القوة العسكرية لهذه الجماعة ليست ضخمة وعناصرها على أقصى تقدير لن تتجاوز بضعة مئات ولكن السر وراء بقائها رغم الحصار الأمني في سيناء هو القدرة التنظيمية الكبيرة وسرية العمل لأنهم ليسوا مخترقين، فضلاً عن الأسلحة والتمويل الذي يأتي إليهم من قطاع غزة وجميعها عناصر تجعل قوة هذه الجماعة مؤثرة في الوضع الأمني هناك.
وأضاف أن عناصر جماعة ''أنصار بيت المقدس'' يتحركون في مناطق يعرفونها جيداً ومدربين تدريب عالي الكفاءة وهو ما ساعدهم على البقاء لفترة أطول، ولكن بات مؤكداً أن الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة جمعت قدراً كافياً من المعلومات عن هذه الجماعة استعداداً للهجوم عليها والقضاء عليها بشكل نهائي.
وأكد ''أبو الهول'' أن لديه معلومات تؤكد أن الجيش يحاصر أماكن تمركز عناصر هذه الجماعة وقد تم تقويد عمليات وصول السلاح إليها من خلال إغلاق الأنفاق.
محاولة اغتيال وزير الداخلية
أوضح أبو الهول أن جماعة ''أنصار بيت المقدس'' غيرت اتجاهها بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين في 30 يونيو وتحولت من محاربة إسرائيل سعياً وراء تحرير القدس إلى محاربة الجيش المصري وقوات الأمن في مصر.
وتعتبر الجماعة أن عناصر الجيش والشرطة والتي أعلنت مؤخراً حربها عليهم في بيان صدر عنها ''مجرمون'' وقاموا بثورة ضد الحكم الإسلامي وضد الدين والشريعة.
وعقب محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بسيارة مفخخة استهدفت موكبه، أعلنت الجماعة مسئوليتها عن الحادث ووضعت مقطع فيديو للعملية خلال تنفيذها وهو أسلوب تتبعه الجماعات الفلسطينية في تنفيذ عملياتها، وأنها رغم فشل المحاولة إلا أنها لن تيأس، كما أعلنت أنها تستهدف اغتيال عدد من رموز الدولة والشخصيات السياسية التي شاركت في 30 يونيو.
كما أذاعت هذه الجماعة مقطع فيديو لبعض العمليات التي قامت بها في سيناء واستهدفت قوات الجيش وقامت من خلالها بحرق مدرعة للجيش وطائرة حربية، إلا أن مصادر عسكرية نفت حقيقة هذا الفيديو واكدت أنه عارٍ عن الصحة وأن الجماعة تحاول من خلاله أن تظهر أي قوة لها بعد تضييق الخناق عليها واكتشاف أماكن تمركز أعضائها استعداداً لتوجيه ضربة عسكرية إليها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: