رئيس حزب النور: نحن ضد ترشح عسكري للرئاسة – (حوار)
القاهرة – (دويتشه فيلله):
في حوار مع DW عربية كشف يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي عن رغبة حزبه في إنهاء الفترة الانتقالية في مصر سريعا مع عودة الجيش إلى ثكناته والتأكيد على موقف الحزب الرافض لترشح عسكري للرئاسة، أو لدعم الجيش لأي مرشح كان.
كان حزب النور – الذراع السياسية للدعوة السلفية في مصر- من بين الأطراف الداعمة لخارطة الطريق حين أعلن عنها الجيش عقب إطاحته بالرئيس الإخواني محمد مرسي. اليوم وبعد ثمانية أشهر من عزل الأخير، تعيش مصر حالة من الترقب والحذر مع تصاعد أعمال العنف والاستقطاب.. فهل تغير رأي حزب النور في ظل تطورات المشهد المصري؟
DW عربية التقت رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون في بيته بمحافظة البحيرة للتعرف على موقف الحزب من الأحداث الجارية.
بعد أكثر من ثمانية أشهر على عزل مرسي.. هل ترى تغيّرا إيجابيا على يد النظام الجديد؟
هناك أخطاء جسيمة ارتكبت. مثلا، أول حكومة بعد 30 يونيو تمّ تشكيلها من أطراف كانت ضد الإخوان إعلاميا، من جبهة الإنقاذ والاتجاه الليبرالي واليساري الذين سيطروا على المشهد بصفة عامة، وبدأوا عملية إقصاء للجميع دون تقديم أي مشروع أو رؤية مستقبلية. لم يرَ الناس أيّ تغيير في الواقع بل بالعكس، الأسعار زادت والمشاكل كثرت. كان همهم (المسؤولين) الوحيد إخراج قوانين لمحاربة الإخوان، تصرفوا وكأنهم حزبا ولا يمثلون حكومة عليها العمل لخدمة جميع المصريين.. أيضا الإعلام كان منحازا بشكل فج. ومن ضمن الأخطاء التي ارتكبت أيضا، اللجوء إلى الخيار الأمني والتمادي في اعتقال الشباب وضعهم في قفص الاتهام مع عودة رموز نظام مبارك بقوة. كل هذه سلبيات، جعلت عددا من المصريين يشعر بالإحباط والخوف من عودة النظام السابق أو عودة الدولة البوليسية القمعية التي قامت ثورة 25 يناير أصلا ضدها.
هل ندمتم على دعمكم لخارطة الطريق والإطاحة بحكم الإخوان؟
لا.. بالعكس، فكل يوم يمر نزداد قناعة بموقفنا، وذلك بسبب الممارسات العنيفة التي رأيناها من الإخوان على وجه الخصوص. وكان البديل المحتمل دخول مصر في نفق مظلم وحالة من الفوضى، كان بالإمكان أن تتحول إلى صراع ديني بين إسلاميين وغير إسلاميين، تؤدي إلى حرب أهلية؛ غير أن موقف حزب النور خلق توازنا في المشهد. نحمد الله أننا لم نتورط مع الإخوان، وإلا، لتحمل حزب النور اليوم جميع الخطايا التي ترتكب حاليا والتي نراها كل يوم من حوادث القتل والتفجيرات.
لماذا تؤيدون الجيش رغم ما يقال عن محاربته للإسلاميين؟
من المعلوم أن هناك وفاق وطني حول الجيش المصري، لكن بعد 25 يناير هناك قوى خارجية أرادت أن تخرج الجيش من إطار هذا التوافق لتدخله في صدام مع طائفة من الشعب. بدأنا نسمع سبّا بحق قيادات الجيش بطريقة غير مقبولة بالمرة مهما كان درجة اختلافنا مع قياداته؛ فالقيادة تعتبر رمزا لهذه المؤسسة وإهانتها تعتبر إهانة للمؤسسة التي يجب أن نحافظ على تماسكها وقوتها. انهيار الجيش المصري هو انهيار لمصر وللأمة العربية. الحديث عن أن الجيش يحارب الإسلاميين، كلام غير صحيح تماما بدليل تواجدنا في المشهد. يحاول الإخوان ومن معهم في تحالفهم ترسيخ فكرة أنهم يحاربون من يحارب الإسلام لشحن أتباعهم عاطفيا باعتبار أنها حرب مقدسة، بالرغم أن الإخوان هم أول من استنكر عبارة ''يسقط يسقط حكم العسكر'' وكان موقفهم معروفا من أحداث ''محمد محمود'' وغيره.
وما رأيك اليوم في هتاف ''يسقط يسقط حكم العسكر''؟
كلمة ''العسكر'' مرفوضة.. وكلمة ''يسقط حكم العسكر'' أعتقد أنها كلمة حق يراد بها باطل. أعتقد أن هناك أياد خارجية تحاول أن تجعل طائفة من الشعب في مواجهة مع الجيش ونحن نريد أن ننأى بالجيش عن ذلك، وأن يتم سريعا الانتهاء من المرحلة الانتقالية حتى يعود (الجيش) لمهمته الطبيعية المتمثلة في حراسة الحدود والحفاظ على الأمن القومي. للأسف أصبح الجيش طرفا في الحياة السياسية شئنا أم أبينا، ولذلك نريد تقليل الخسائر عبر إنهاء الفترة الانتقالية سريعا.
لكن، ألا يمثل نجاح أحد رموز الجيش في الانتخابات الرئاسية استمرارا لتلك المؤسسة في السياسة؟
نحن ضد ترشح عسكري للرئاسة وضد دعم الجيش لمرشح معين.. وفي نفس الوقت، نرى أنه من حق أي شخص من الجيش الترشح، وإذا انتخبه الشعب فعلينا أن نسلم بإرادة الشعب في النهاية وندعم أي رئيس تأتى به الأغلبية.
معنى ذلك أنكم لن تدعموا السيسي في الانتخابات؟
أنا لا أتحدث عن الدعم.. لن نكشف عن الجهة التي سندعمها إلا بعد إغلاق باب الترشح. حينها سنقارن بين المرشحين وسيتخذ القرار في المجلس الرئاسي للحزب والهيئة العليا.. ونحن نرى بالفعل أن السيسي هو الأكثر شعبية في الشارع.
ما رأيك في بيان الجيش الذي دعم ترشح السيسي؟
أنا أرى أنه بيان لم يكن له أي داع. وكانت الرسالة التي وصلت من البيان غير إيجابية ولم تضف للسيسي جديدا.
هل تخافون من أن يصبح السيسي فرعونا بعد فوزه في الانتخابات؟
باستطاعة الشعب أن يخلق أي فرعون كان. لكن، ما أخشاه على المشير السيسي هو البطانة. ولهذا السبب عليه أن يختار بطانته وأعوانه من الوطنيين فعلا ويبتعد عن المنافقين. رأينا نفاقا مقززا من بعض الشخصيات وبعض الإعلاميين، ما يأتي بنتيجة عكسية.
هل ترون حلا لمشكلة الإخوان، كأن يعودوا مثلا لنشاطهم؟
أعتقد أن المشكلة تكمن في أن لا وجود لطرف يمكن التفاوض معه من الإخوان. والعملية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم. وعندما يطرح أحدهم أفكارا إيجابية تتم مهاجمته، فيتراجع عنها في اليوم التالي.. نحن أمام هيكل زئبقي لا تعرف من بيده القرار.
لكن معظم القيادات المؤثرة في السجون الآن؟
وجودهم في السجون لا يمنعهم من صياغة مبادرة.. فمثلا الجماعة الإسلامية كانوا بالآلاف في السجون بما في ذلك القيادات. ورغم ذلك قدموا مبادرة من داخل السجون .. وإذا كان هناك بالفعل خوف على الجماعة وخشية على البلد، فما المانع إذا من تقديم مبادرة من داخل السجون، لكن من الواضح أنهم (الإخوان) مصممون على المواجهة.. اعتقد أننا بحاجة إلى مبادرة من المعتقلين في السجون أو أن يظهر جيل جديد من الشباب وعقلاء الإخوان، يزيحون القيادات جانبا التي كانت مسؤولة عن قرارات كارثية بالنسبة للجماعة والتي أطاحت بكثير من الفرص لعودة الجماعة للحياة السياسية، حتى أن ما كان ممكنا بالأمس أضحى مستحيلا اليوم.
يعني أصبح من المستحيل عودتهم للحياة السياسية؟
أصبح من الصعب أن يتقبلهم الشعب المصري.
ما رأيك في الحكم بالإعدام على 529 شخصا؟
إنها أحكام تجعل الناس تفقد مصداقيتها في القضاء. المشكلة أنك لو تحدثت عن القضاء أو علقت على أحكامه يتهموك بأنك تهين القضاء.. ويتم استدعاءك والتحقيق معك. يجب أن نترك الباب مفتوحا أمام الإخوان إذا ما قاموا بنوع من المراجعات.. علينا أن نحتضن أيّة مبادرة تصدر عنهم وعدم التمادي في وصفهم بالإرهابيين لأنهم جزء من الشعب المصري. وكل رئيس قادم سيصبح مسؤولا عن كل أبناء الشعب المصري حتى الشارد منهم.. ولا داعي لأسلوب القسوة في التعامل مع كل من يخرج في المظاهرات.. ''مش كل واحد يخرج في مظاهرة أصوره وأعمله قضية وأدخله السجن .. المفروض أسيبه يعبر عن العنف طالما لم يرتكب عنفا''.
هل مثل هذه الأحكام تثنيهم عن النزول في المظاهرات بعد ذلك؟
لا.. بالعكس.. من الممكن أن يلجأوا إلى العنف أو إلى الانتماء إلى تنظيمات سرية، خاصة عندما يرون أن 529 شخصا حكم عليهم بالإعدام، في ما صدرت أحكام بحق من تسبب في مقتل 36 شخصا على عشر سنوات سجن والباقي على سنة مع إيقاف التنفيذ. وهذا ما يجر إلى علامات استفهام، خصوصا مع عودة رموز نظام مبارك إلى المشهد.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: