إعلان

الصين ترفض موقف التحالف الأمريكي-الياباني بشأن جزر دياويو

02:02 م الخميس 24 أبريل 2014

باراك اوباما

بكين – (أ ش أ):

رفضت الصين مجددا موقف التحالف الأمريكي-الياباني بشأن جزر دياويو.

وقالت الصين إنه لا يتعين على التحالف الأمريكي-الياباني، وهو تحالف ثنائي تم خلال الحرب الباردة، أن يقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها وحقوقها المشروعة، في أراضيها ''في إشارة للجزر المتنازع عليها''.

وقال المتحدث باسم الخارجية تشين قانج، خلال مؤتمر صحفي يومي ردا على تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن جزر دياويو ''تقع في نطاق البند الخامس من معاهدة التعاون والأمن المشترك بين الولايات المتحدة واليابان''، وذلك في مقابلة مع صحيفة ''يوميوري شيمبون'' اليابانية، إن بلاده تعارض بشدة وضع جزر دياويو في نطاق المعاهدة الأمريكية-اليابانية.''

وحث تشين الولايات المتحدة على احترام الحقائق واتخاذ موقف مسئول واحترام التزامها بعدم الانحياز لطرف ضد الآخر بشأن قضايا السيادة وسلامة الأراضي.. مضيفا أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكون حذرة بشأن أقوالها وأفعالها من أجل القيام بدور بناء في السلام والاستقرار في المنطقة.

وأشار إلى أن موقف الصين من جزر دياويو موقف ثابت وواضح حيث إن هذه الجزر جزء أصيل من الأراضى الصينية وان الصين لها سيادة عليها لا تقبل الجدل، وأن احتلال اليابان للجزر ''غير قانوني ولا أساس له''، وأن أعمالها الاستفزازية حول القضية ''لا مبرر لها''.

وأوضح أنه ''لا يمكن لأحد أن يؤثر على تصميمنا الخاص بحماية سلامة الأراضي الوطنية ومصالحنا البحرية''.

تاريخيا

يذكر أن اليابان كانت قد احتلت جزر دياويو خلال الحرب الصينية- اليابانية في 1895.

وبعد الحرب العالمية الثانية، عادت الجزر إلى الصين وفقا للوثائق القانونية الدولية مثل إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام.

وفى عام 1951، وقعت اليابان والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى معاهدة سان فرانسيسكو مع استبعاد الصين منها، ووضعت المعاهدة جزر نانسي، الواقعة جنوب خط عرض 29 درجة شمالا، تحت وصاية الولايات المتحدة، إلا أن جزر نانسي التي وضعت تحت إدارة أمريكية لم تتضمن جزر دياويو.

وتتهم الصين الولايات المتحدة بأنها على نحو استبدادي قامت بتوسيع سلطتها القانونية بعد ذلك لتشمل جزر دياويو، بالرغم من معارضة الحكومة الصينية بقوة.

وفي عام 1971، وقعت اليابان والولايات المتحدة على اتفاقية اعادة اوكيناوا التي تقر انه سيتم ''إعادة'' جزر ريوكيو وجزر دياويو إلى اليابان، حيث تسبب ذلك في معارضة شديدة من جانب الحكومة والشعب الصينيين.

وطبقا للتصريحات الصينية فإنه في الوقت الذى قامت فيه الصين واليابان بتطبيع العلاقات وإبرام معاهدة السلام والصداقة بينهما في فترة السبعينيات، توصل قادة البلدين الذين كانوا يعملون في ذلك الوقت من أجل مصلحة أكبر للعلاقات بين الصين واليابان، إلى اتفاق حول ''ترك قضية جزر دياويو لتحل فيما بعد.

وفي عام 2012، تحركت طوكيو بصورة فردية ''لشراء'' و''تأميم'' جزر دياويو، الأمر الذى أضر بشكل خطير بالعلاقات بين الصين واليابان.

''طوكيو أصبحت عائق''

ومن جانبهم، وصف محللون صينيون الحفاوة والحالة التي استقبل بها أوباما كأول رئيس للولايات المتحدة يزور اليابان كضيف على الدولة منذ بيل كلينتون عام 1996 لا يمكن أن تخفي حقيقة أن طوكيوا أصبحت عائقا متزايدا لمصالح واشنطن على المدى الطويل، وأنه بتجاهلها الصارخ للقضايا التاريخية وعنادها في النزاعات على الأراضي وتحديها للنصيحة الأمريكية، فإن اليابان تخطف تحالفها مع الولايات المتحدة وسياسة الأخيرة لـ''إعادة التوازن لآسيا'' لخدمة أجندتها الخاصة.

وأضافوا أنه بين المشاحنات التاريخية الناشئة عن الأعمال الوحشية لليابان إبان الحرب العالمية الثانية قبل 70 عاما، يواصل السياسيون اليابانيون التردد على ضريح باسوكوني المثير للجدل، وانه لا يبدو أن هناك أدنى نية لتهدئة ''خيبة الأمل'' الأمريكية أو أنين الدول المجاورة إزاء الزيارة بعدما رفض آبي فكرة بناء نصب تذكاري جديد ليحل محل الضريح، الذي عمد الى تقليل أهميته بأنه مجرد ''مكان للحداد''.

''الماضي الخسيس''

وأوضح المحللون أن الوضع الراهن الأسيوي قد واجه تحديات شديدة في الفترة الأخيرة من قبل مطالبات اليابانية الصارخة بالسيادة على جزر دياويو الصينية وإرسالها جهاز رادار لمحطة مراقبة عسكرية على جزيرة يوناجوني الغربية، وهي خطوة تمكن اليابان من توسيع مراقبتها على نحو أقرب للبر الرئيسي الصيني، فيما أصبحت إدارة آبي، الأكثر حزما حيال الحكم الذاتي والأقل اعتذارا عن ما وصفوه ''الماضي الخسيس'' لليابان مقارنة بسابقاتها، مجرد شيء سلبي لخطة أوباما لإعادة التوازن لآسيا.

وقالوا أنه مع كل هذه التحركات والتحديات الخطيرة، فقد توترت تقريبا علاقات طوكيو مع جميع جيرانها ودول الثقل الإقليمي، وهو ما لا يناسب بأي حال من الأحوال المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، ولذلك، ينبغي أن تتحمل طوكيو المسؤولية كاملة. وعلى أوباما أن يعمل على كبح جماح سياسييها اليمينيين المتقلبين والعنيدين خلال زيارته.

وأضاف المحللون الصينيون أنه يجب على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في وعدها بحماية الأراضي اليابانية مقابل تنازل طوكيو في مفاوضات اتفاقية الشراكة عبر الاطلنطي الجارية، والتي سوف تزيد التهور الياباني لتحدى السلام والاستقرار في المنطقة، حيث من المؤكد أن أوباما سيمشي على حبل مشدود أثناء جولته، فمن ناحية عليه أن يبقي على العلاقات الشائكة مع الحليف المثير للمتاعب، ومن ناحية أخرى عليه ان يسترضي الدول الآسيوية الأخرى، بما في ذلك الشركاء الإقليميين الرئيسيين مثل كوريا الجنوبية التي اشتكت من رضوخ الولايات المتحدة لجموح وتحدى حكومة اليابان.

ودعا المحللون أوباما قبل إعطاء اليابان أي التزام أن يضع في اعتباره المصالح القومية الجوهرية للصين، والتي وعد باحترامها عند تحديد ''النوع الجديد من العلاقات بين الدول الكبرى'' مع نظيره الصيني شي جين بينج في يونيو الماضي، حيث أنه آن الأوان لواضعي السياسيات في واشنطن أن يدركوا أنه في عصر تعاون صيني -أمريكي أوثق ستنخفض أهمية طوكيو الجيوسياسية في المنطقة الى أبعد من ذلك.

زيارة ضريح ياسوكوني

يذكر أنه عشية وصول أوباما لليابان قام 146 مشرعا يابانيا بزيارة جماعية لضريح ياسوكوني الشهير الذي يكرم 14 من مجرمي الحرب العالمية الثانية من الفئة الاولى وقتلى الحرب اليابانيين، مما أضاف للصعوبات التي تواجه جولة أوباما الآسيوية التي تستمر 7 أيام.

كما تأتي تلك الزيارة بعد قيام آبي بتقديم قرابين في الضريح الموجود في طوكيو يوم الاثنين، وعلى الرغم من اتخاذ قرار بعدم زيارة الضريح بنفسه في الوقت الراهن لكن رئيس الوزراء قام بإهداء الضريح شجرة ''ماساكاكي''.

وتشعر دول المنطقة خاصة الصين وكوريا الجنوبية بالغضب بسبب الرفض المتكرر من اليابان قبول مسؤولية الرقيق الأبيض خلال الحرب.

ومعظم الرقيق الأبيض في وقت الحرب كن من الصين وكوريا، حيث أضر غياب المصداقية لدى الساسة اليابانيين في الاعتراف بجرائم الماضي الوحشية بشدة بمشاعر ضحايا تلك الجرائم وأدى لتوتر علاقات اليابان الهشة أصلا مع الدول الآسيوية وأدى لتراكم الشكوك لديهم في نوايا اليابان.

ويؤكد المحللون الصينيون أن السكوت على الاستفزازات لن يتحدى فقط السلطة الأخلاقية لواشنطن على المنطقة وإنما أيضا يضع الرئيس الأمريكي في موقف حرج حيث سيقوم لاحقا بزيارة كوريا الجنوبية وهي الدولة التي عانت بشدة من العدوان الياباني في الحرب العالمية الثانية، في وقت تشعر واشنطن بالقلق أيضا من تفاقم التوتر في العلاقات الثنائية بسبب تلك الاستفزازات.

نزاعات الأراضي

وعلى نفس الجانب تعد النزاعات على الأراضي عامل آخر للتوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وكذلك موضوع حساس خلال جولة أوباما الآسيوي، حيث أن واليابان متورطة في نزاعات على الأراضي مع 3 من جيرانها هم الصين وروسيا وكوريا الجنوبية، في وقت تعمل الولايات المتحدة على بناء ''نمط جديد من العلاقات بين الدول العظمى'' مع الصين، أكبر اقتصاد آسيوي وثاني أكبر اقتصاد بالعالم ومع ذلك كانت تتجنب فيما سبق اتخاذ موقف فيما يتعلق بجزر دياويو قبل البيان الأمريكي الياباني الأخير .

وفي محاولة تهدف من الواضح لتهدئة قلق اليابان قال أوباما اليوم إن الاتفاقية الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة واليابان تسري على الجزر الموجودة في قلب النزاع بين الصين واليابان، لكن واشنطن تأخذ حذرها أيضا كي لا يتم استغلالها من جانب ناشطي اليمين الياباني الذين يتوقون لجر واشنطن إلى نزاعات محتملة مع الصين.

ويعتقد البعض أن واشنطن يمكنها أن تدافع عن التحالف الأمريكي الياباني على حساب علاقات واشنطن مع الصين.

إلا أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ما زالت العامل الأكثر أهمية في سياسات العالم خلال القرن الحادي والعشرين وفقا لتصريحات ستيفن هارنر وهو مفكر ومسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية.

ونقلت وسائل الاعلام الصينية عن مقال هارنر في موقع فوربس الالكتروني يوم 10 ابريل الجاري قال فيه ''الواقعية والسعي لتحقيق المصالح الأمريكية تقتضي أن يكون هدف السياسة الأمريكية تحقيق أقصى استفادة من نهضة الصين وتعديل علاقاتها الأخرى وفقا لما تقضيه الضرورة من أجل الحفاظ على هذا الهدف''.

وأضاف أنه بالنسبة للولايات المتحدة وكذلك الصين فإن حفظ السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أمر أولوي، وإذا حاول الساسة اليابانيين إثارة غضب الصين وفي الوقت نفسه إجبار أوباما على التحيز لجانبهم في الصراع فانهم سيخسرون رهانهم.

كوريا الجنوبية

وفي الوقت نفسه تضع نزاعات الأراضي بين طوكيو وسول التي تعد حليف آسيوي آخر للولايات المتحدة واشنطن في مأزق، وفي محاولة لرأب الصدع جمع أوباما آبي ورئيسة كوريا الجنوبية بارك جوين-هي في اجتماع مباشر هو الأول من نوعه بينهما منذ تولي كل منهما منصبه على هامش قمة الأمان النووي في لاهاي في مارس الماضي.

لكن يبدو أن جهود تعزيز التقارب بين طوكيو وسول تعرضت لضرر كبير بسبب الأفعال اليابانية المتلاحقة بما في ذلك زيارات الضريح.

وفيما يؤكد المحللون انه إذا كان أوباما يرغب في انتهاز الفرصة فقد يتوجب عليه أن يكون شديد الحذر خلال زيارته الحالية لأسيا وبالنسبة للساسة اليابانيين فإن لا زال أمامهم طريق طويل للتخلص من الشكوك المتزايدة بأن اليابان أصبحت مسؤولية استراتيجية لحليفها الأكبر.

ومؤخرا أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هيي، أكد خلالها أن العلاقات الصينية الكورية الجنوبية تشهد تطورا جيدا خاصة للنية المشتركة التي تتمثل في دفع تطوير العلاقات الثنائية والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

وخلال المكالمة الهاتفية تطرق شي لزيارة اوباما الحاليةـ كما قال إن الصين وكوريا الجنوبية حافظتا على الاتصالات الدائمة معربا عن ترحيب بلاده بزيارة الرئيسة الكورية لحضور الاجتماع غير الرسمي لقادة آبيك في نوفمبر المقبل.

ومن جانبها، أكدت بارك غوين هيي أن كوريا الجنوبية والصين تجريان في الوقت الحالي تعاونا وثيقا في مختلف المجالات، وإنها تتطلع وترحب بزيارة الرئيس الصيني لكوريا الجنوبية، وتستعد لتبادل الآراء بعمق حول العلاقة الثنائية والقضايا الكبرى.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان