عميد إعلام السابق: الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة ليست محترفة.. حوار
حوار- محمد أبو ليلة:
أكد الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام السابق بجامعة القاهرة وخبير الحملات الانتخابية، أن المشير عبد الفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية، لا يحتاج لحملات انتخابية كي يستطيع جذب الناخبين تجاهه، مؤكدا أن السيسي سيفوز بالانتخابات بلا منافس، ودلل على أن مؤسس التيار الشعبي والمرشح للرئاسة حمدين صباحي، لم يعد لديه قبول كبير لدى الجماهير، بسبب تكرار لغته الخطابية وشعاراته الانتخابية- على حد تعبيره.
وقام ''عبد العزيز'' في حواره مع ''مصراوي''، بسرد وتحليل الظهور الإعلامي لكلا المرشحين وخلال السطور القليلة القادمة، يستعرض الفارق بين انتخابات الرئاسة القادمة والماضية، ودور الحملات الانتخابية للمرشحين ومدى تأثيرها على الناخبين، مضيفا أننا حتى الأن لا نمتلك حملات انتخابية محترفة لكلا المرشحين... وإلى نص الحوار.
كيف ترى شخصية كل من مرشحي الرئاسة ؟
هناك تباين واختلاف بين شخصية حمدين صباحي والمشير السيسي وبالتالي فهناك تباين واضح بين الحملتين، والوزن الشعبي للمشير السيسي جعل الناس تتوقع حملة غير تقليدية، وأن عيون الناس ''مش هتركز كتير'' على النشاط الإعلاني والإعلامي للمشير السيسي، الناس هتركز أكتر على منهج برنامجه والقضايا التي يحتويها والحلول التي يقدمها ثم طبيعة الشخصيات والعقول التي تحيط بالمشير السيسي، وهذا على الجهد الشخصي.
لكن حمدين صباحي مؤكد أنه في مواجهة صعبة للغاية، لكنني أريد رؤية معركة تنافسية حقيقة.
وما هو تقيمك للخطاب الإعلامي لكل منها؟
علينا أن نفرق بين حلو الحديث ومضمون الحديث، حلو الحديث هو القدرة على الإلقاء، واستخدام الألفاظ ولغة الجسد والتقمص بشكل أو بأخر، يقابله من الناحية الأخرى أن هناك قبول ألهي، وعدم ادعاء الزعامة ومن لا يدعي الزعامة تختاره الناس زعيما، دائما حينما أدعي شيئا الناس تحاكمني عليه، بينما حينما الناس تضفي عليا شيء أصبح زعيما، وهذا الأمر ينطبق على السيسي.
بينما التواصل الجماهيري لحمدين صباحي بحكم وجوده في تجرية الانتخابات السابقة فمن خلال خطابه الإعلامي ولغته الإعلامية أصبحت معروفة، وشبه متكررة ولايزال محافظ على شعاره اللي فات'' واحد مننا هنكمل حلمنا'' ، تجربته السابقة صعبت عليه المهمة بشكل كبير لأن الظرف اختلف الموقف التنافسي ملامحه اختلفت، ثم حمدين استخدم وسائل إعلام جماهيرية من قبل، في حملته السابقة ولم تكن غنية ومثمرة بالمرة، لأن تمويل حملته الانتخابية كان ذاتي.
هل معنى هذا أن الحملات الانتخابية للمرشحين لم تعد مؤثرة؟
الحملات الإعلانية بالمعني التقليدي لن تكون عامل مؤثر على الإطلاق في نتائج الانتخابات، بمنتهى الأمانة، قد تساعد في حجم الظهور والانتشار إنما لن يكون لها تأثير في القرار، العوامل الأساسية ستكون في شخصية المرشح وقبوله الجماهيري، ثم فكره، الذي لابد أن يترجم في تحديد أولويات قضايا تقبل الحلول في أطر زمنية محددة، في حلول لا تعرف معني الوهم، هناك فرق بين الامل والوهم.
إذا تحدثنا على حملة السيسي فالمتطوعون بالملايين، هناك مقار للسيسي بالألاف ومواقع سوشيال ميديا وتواصل اجتماعي بدأت في دعم السيسي قبل أن يرشح ذاته، اذن لو اتكلمت عن لافتات أو بانرات، في تصوري السيسي ليس في حاجة لها.
ماهي الجهة التي تدير الحملة الانتخابية للسيسي؟
الحقيقة لا أعلم فالمعلومات متناثرة غير مؤكدة بالنسبة لي، ما سمعته في وسائل الإعلام المخلفة أن هناك 3 شركات، عملوا اندماج مع بعض لإدارة الحملة الانتخابية للسيسي، وسمعت مثل معظم الناس، هناك عدم وضوح لمن يدير حملة السيسي، وهذا مؤسف في العالم، كله، يتم الإعلان عن الحملة التي تدير دعاية لأي مرشح، معروف ان حملة أوباما عملها فلان ومستشاره فلان، كله بيبقى معروف.
هناك مسميات لا أفهمها، هيئة استشارية ولجان تنسيقية وثلاث متحدثين إعلاميين كل هذا لا فهمه في مجال الإعلام والدعاية، بصدق شديد لا يوجد كيان محدد، يمكن يحسب لحملة السيسي.
وما هي تكاليف أي حملة انتخابية كحد أدنى طبقا للمعايير المتواجدة؟
لو بنتكلم في الوضع التقليدي وبشكل شفاف وفي ضوء التجارب السابقة، لا تحدثي عن حملة إعلانية إعلامية، مؤثرة تقل عن 100 إلى 200 مليون جنيه، لو بالأرقام والتكلفة الفعلية والشفافية، لجنة انتخابات الرئاسة حطت سقف 30 مليون جنيه، ربما 30 مليون يعدو هذه المرة بحكم قصر الفترة الزمنية وبحكم أن المنافسة شبه محسومة ومحددة أنا في رأيي لو أن السيسي جمع 30 مليون جنيه، أو نصفهم أو تلتهم وحطهم تبرع في حجر مشروع أساس لأطفال الشوارع هتكون أفضل دعاية له في انتخابات الرئاسة، وفيه نوع من الذكاء، في المبادرة.
ولماذا وضعت اللجنة العليا هذه القيمة المالية كحد أقصى بالتحديد؟
طالما لا يوجد في هذه اللجنة العليا خبراء في التسويق والحملات الدعائية هيبقى الأرقام اللي بتحط، في الأوضاع العادية أبعد ما تكون عن الواقع لأنه لا يعرفون أسعار الوسائل ولا تكلفة الإنتاج.
لو عندك ألفين متطوع وهتيدهم 200 موبايل، لو حسبنا تكلفة المكالمات ستحتاج لمبلغ مالي كبير جدا، طول ما الخبرة، ضايعة ودون ما يوجد تخصص دقيق في اللجنة العليا للانتخابات، اشك كثيرا في ان هذه الارقام الموضوعة طبقا للمعايير الواقعية.
هل هذا سيؤثر على العملية الانتخابية؟
هذا يفتح أبواب خلفية كثيرة وقضايا جدلية، هل المتطوعين، أحسبهم على المرشح ولا أعمل ايه '' واحد بينقط في الفرح محدش يقدر ينعه'' والمفروض طبقا للدستور، ولقواعد المهنية ان كل مليم يدفع من جانب المرشح يبقى محسوب ومدقق، لا توجد حتى معايير تحكم مصاريف الحملات الانتخابية لاي مرشح، حتى مع وجود قانون الانتخابات، لا توجد معايير تحكمها أن الرقم اللي اتفقنا عليه كسقف للدعاية غير واقعي بالمرة، ويفتح أبواب خلفية.
وما مدى تأثير ذلك على نزاهة الانتخابات؟
بالقطع لا يقلل من نزاهتها، هو دايما يبدو أن مصر عندها هواية تضع القوانين لكي تدعو الناس للالتفاف حولها، هي أصبحت ثقافة مجتمع ، بينما المفروض اني بفتح السقف لأكبر قدر ممكن طالما ببقى عارف مصادر التمويل.
هل هناك فرق في الظروف بين الانتخابات الحالية وانتخابات الرئاسة2012؟
نعم في عام 2012، كان السوق السياسي متناثر ومشتت بالذات في الجولة الأولى وبالتالي حصول حمدين صباحي على 5 مليون صوت من الناخبين وقتها، ليس مؤشرا لحصوله على هذا الرقم في الانتخابات الحالية، وأن حدث تنافس أصلا بين حمدين والسيسي، بيبقى هنا النسب لازم تكون راجحة للغاية، أنا أتصور أن حملة المشير السيسي لا يؤديها بنفسه وإنما يؤديه له الأخرون، بينما اعتقد الجهد البدني والعضلي اللي مطلوب من صباحي وحملته أكتر بكثير من الجهد البدني والعضلي والميداني المطلوب من حملة ا لسيسي، أيضا السيسي أقل تكلفة بجميع المقاييس.
ما تفسيرك لعدم وجود استطلاعات بحث حول مرشحي الرئاسة حتى الأن؟
بحوث الرأي العام والاستطلاعات تقيس مدى شعبية، ومدى تطور أو نمو أو انخفاض هذه الشعبية، يغيب عنها شيئا أخر وهو الاختبارات القبلية، يختبروا المواد الإعلامية التي تنتجها، عينات من الجمهور الناخب، لكى ترى ردة فعله، نحيتها أيه وبالتالي أحنا دائما بنشتغل في اللحظة الاخيرة.
وكانت موجودة بشكل في 2012 لأنه كان معلن عنها من قبل وكان بها فترة زمنية، كبيرة، ومعروفة موعد الانتخابات بشكل كبير، بينما قصر الفترة الزمنية أدى إلى عدم الإقدام على كثير من الأنشطة والتي المفروض ان تحدث.
ما تأثير تلك الاستطلاعات على العملية الانتخابية ككل؟
هناك خطأ دائما نرتكبه، فترة الصمت الانتخابي ينبغي ان تطبق على النشاط الإعلامي والإعلاني لكن لا تطبق على بحوث الرأي العام، المفروض البحوث تفضل مستمرة لغاية ليلة الترشيح، لأنه لما بنيجي نعمل بحوث بنعرف نسبة الاقبال أو التصويت في مناطق معينة بيسموها بحوث موزعة جغرافيا، بحيث انك تعرف نقاط القوة ونسب الاحتمالات في هذه العملية الانتخابية.
كنت مسؤولا عن حملة نعمان جمعة في 2005 ما هو الفارق في الوضع الإعلامي والإعلاني الان و2005؟
وقتما كنت المسؤول عن حملة نعمان جمعة في 2005، وضعت شعار لهذه الحملة ''اتخنقنا'' والحقيقة عملت هذه الحملة لأني كنت مُدرك أنه من المستحيل في ذات الوقت أن ينجح أحد غير حسني مبارك، فقلت أضعف الايمان أني اخليها منافسة على وسائل الإعلام، 2005 كان بداية للحملات السياسية التسويقية بالمعنى، شبه المتكامل بمنته الامانة كانت بداية لكن النتائج كانت معروفة او محسوبة، لكن لا توجد مقارنة على الاطلاق بين 2005 والان، الوضعين مختلفين.
ما هي الآليات التي من المفترض أن يتبعها المرشح المنافس للسيسي كي يستطيع منافسته بشكل كبير؟
الآليات معروفة، لكنها وحدها لا تكفى، نبدأ نتكلم على الأليات لو أن مساحة التنافس متقاربة، ساعتها ممكن الإعلام والحملات ترجح كفة عن كفة، نحن نتحدث عن تجربة ليس لها مثيل في أي دولة ، في الدول الأوربية والمتقدمة هناك قواعد حزبية وأيدولوجيات وبرامج بتجهز فيها لسنوات، مثلا بدعة المائة يوم هي بدعة أمريكية المرشح هناك جاي من وراه حزب وراه مفكرين بيعملوله جدولة واجندة وفي دراستهم للأشياء بيبقو مجهزين له بالفعل ما يمكن تنفيذه بحق في المائة يوم، لكن مرسي أخذ العنوان بلا جوهر. انت في مصر أقل مشكلة عاوزلها 100 شهر وليس مائة يوم، ماهي المشكلة التي تحتاج 100 يوم لا يوجد.
هنا أحذر من انه الأليات متعارف عليه، لكن ثقافة وظروف كل مجتمع بتحدد أنهي أليات تشتغل وأنهي لا تشتغل، مينفعشي تحط كوبي وقواعدها الحرفية والمزاج العام نفسه بيأثر، طبقا لميوله لشخصية المرشح.
هناك أشياء أساسية يلعبو دور كبير في نجاح أي مرشح في أمريكا، اولها الحوار والبرنامج الحقيقي، واللوبي، اوعي تصدق ان امريكا بها ديمقراطية كما يقول البعض رئيس أمريكا ياتي للرئاسة من خلال لوبي الصهيوني المتواجد، والتمويل، وألية الانتخابات نفسها مختلفة عن واقعنا العربي.
هل ''الهاشتاج'' المسيء للسيسي أثر بشكل سلبي على شعبيته؟
نتيجة ''الهاشتاج'' المسيء للسيسي جاء بنتيجة عكسية، هناك نظرية في الإعلام اسمها ''الأندردوج'' الجناح المكسور دائما الناس تتعاطف مع من يزداد الهجوم عليه بزيادة حتى لو مش مقتنع الناس دائما تتألم لكسر النفس أو التجريح لشخص، واحتمال تاخد طريق عكسي تماما.
من المؤكد أن تدنى مستوى الحوار سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع شوه صورة الإنسان بشكل كبير، وهذا جزء كبير من اللي بعض الشباب أخطأ فيه من خلال التطرف، الإنسان بفطنته يميل إلى الوسطية، التطرف في المديح يؤدي إلى نفس نتيجة التطرف بالزم أو القدح،
لا علاقة بين الثورية وبين المخاطبة الأخلاقية الثورة لوبي، وسلوك حضاري، الثورة فعل نقي، بأمانة شديدة انا حزين على تدنى مستوى ، هل ما يحدث في الجامعة يسعد أحد، لما أشوف استاذة في جامعة الازهر يحرقوا سيارة أستاذ علشان كده اتمنى أنه مصر ترجع تاني لشخصيتها الوسطية والاحترام المتبادل والا يتحول الخلاف إلى صراخ، وأنا لا أبرء الإعلام كيف يعقل محطة تلفزيونية أن تنقل، يوتيوب في ساحة معينة وتضعه على وسيلة جماهيرية، لا يوجد ضوابط معينة تحدد ذلك إسلامنا حدد لنا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: