إعلان

في حفل تنصيب السيسي.. ''الفرقاء يجتمعون''

04:45 م الأحد 08 يونيو 2014

ولي عهد السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعو

كتبت - نيرة الشريف:

في الثامن من يونيو.. في القاهرة وخلال حفل تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي كرئيس للجمهورية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية 2014، اجتمع اليوم ولي عهد السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والقائم بالأعمال الإيرانية في مصر مجتبي أماني، وذلك في واحدة من المرات المحدودة التي يجتمع فيها ممثلين للدولتين.

حيث أن العلاقات السعودية/ الإيرانية قد شهدت عدة مراحل، فبعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 تطورت العلاقات بين طهران والرياض للأسوأ وخضعت لتأثير نوعين من القوي السياسية الإيرانية، أولهما وأهمهما كانت المؤسسة الدينية التي كانت متأثرة بالخلاف مع الحركة الوهابية، والتي اعتبرت بدورها أن النظام السعودي هو وجه الحركة الوهابية، أما القوي الثانية المؤثرة فهي القوة العسكرية والأمنية.

ومن جانب آخر فإن السعودية رأت أن إيران تسعي إلي تصدير الثورة، واتهمت إيران بالتدخل في الشأن الداخلي السعودي من خلال المظاهرات التي خرجت في المنطقة الشرقية لتأييد الثورة الإيرانية عام 1980، ولهذا السبب اتخذت السعودية موقفا عدائيا في الحرب بين العراق وإيران ووقفت إلي جانب العراق.

وفي عام 1984 أعلنت السعودية أن هناك طائرات حربية إيرانية قامت باختراق الأجواء السعودية لاستهداف منشآت نفطية فيها مصنع بترو كيماويات وأن طائراتها إف 15 اعترضت طائرات إف-4 فانتوم إيرانية وأسقطت إحداها فوق مياه الخليج بعد أن اخترقت الأجواء السعودية.

وفي عام 1986 اتهمت السعودية إيران بمحاولة تفجير الكعبة، حيث ذكرت السعودية أن طائرة حجاج إيرانية هبطت في جدة، وبعد تفتيش الحقائب من قبل رجال الجمارك تبين أن جميع ركابها الـ 110 يخبئون في قاعدة حقائبهم مادة متفجرة شديدة الانفجار.

عام1987 ترتفع وتيرة أعمال العنف، حيث قام بعض الحجاج الإيرانيين بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج، وقاموا بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين والأهالي من الذهاب إلى وجهاتهم، فحاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذه المطالب، ثم توجهوا إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها آية الله الخميني، وحدثت أعمال عنف وقتل، وقامت القوات السعودية بقتل الحجاج الإيرانيين والشيعة.

وأطلق الإيرانيين على هذه الأحداث بأحداث ''الجمعة الدامية''، والتي سببت قطيعة تامة بين الطرفين.

أسفرت الأحداث عن مقتل 402 شخصا بينهم 275 من الحجاج الإيرانيين، 127 حاجا من بلدان أخري، وإصابة 649 حاجا، من بينهم 303 من الحجاج الإيرانيين، و346 حاجا من بلدان أخرى.

وبعد تولي الرئيس محمد خاتمي سدة الحكم في إيران في مايو 1997، والذي حاول تحسين الأمور قليلا، حيث حمل برنامجا انتخابيا انفتاحيا قائما على علاقات حسن الجوار ومحو مصطلح تصدير الثورة الإسلامية من القاموس الثوري الإيراني.

وفي عام 2001 تم عقد اتفاق أمني إيراني سعودي وقعه رسميا وزير الداخلية السعودي مع نظيره الإيراني في طهران.

في عام 2006 عادت حالة التوجس في العلاقات بين البلدين مرة أخري بمجيء محمود أحمدي نجاد، حيث يعود هاجس تصدير الثورة الإيرانية مرة أخرى.

يعلق دكتور محمود عبد الظاهر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، على تواجد إيران والسعودية في حفل التنصيب اليوم بأن هذا الحفل إعلان بأن مصر ستعود لتأخذ دورها المحوري، ولن تتخلي عن القضايا التي تهمها، وأنها لا تتبني موقف أحد ولا تنحاز إلا للمصلحة القومية والوطنية.

ويضيف قائلا ''الآخرون يعادون إيران، أما مصر فتقوم بإعادة معادلة الأمن القومي والوطني، وأنها تستعيد عفايتها لتقوم بأداء مهامها من جديد، ومن الممكن أن تقوم مصر بدول الوسيط بإعلانها للطرف الإيراني أن الأمن الخليجي هو جزء من الأمن المصري''.

ويؤكد عبد الظاهر أن حفل التنصيب أمر جديد وغريب علينا لكنه يمثل عدة مؤشرات طيبة وهامة إذا أُحسن استخدام هذا لتسترد مصر دورها القومي والدولي.

أما أشرف الشريف، محاضر العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، فيقول إن السعودية هي الحليف الأكبر للنظام المصري الحالي، كما أن إيران تحاول كسر حالة العزلة المفروضة عليها، ولها مصلحة مباشرة مع النظام المصري في محاربة الجماعات الإسلامية المتشددة.

ويؤكد أن العلاقة بين السعودية وإيران بها العديد من الخطوط الدبلوماسية التي يحاولون تسيير الأمور بينهم بها، وأن العلاقة الحالية ما بينهم يمكن وصفها بأنها ''صراع'' أكثر من كونها ''عداء''، ووجود كلاهما في حفل التنصيب مقبول لدي النظام المصري ولدي كلا منهما.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان