3 طرق فشلت في فض اعتصامي ''رابعة والنهضة'' سلميا
كتب- محمد مهدي:
في سبيلها لمحاولة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة سلميا قبل التدخل الأمني، قامت الدولة متمثلة في وزارة الداخلية بالتواصل مع المعتصمين خلال الشهور التي سبقت الفض بعدة طرق لتحذيرهم من استكمال الاعتصام وضرورة إنهاءه بشكل فوري دون الحاجة لصدام قد يراق على أثره دماء مواطنين مصريين -بحسب تصريحات المسؤولين خلال الأزمة-.
في التقرير التالي نرصد 3 خطوات نفذتها الدولة قبل فض الاعتصامين في 14 أغسطس من العام الماضي، للحيلولة دون وقوع أذى لكلا الطرفين لكنها لم تجدِ نفعا.
البيانات الرسمية
أصدرت وزارة الداخلية المصرية، بيانين خلال شهر أغسطس من العام الماضي- قبل أيام قليلة من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة- نُشرت في الصحف والمواقع الإخبارية، وأذاعتها القنوات التليفزيونية على لسان اللواء هاني عبداللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، يدعو فيهما المعتصمين لضرورة إخلاء مكانهما قبل فض الاعتصامين بيد الأمن.
البيان الأول في 1 أغسطس 2013، أعلنت خلال الداخلية عن صدور قرار من مجلس الوزراء باتخاذ كافة الإجراءات تجاه الاعتصامين، لأنهما يمثلان تهديد للأمن القومي المصري، بحسب البيان.
ودعت الداخلية المتواجدين في ميداني رابعة العدوية والنهضة إلى الاحتكام للعقل وسرعة الانصراف منهما مع التعهد بخروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى الدعوة.
وفي 3 أغسطس من نفس العام، قالت الداخلية في بيانها الثاني عن الأزمة، إنها تجدد تعهدها بتوفير الحماية للمعتصمين وضمان عدم ملاحقتهم الدفاع عن حقوقهم، مؤكدة أن بقائهم سيجعلهم عُرضه للمسائلة القانونية بعد ثبوت تورط القائمين على التجمعين في أعمال قتل وتعذيب.
ورجحت الوزارة في بيانها عدم إخلاء الاعتصامين حتى وقت صدور البيان، إلى تعرض المتواجدين بتلك التجمعات لحالة ''خطف ذهني'' من قبل القائمين عليها، لاستخدامهم في عمليات التفاوض للحصول على مكاسب سياسية.
''حريصة على حرمة الدم المصري وعلى سلامة المتجمعين في رابعة والنهضة''، جزء من البيان الصادر عن الوزارة، داعية المعتصمين على ضرورة التعرف على آراء القوى السياسية والجماعات الثورية والحكومة والمجتمع المدني ورد الفعل الشعبي المستنكر والمعارض لممارسات الاعتصامين الذين يجعلهم منبوذين.
إلقاء المنشورات
المنشورات طريقة جديدة استخدمتها الدولة في التواصل مع المعتصمين، ومحاولة اقناعهم بالتخلي عن إصرارهم في البقاء بداخل ميداني رابعة العدوية والنهضة.
4 مرات طافت مروحيات تابعة للقوات المسلحة فوق اعتصامي رابعة العدوية والنهضة خلال شهر يوليو 2013، وألقت منشورات على المعتصمين.
3 منشورات دعا فيها الجيش المتواجدين بداخل الاعتصامين بضبط النفس وعدم التعدي على المنشآت العامة، والبُعد عن التخريب وإثارة الأزمات، ومرة واحدة طالبتهم بإخلاء مكانهما وفك الاعتصام.
كما قامت مروحية تابعة لوزارة الداخلية، في 4 أغسطس بإلقاء منشورات على الاعتصامين، يحتوي على نص البيان الثاني للداخلية عن ضرورة فض الاعتصام سلميا، وقرار الدولة بعدم ملاحقتهم أمنيا.
تصريحات المسؤولين
التصريحات الصحفية التي صدرت عن صناع القرار بداخل الدولة المصرية في الفترة التي تلت إنهاء حكم الرئيس السابق محمد مرسي، عن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، كانت تبث رسائل واضحة عن اتخاذ السلطة قرار فض الاعتصامين في حالة بقاء الحال على ما هو عليه، ورفض المعتصمين للتخلي عن الميدانين سلميا، وعن أليات الفض التدريجية.
اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، خرج خلال مؤتمر صحفي في 27 يوليو 2013، بمقر الوزارة في لاظوغلي، معلنا أنه سيتم التعامل مع اعتصامي النهضة ورابعة العدوية وفقا لما ستصدره النيابة العامة بشأن بلاغات تضرر المواطنين من الأفعال التي تم فيهما.
وأكد الوزير-حينذاك- أن قوات الشرطة ستقوم بفض الاعتصامين في القريب العاجل وفقا للقانون.
اللواء عبدالفتاح عثمان، وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة، أوضح في مداخلات هاتفية عديدة أخرها الليلة السابقة للفض، أن الوزارة وضعت خطة لإنهاء الاعتصامين، مشيرًا إلى أن قوات الأمن على أهبة الاستعداد لبدء العملية.
وأضاف عثمان أن إصرار الدولة على ما اتخذته من قرارات بشأن عدم ملاحقة أي من المواطنين المعتصمين في رابعة والنهضة.
في الساعات الأولى من 14 أغسطس 2013، وئدت محاولات الدولة في إنهاء الاعتصامين سلميا، بدخول قوات الأمن لميداني رابعة العدوية والنهضة وفضهما بقوة السلاح.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: