إعلان

الحافز الرياضي.. لعبة قانونية لتحصيل درجات بطريقة غير مشروعة

12:00 ص الأربعاء 27 أغسطس 2014

الدكتور محمود او النصر وزير التربية والتعليم

تقرير- وليد العربي وياسمين محمد:

''هناك العديد من الطلاب الذين يحصلون علي حافز رياضي دون ان يمارسوا اللعبة من الاساس ولكن كافة الاوراق قانونية''، هكذا علق الدكتور طارق برجاس، مدير الادارة العامة للتربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم ومسؤول درجات التفوق الرياضي، عن الازمة التي شهدها هذا العام بسبب درجات الحافز الرياضي التي اشيع ان هناك طلابًا يحصلون عليها دون وجه حق.

تُمنح درجات الحافز الرياضي للطالب الذي يحصد مركزاً ''من المراكز الستة المتقدمة'' في احدي البطولات سواء المحلية او الاقليمية او العالمية، مكافأة له مقابل الوقت والجهد الذي يستقطعه في التدريبات والمركز الذي يحصده لبلاده، مما قد يؤثر علي تحصليه الدراسي.

وينقسم منح درجات الحافز الرياضي بين كل من وزراتي التربية والتعليم لبطولات المدارس، ووزارة الشباب للبطولات الاقليمية والعربية والدولية، هذه الدرجات تتراوح بين 2.5 درجه و40 درجه، حسب نوع البطولة والمركز الذي حققه الطالب، ووفقًا للمادة الخامسة من قانون المجلس الاعلي للجامعات رقم 14 لسنه 1997 فانه لابد من استلام مكتب التنسيق كشوف اسماء الطلاب المستحقين للحافز الرياضي من الوزارات المختصة قبل اعلان نتيجة الثانوية العامة.

ومن هنا جاءت الازمة، حيث اعتمدت وزاره التربية والتعليم في البداية 1090 طالبًا، يستحقون الحافز الرياضي موزعين علي طلاب الثانوية العامة والدبلومات الفنية والدبلومات الامريكية والفرنسية، بعدها ارسلت اسماءً اخري بعد اعلان نتيجة الثانوية العامة وانتهاء المرحلتين الاولي والثانية من تنسيق القبول بالجامعات الي مكتب التنسيق، بما يخالف القانون فامتنعت وزارة التعليم العالي عن اضافه الدرجات للطلاب.

وأوضح مسؤول التفوق الرياضي، في تصريحات خاصه لمصراوي، أن أشرف السيد، المستشار القانوني لوزير التعليم، رفع لأبو النصر مذكرة تحمل اسماء بعض الطلاب، وطلب منه اصدار امر للإدارة العامة للتربية الرياضية لمنحهم درجات التفوق الرياضي، وبالفعل صدر الامر من وزير التعليم ، علي الرغم من مخالفته لقرار المجلس الأعلى للجامعات ، وقد رفض برجاس منح هؤلاء الطلاب درجات الحافز الرياضي ولكنه لا يعلم ماذا صارت عليه الامور الان.

واضاف انه بعد حدوث العديد من اللغط حول مشكله الحافز الرياضي، واشاعه ان هناك 68 طالب حصلوا علي الحافز الرياضي دون وجه حق، بالإضافة الي 13 طالب تم ارسال اسمائهم بعد انتهاء المدة المحددة وفقًا للقانون، وبعد تنصل كل الجهات المسؤولة ''التعليم العالي- الشباب والرياضة- التربية والتعليم'' من مسؤوليتها والقائها المسؤولية.

وفي سياق موازٍ، قرر الدكتور محمود ابو النصر وزير التربية والتعليم، تشكيل لجنه مكونه من الدكتور طارق برجاس، وعضويه مندوب من التعليم الثانوي، ووزارة الشباب والرياضة، والتعليم العالي ومكتب التنسيق، لفحص اسماء الطلاب الـ81 المشكوك فيها ، في الاتحادات الخاصة بالرياضات المختلفة، حرصاً علي احقاق كل ذي حق حقه.

وقد اظهرت النتيجة سلامة كافة الاوراق من الناحية القانونية، ولكن من ناحيه الواقع فهناك أقوال اخري.

الورق قانوني والطالب لا يمارس اللعبة      

خلود ايمن محمود، حصلت علي المركز الثاني في رياضه السباحة التوقيعية ''الباليه المائي''، وتم منحها 13 درجة، وهي لا تجيد السباحة من الاساس.

واشار مسؤول التفوق الرياضي، ان هذه الطالبة لا تجيد السباحة من الاساس ولكن والدتها مسئوله عن السباحة التوقيعية بالإدارة العامة للتربية الرياضية، وكانت تحضر حصص عند رئيسه لجنه حكام ''السباحة التوقيعية'' بواقع 500 جينه للحصه، وبالتالي حصلت علي التفوق الرياضي بشكل قانوني.

واوضح برجاس ان لعبه السباحة التوقيعية ''الباليه المائي'' يمكن استخدامها لكي يحصل الطالب علي درجات دون وجه حق من خلال الالتفاف حول اللائحة، بحيث يمكن ان يوضع اسم طالب في ضمن الفريق وعند بدء المسابقة يحدد كاحتياطي، ولا يلعب تمامًا وفي حاله فوز الفريق يمنح جميع الطلاب درجه التفوق الرياضي.

والطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها كشف مهارات الطالب، هي اعداد لجنه فنيه خاصه ومحايده، تعيد تقييم الطالبة.

الطالب علي اسامه ابراهيم، حصل علي المركز الثالث في كرة اليد، ومنح 10.5 درجه، دون أن يدخل الملعب من الاساس، ولكنه ابن اداري بتوجيه عام التربية الرياضية بمحافظه الجيزة.

واشار برجاس الي ان لعبه كره اليد ايضًا من الالعاب التي يمكن الالتفاف من خلالها حول اللائحة المنظمة لمنح درجات الحافز الرياضي، حيث يتكون الفريق من 14 طالب، يشارك منهم 7 طلاب فقط، وبالتالي يمكن اضافه طلاب لا يجيدون اللعبة ويظلون ضمن فريق الاحتياطي طوال المباريات.

والحل لمشكله كرة اليد يكمن في ضبط اللائحة، بحيث لا يتم منح الطالب درجه الحافز الرياضي الا في حاله مشاركته بـ 25% من مباريات البطولة.

الطالب عمر احمد، حصل علي المركز السادس بعد ضمه لفرقه اكبر من مستواه التعليمي، وتم منح 2.5 درجه، علي الرغم من ان الفريق لم يكسب اي مباراة منذ بدء البطولة.

ويرجع السبب في ذلك، الي ان البطولة بالأساس تتكون من 6 فرق وبالتالي يمنح كل المشاركين فيها درجات تفوق رياضي دون اشتراط احرازهم اي انجازات.

والحل لهذه الحالة يكمن في ضبط اللائحة، بحيث تنص علي ''اذا قل عدد الفرق عن 6 يمنح التفوق الرياضي للفرق الأربعة الاولي، الا في حاله تحقيق رقم قياسي جديد في اللعبة.

لعبه المظلات احدي الالعاب التي يمنح الطلاب المتفوقين فيها حافزًا رياضيًا، علي الرغم من انها ليست من ضمن الالعاب الأوليمبية، التي يمنح عليها الحافز الرياضي، وليس لها اتحاد رياضي مثل باقي الالعاب.

واشار مسؤول التفوق الرياضي الي انه بعد استخدام هذه اللعبة للالتفاف حول القانون من قبل اولياء الامور لحصول ابناءهم درجات حافز رياضي دون استحقاق، قرر الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة الاسبق ايقافها، وبالفعل تم الغائها من ضمن الالعاب التي يمنح بموجب التفوق فيها حافزاً رياضياً، لمده 7 سنوات، ولكن هناك من سعي لرفع قضيه امام القضاء الاداري لتصبح من العاب التفوق الرياضي، ويسهل استخدامها للحصول علي درجات دون استحقاق.

ولفت النظر الي ان هذه اللعبة في مصر، لا تستخدم للقفز من الاماكن المرتفعة باستخدام المنطاد، بل يمنح الطالب الدرجة اذا فقز من فوق ''مائده – كرسي''، بعد ان يسدد مبلغًا ماليًا مقابل حصوله علي الدرجة.

العاب يمكن استخدامها للتلاعب بالدرجات

تقر وزارة التربية والتعليم 17 لعبه للطلاب، و13 لعبه للطالبات يحصلون بناءً عليهم علي الحافز الرياضي تقديرًا لهم علي اجتهادهم، ولكن هناك من يستغل بعض هذه الالعاب ليحصل علي درجات دون استحقاق.

وكشف لنا الدكتور طارق برجاس، مسؤول منح درجات التفوق الرياضي، عن وصول تأشيرة من رئيس قطاع الخدمات لتنفيذ تأشيرة وزير التربية والتعليم بمنح الطالب عبد الرحمن محمد محمد درجات الحافز الرياضي بواقع 10.5 درجة عن مشاركته في بطولة الشراع والإنزلاق على الرغم من أن اللعبة غير مدرجة بألعاب الإدارة العامة للتربية الرياضية.

وأشار برجاس إلى أن المستشار القانوني لوزير التربية والتعليم، طلب من الوزير إصدار تأشيرة بتكليف الإدارة العامة للتربية الرياضية بمنح الطالب عبد الرحمن محمد محمد، درجات الحافز الرياضي لاستحقاقه تلك الدرجات، وبالفعل صدرت تأشيرة الوزير، ولكن مسؤول التفوق الرياضي رفض منح الطالب تلك الدرجات وأرسل خطاباً إلى الوزير لإعادة النظر في القرار مرة أخرى، ولا يعلم إلى ما صارت عليه الأمور حتى الآن، هل تم منح الطالب الدرجات أم لا؟.

وأضاف برجاس، أن والد هذا الطالب يعمل عميداً بالشرطة، وجاء إلى إدارة التربية الرياضية بزيه الميري لتنفيذ تأشيرة الوزير بمنح نجله درجات الحافز الرياضي، مشيراً إلى أنه لا يعلم دلالة ذلك.

وبالنسبة لاتحاد الشراع والإنزلاق، أكد برجاس أن الاتحاد رفض منح الطالب درجات التفوق الرياضي حيث تنص اللائحة المنظمة لمنح درجات التفوق الرياضي على ضرورة ممارسة الطالب للنشاط لمدة عامين، والطالب عبد الرحمن لم يدرج اسمه بالنشاط إلا لمدة عام واحد، وبالتالي لا يمكن للاتحاد منحه الدرجات.

وأضاف برجاس، ''كيف يمكن للإدارة العامة للتربية الرياضية منح طالب درجات الحافز الرياضي في لعبة غير مدرجة بالإدارة بالإساس، ورفض الاتحاد الرياضي الخاص باللعبة منحه إياها؟''.

وشدد برجاس على ضرورة ضبط اللوائح المنظمة لمنح درجات الحافز الرياضي، حتى لا يترك المجال للمحسوبيات والالتفاف على القانون بما يسمح لبعض الطلاب بالحصول على درجات دون استحقاق.

كما طالب الوزارة بضرورة الرجوع إلى المسؤول المختص عند اتخاذ أي قرارات.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان