هاربون من جحيم الحرب في غزة: ليس لنا إلا الله.. ومصر
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت – سارة عرفة وسامي مجدي:
ما أن بدأت هدنة ال72 ساعة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل التي تشن عدوانا على قطاع غزة منذ الثامن من يوليو الماضي حتى هرعت عشرات الأسر باتجاه معبر رفح الحدودي هربا من جحيم الحرب ودمارها في القطاع الذي يعد البقعة الأكثر كثافة سكانية في العالم، آملين في العبور إلى مصر بعد ستة وعشرين يوما قضوها تحت القصف الإسرائيلي للقطاع.
ولم تكد الهدنة تبدأ حتى سمع هؤلاء العالقون عند معبر رفح في انتظار اذون الدخول إلى الأراضي المصرية دوي القصف بالطائرات إف 16 والدبابات على مدينة رفح الفلسطينية، مما أدى إلى توقف إجراءات السماح لهم بالعبور من ناحية فلسطين، على ما يقول أبو الوليد، فلسطيني من حي الشجاعية الذي دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية في بداية الاجتياح البري بعد أكثر من أسبوع من بدء العدوان على القطاع.
''لا توجد حياة''
يقول أبو الوليد وهو أب لثلاثة أطفال كانوا معه وزوجته عندما التقاه مصراوي فور خروجه من المعبر من الناحية المصرية، '' تعرضنا للقصف ونحن عند المعبر.. القصف كان على خان يونس ورفح. عندما وصلنا إلى المعبر كانت الساعة التاسعة إلا ربع صباح الجمعة. بعدها بقليل بدأ القصف. وجثث الشهداء كانت أمامنا في الشوارع ولم يستطع أحد أن يرفعها''.
وحصدت الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع أرواح أكثر من 1700 فلسطيني معظمهم من المدنيين وأصيب نحو 7 آلاف آخرين كما تقول وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قتل أكثر من 55 جندي إسرائيلي واثنين من المدنيين وعامل تايلاندي وخطف ضابط إسرائيلي، بحسب احصاءات رسمية إسرائيلية.
هذا بالإضافة إلى تدمير المنازل والبنية التحتية في القطاع ونزوح عشرات الآلاف من سكان غزة إلى مناطق أخرى في القطاع، قدرتهم الأمم المتحدة أكثر من 118 ألف نازح. يقول أبو الوليد إن الأوضاع في غزة أسوأ بكثير من الأوضاع في لبنان خلال الحرب الأهلية في السبعينات والثمانينيات والأوضاع الحالية في سوريا.. ''الأوضاع لا تطاق لا يوجد لدينا ماء ولا كهرباء ولا حياة.. بعد قصف محطة الطاقة الوحيدة في القطاع وفصل إسرائيل الكهرباء عن الكابلات القادمة منها لم يبقى إلى الكابل القادم من مصر.. وهذا لا يكفي فهو يمد خان يونس ورفح المصرية فقط والكهرباء في المدينتين تأتي لمدة ثلاث ساعات يوميا فقط''.
وأضاف الرجل الغزاوي أن ''أهل غزة بدهم المصريين يساعدوهم.. زهقنا من الفصائل (الفلسطينية). الفصائل تضرب وتجري تستخبى تحت الأرض.. واللي بيموت هو الناس العاديين والأطفال والنساء''. وأطلقت الفصائل الفلسطينية آلاف الصواريخ على إسرائيل منذ بدء الحرب.
وقال ''أهل غزة ليس لهم إلا الله ومصر.. نأمل من القيادة المصرية أن تخفف عن أهل غزة. الحل لابد أن يأتي من مصر. ونرجو أن تعتبرنا مصر أولاها. ولا تحاسبنا على أخطاء البعض... بالنهاية الحل بيد مصر لا بيد قطر ولا تركيا''.
وأطلقت الحكومة المصرية مبادرة بعد أسبوع من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أنها قوبلت بالرفض من قبل حماس والفصائل الفلسطينية في غزة بزعم أنها لا تلبي الحد الأدنى من مطالب المقاومة، في الوقت الذي قبلت بها إسرائيل التي استغلت رفض حماس لها لتدعم موقفها السياسي دوليا. وبعد رفض المبادرة وسعت إسرائيل عملياتها لتبدأ اجتياحا بريا لغزة بغرض هدم الأنفاق التي تقول إن حماس تستخدمها في إطلاق الصواريخ وشن هجماتها على المدن والبلدات الإسرائيلية.
''احنا بنات مصر''
من جانبها، صبت دعاء السيد إبراهيم، وهي ربة منزل مصرية متزوجة من فلسطيني استطاعت العبور إلى مصر مع أولادها الأربعة وزوجها، جام غضبها على العاملين على المعبر والحكومة المصرية بسبب ما سمته ''التعنت'' تجاههم وعدم السماح لهم بالعبور. وقالت ''لابد ألا أهان من أبناء بلدي مصر على المعبر.. من الساعة 11 الصبح (صباح الجمعة) واحنا على المعبر ومش راضيين يخلونا نعدي''.
كما هاجمت المنظمات الدولية بشدة على رأسها الصليب الأحمر الدولي وقالت ''حتى الصليب الأحمر خذلنا ما رضي يعبرنا.. الطيران والمدفعية كانوا بيضربوا جنبنا وولادنا وبناتنا اترعبوا.. احنا بنات مصر نتهان (أهان) على البوابة. من حقي لما أقول ادخل بلدي ادخل على طول (فورا) ما يوقفونيش (لا يمنعوني) على البوابة. المعاملة على البوابة كانت سيئة. وبقول للرئيس (عبد الفتاح) السيسي زي ما بتحافظ (مثلما تحافظ) على بنات مصر لازم تحافظ علينا احنا كمان. احنا بنات مصر''.
وقالت ابنتها سميحة البكري وعمرها 16 سنة، إنها اتصلت بمنظمات دولية وبالسفارة المصرية للاستغاثة بهم لكن دون استجابة. مضيفة أنه ''مع اشتداد القصف كنا أمام خيارين إما العودة إلى بيوتنا في غزة أو استكمال الطريق على مسؤوليتنا الخاص كما قال لنا الجانب الفلسطيني، فأصررنا على استكمال الطريق.. كدا كدا احنا ميتين. هنرجع فين (أين سنرجع). فخاطرنا بأرواحنا على أمل الوصول إلى الحدود المصرية''.
وقال مصدر من هيئة الجمارك العاملة على معبر رفح، ردا على ما قالته السيدة دعاء، أن العائلات الفلسطينية وكان عددهم نحو 80 شخص عندما وصلوا إلى الجانب المصري من المعبر كانت الساعة تخطت السادسة مساءا وتم فرض حظر التجوال في مناطق عديدة في سيناء مثل الشيخ زويد، موضحا أنهم قضوا ليليتهم في المعبر حرصا على سلامتهم لخطورة الأوضاع الأمنية في سيناء.
وأشار المصدر الذي طلب عدم كشف هويته نظرا لأنه غير مخول له التحدث إلى الصحفيين، إلى أن العاملين في المعبر فتحوا المسجد للسيدات والأطفال حتى يناموا فيه. كما قدموا لهم بعض الأطعمة، انتظارا لفتح المعبر صباح السبت، بحسب قوله.
''ربنا نجانا من الموت''
وصدقت على كلام المصدر المصري، الدكتورة ثريا القاضي أستاذة علم النفس في جامعة فلسطين في قطاع غزة، وقالت ''وصلنا إلى المعبر بعد أن علمنا بالهدنة. علقنا على المعبر. ومع الساعة العاشرة بدأ القصف بالدبابات والطائرات إف 16. ووصلنا إلى الجانب المصري بالليل.. وفتحوا المسجد للسيدات بعد أن كنا نحو 70 شخص في حجرة صغيرة للغاية، وقدموا لنا أكل.. ال26 اللي فاتوا دول كوم والليلية اللي فاتت كوم تاني.. فعلا ربنا نجانا من الموت''.
وأوضحت شذى القاضي وهي ابنة الدكتورة ثريا، وتدرس في كلية الهندسة في جامعة فلسطين في غزة، ''وصلنا إلى المعبر عند الجانب الفلسطيني في التاسعة إلا ربع صباح الجمعة. ولم يسمحوا بنا بالدخول حتى بدأ القصف. دخلنا وركبنا اتوبيس وسرنا إلى الجانب المصري، وكان المعبر قد أغلق فجأة (جراء القصف الذي كان مستمرا حينها)، فرجعنا إلى الجانب الفلسطيني وبحلول الساعة العاشرة مساء طلبنا أن نسير مرة أخرى إلى الجانب المصري ورفضت حماس أن نعبر إلا على مسؤوليتنا الخاصة... ووصلنا إلى الجانب المصري سيرا على الأقدام.. وقضينا ليلتنا هناك''.
وقالت إن المعبر فتح بعد اتصالات بالعديد من السفارات والرئيس محمود عباس أبو مازن ورئيس الجالية المصرية في غزة، والقيادي في حماس الدكتور موسى أبو مرزوق الذي تواصل أيضا مع السلطات المصرية، مضيفة أنه كان من بين العالقين أشخاص من بلجيكا والنرويج والأردن.
''الشهادة''
وقالت نيولا الجاسم إنها عاشت وأختها وأمها الليبية أصعب اللحظات خلال رحلة العبور إلى مصر، منذ بدء القصف ''إسرائيل بدأ القصف عند محاولتنا دخول معبر رفح. واشتد القصف بطريقة بشعة.. ظللنا داخل المعبر نمسك أيدينا ونردد الشاهدتين. كنا نشعر أنها آخر لحظات في عمرنا''.
وأضافت أنه وضعهم خاص حيث أن والدهم متوفى وهما ابنتين وأمهما الليبية إضافة إلى صديقها ديما التي توفي والدها هي الأخرى، مشيرة إلى أنه كان من الصعب الاستمرار في غزة في ظل القصف الشديد.
وقالت ''هذه حرب على المدنيين. والله حرب على المدنيين. إسرائيل لن تتركنا إلا ونحن أموات''.
وأكدت الجاسم أنها مع استمرار القتال ضد إسرائيل، منتقدة ''صمت'' الدول العربية، وقالت ''حماس برغم اختلافي معها أيديولوجيا إلا أنهم الوحيدين الذين ظلوا يجاهدون في وجه العدو (إسرائيل). ليش (لماذا) الدول العربية ساكتة (صامتة) أوروبا أخدت موقفا.. لماذا هذا الصمت العربي على ما يجري في غزة، التي تركناها وقلوبنا معها..
الله يعين اللي هناك''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: