مصابو فلسطين بمستشفى العريش: حنين العودة إلى ''جحيم غزة''
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت – سارة عرفة وسامي مجدي:
''بدي ارجع عا غزة.. بلدي جنة بكل ما فيها وكل اللي عم يصير هناك.. بديش أضل هون وحياة أبوك يا دكتور اكتب لي عا خروج، خلاص روحي طلعت بدي ارجع عا بلدي'' كلمات صرخ بها الصغير مهند الفلسطيني، ليعلن بها شوقه واحتياجه ليظل بين أهله ويتلقى باقي علاجه بمستشفيات بلده.
كان مهند يأمل في رعاية وعلاج أفضل من تلك التي تركها وراء ظهره في موطنه المسلوب منذ ما يزيد عن 65 سنة، وتعيش بلدته وقت أن تركها قبل أكثر من أسبوع تحت وطأة عدوان من محتل لا يفرق بين مدني وعسكري.
فرح هو عائلته الصغيرة عندما أخبره الأطباء في مستشفى صغير في قطاع غزة إلى أخرى في قاهرة المعز عاصمة أم الدنيا، لكن قدره ذهب به إلى مستشفى العريش في شمال سيناء المجاورة للقطاع الذي مزقته آلة الحرب الإسرائيلية.
لم يكن الصغير الذي لم يتخطً عمره الستة عشر عاما يدرك أنه سيترك أربعة أيام يعاني فيها دون أن يفحصه طبيب غير الذي استقبله وقت أن جاء إلى المستشفى يوم الثلاثاء 30 يوليو الماضي، حتى صرخ من أعماق قلبه للطبيب الذي رافقنا في زيارتنا له ''وحياة أبوك يا دكتور اكتب لي عا خروج، خلاص روحي طلعت بدي ارجع عا بلدي''.
ومهند يدرس في التوجيهية التي تعادل الثانوية العامة في مصر، وأبوه يدعى أحمد عيد ويسكن في حي الصراط في قطاع غزة وأصابته شظية من قذيفة إسرائيلية – أدت إلى بتر ساقه اليمنى من منتصفها - أثناء خروجه من صلاة الجمعة 25 يوليو الماضي نقل على اثرها لمستشفى شهداء الأقصى بالقطاع، لكن نظرا لحالته الحرجة كان لزاما عليه الانتقال لمصر، هكذا قال لنا هو ووالدته الحاجه سميرة عيد.
مهند عيد احد مصابي حد الصراط بقطاع غزة
واستقبلت المستشفيات المصرية 173 من مصابي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت بغارات جوية في الثامن من يوليو الماضي وتطورت بعدها لاجتياح بري لأجزاء من القطاع، تلك الحرب التي أودت بحياة أكثر من 1900 فلسطيني معظمهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 7000 آخرين، فيما قتل أكثر من 60 إسرائيلي جميعهم من الجنود عدا ثلاثة حتى إعلان هدنة مدتها ثلاثة أيام يوم 5 أغسطس الجاري بوساطة مصرية.
يقول مهند ''''بدي ارجع عا غزة.. بلدي جنة بكل ما فيها وكل اللي عم يصير هناك.. بديش أضل هون ''وتبرر والدته ذلك بتدني الحالة المعنوية لولدها نتيجة ''الإهمال'' الذي لاقاه في المستشفى، حتى أنه ''كان يستطيع الحركة بمساعدة عكازين عندما كان في غزة، إلا أنه الآن لا يمكنه الحركة''.
وأضافت سميرة أن العلاج في مصر لم يستطع إنقاذ ابنها من الدمار النفسي الذي لحق به بعد بتر ساقه، بل ازداد الأمر سوء نتيجة المعاملة التي تلقاها ابنها في مستشفى العريش. واشتكى مهند من تعامل الممرضين معه أثناء التغيير على الجرح في ساقه.
وقالت الأم ''لما كنت بغزه كانت معنويات مهند كثير عالية.. كانت بالسماء، لكن لما جينا على مستشفى العريش أصيب بالإحباط وتعب نفسيا، لا يطل علينا أي طبيب الآن فقط عند دخولكم الغرفة كان هذا اول طبيب نراه''.
وأوضحت سميرة أنهم عندما كانوا في غزه كانت المستشفى مجهزة والتمريض أفضل والأطباء حريصون على راحة مهند، حينها قاطعها ابنها مؤكدا على كلامها ''أقول للطبيب اصبر بيوجعني بيصبر اما هنا لا يكمل عمله دون حتى الالتفات إليّ''.
وأردفت الأم '' أنا لست بطبيبة أو ممرضه لكني لاحظت وجود التهابات بساق ابني وطالبت منذ ليلة أمس أن يكشف طبيب عليها، لولا أني انا اللي قلت ما حدا سأل فينا، ولسه حالا لحظة دخولكما دخل الطبيب، مضيفة ''اذا فيكوا تحكوا معاهم ياريت تحكوا خليهم يهتموا شوية بس يعطونا شوية اهتمام''.
غادرنا الغرفة التي يرقد فيها مهند على وعد من الطبيب المعالج بأنه سوف يقوم بتطهير الجزء الملتهب من ساقه المبتورة لليوم التالي، لدواعي طبية وأنه سيخضع لتخدير كلي حتى لا يشعر بأية ألم. وقال الدكتور خالد القماش، عميد كلية الطب بجامعة شمال سيناء سابقا، والذي يعمل في المستشفى، إن حالة مهند تستدعي جراحة سيتم عملها له فورا، بعدها يمكنه الخروج والعودة إلى غزة.
أما عن باقي المصابين فكانوا ثلاثة آخرين في غرفة مجاورة، أحدهم يدعى أحمد صالح وعمره 18 عاما ولا يستطيع الكلام، إلا أن والده المصاحب له في المستشفى أوضح أن أحمد أصيب جراء ضرب المنزل الذي يسكنون فيه في مخيم جباليا بقذيفة إسرائيلية.
احمد صالح ووالده مصاب من حي جباليا
وأضاف أن قصف المنزل أدى إلى مقتل 6 من أبناء عم أحمد الذي أصيب في بطنه ورئتيه. وتحدث صالح عن حسن الرعاية التي يلقاها في مستشفى العريش على عكس مهند.
أما المصابين الآخرين، فلم يستطيعا أيضا الكلام. وقال أخوهما إن عائلته تسكن مخيم البريج في غزة، وأصيب 9 منها في قصف على منزل مجاور لهم، مشيرا إلى أن اثنين من أخوته نقلا إلى مصر للعلاج بينما ظل أخوه الثالث يعالج في غزة.
ونقل نسيم البالغ عمره 33 عاما متزوج وأب لطفلين ولد وبنت، وكان أصيب في القصف الإسرائيلي على المخيم في أول أيام عيد الفطر المبارك (الاثنين 28 يوليو الماضي) وكان نائما هو وأخيه الأصغر منه محمد البالغ 29 عاما وأصيب هو الآخر في القصف. وقال أخوهما المرافق لهما والذي كان قليل الكلام وتحدث عن طبيعة إصابة أخويه، أملا في رعاية أفضل لهما.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: