إلغاء احتفالات الشيعة.. بين تقييد لحرية العقيدة ودموية الطقوس (تقرير)
كتبت ـ هاجر حسني:
أثار قرار وزارة الأوقاف بغلق ضريح الإمام الحسين أمام الشيعة في ذكرى الاحتفال بعاشوراء جدلا واسعًا، وتحدث البعض على أنه يعيد إلى الأذهان مرة أخرى الحديث حول اضطهاد الأقليات في مصر.
وعلق حافظ أبو سعدة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، على قرار غلق الضريح، قائلًا إنه لو كان هناك فعلا تهديد بأعمال عنف فعلى الدولة أن تتخذ ما يلزم لمنعها.
وأضاف أبو سعدة -في تصريحات خاصة لمصراوي- اليوم الأحد، أنه بحسب تصريحات وزير الأوقاف كان هناك فعلا تهديدات وهو ما دفع الدولة أن تتخذ هذه الإجراءات، لافتًا إلى ضرورة أن تضع الدولة خطة لتمكين الأقليات من أداء عقيدتهم بحرية حتى ولو تخالف مذاهب أخرى.
وتابع أن الدولة لا تتخذ موقفا معاديا من الأقليات بل بالعكس تحاول أن تحميهم من الاشتباك مع فئات أخرى مثلما حدث قبل ذلك في زاوية أبو مسلم وأدى لقتل حسن شحاته و5 آخرين، بحسب قوله.
ووصف أحمد راسم النفيس القيادي الشيعي، قرار الوزارة الأوقاف بالاستفزازي، قائلًا إن هذا الإجراء تم اتخاذه لخدمة جهة ما سواء كانت داخل أو خارج مصر.
واستنكر النفيس -في تصريحه لمصراوي- خطاب الأوقاف الذي أكد على التصدي للشيعة، موضحًا أن الاحتفال من قبلهم كان لن يتعدى سوى الزيارة فقط، وأن ما تدولته وسائل الإعلام عن وجود تهديدات بأعمال عنف وغيره كانت نتيجة للمجتمع المشوش الذي نعيش فيه والذي لا يعرف تاريخه، بحسب قوله.
وتابع أن ملايين المصريين يزورون ضريح الإمام الحسين، لافتًا إلى أن هذا القرار يضرب أعراف وبروتوكولات مصر في الصميم.
من جانبه، قال محمد زارع رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، إن إغلاق ضريح الإمام الحسين في وجه الشيعة أمر غير مقبول إذا كانوا سيذهبون لمجرد الزيارة مثل باقي المصريين، ولكن إذا تطرق الأمر لبعض الطقوس التي تشييع العنف كضرب الذات مثلما يحدث في العراق فهنا يجب أن تُتخذ اجراءات أخرى مثلما حدث من إغلاق الضريح.
وأضاف زارع لمصراوي، أن ما يحدث من طقوس الشيعة ويخرج عن المألوف يكون في بعض الأحيان خطر على من حولهم، وهذا ليس له علاقة بالدين ومن حق الدولة أن تتدخل فيه وتمنعه.
وتابع: "من حق الأقليات أنهم يتعبدوا بطريقتهم ولكن مش من حق أي شخص أن يمارس العنف حتى ولو ضد نفسه"، قائلًا إنه لو كان هناك معلومات مؤكدة أن الشيعة بممارستهم لطقوسهم في عاشوراء سيحاولون التشبه بما يحدث في العراق فلابد وقتها من وجود إجراءات احترازية.
وكانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات أدانت -في بيان لها- قرار مديرية أوقاف القاهرة التابعة لوزارة الأوقاف بغلق ضريح الإمام الحسين لمدة 3 أيام لمنع المصريين المنتمين إلى المذهب الشيعي من ممارسة شعائرهم الدينية بمناسبة عاشوراء.
وقالت المفوضية إن القرار يُعد انتهاكاً صريحًا للحق في حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية المنصوص عليها بالمادة 64 من الدستور المصري، رافضة ما جاء ببيان الوزارة حول وصف شعائر المصريين الشيعة بـ "الأباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء" لتنافي التصريح مع ضرورة وقوف وزارة الأوقاف على مسافة واحدة من جميع المذاهب كمؤسسة تنفيذية تابعة للدولة؛ وأنه ليس من دورها التدخل في حرية إعتقاد المواطنين وتصنيف معتقداتهم بين صحيح وباطل.
فيديو قد يعجبك: