إعلان

"فيسبوك".. مواقف متناقضة وعُنصرية تجاه دماء تسيل يوميًا

11:14 م السبت 14 نوفمبر 2015

فيسبوك.. مواقف متناقضة وعُنصرية تجاه دماء تسيل يوم

 

كتب - محمود سليم:

مواقف متناقضة تجاه الإنسانية يتخذها فيس بوك، يتفاعل أحيانًا ويسكت كثيرًا، يُشعرك أن من واجبك التعاطف مع ضحايا فرنسا وزلزال نيبال الذي راح ضحيته قرابة الـ 70 قتيلًا، ويتجاهل كارثة الحج، وحادث الطائرة الروسية، وسوريا، ولبنان، ومتحف تونس، وجامعة كينيا، وغيرهم.. يبدو أن مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي للموقع، يكيل الإنسانية بمكيالين.

حوادث راح ضحيتها المئات ربما كانت أعنف من حادثتي فرنسا ونيبال، ولكن إدارة الفيس بوك لم تُحرك ساكنًا.. تعاطف ضمني فعله موقع التواصل الاجتماعي عن طريق إمكانية وضع العلم الفرنسي على الصور الشخصية، كجزء من نظرية تَعتبر العالم قرية صغيرة، وترى الإنسانية لا تفرق بين البشر، وإجراء أخر يُمكَّن المستخدمين من تحديد أنهم سالمين.

حادث باريس الذي قٌتل فيه 127 شخص، وأثار تعاطف العالم، ومن بينهم فيس بوك، جعل البعض يتساءل لماذا يُفرق الموقع من جمعتهم الإنسانية، بما فيهم الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، التي استنكرت تجاهل تفجيرات لبنان والتركيز مع هجمات باريس، قائلة "لماذا يتجاهل العالم تفجيرات بيروت.. أُصلي من أجل الدولتين".

5 قضايا كانت الأبرز على الساحة خلال الفترة الأخيرة تجاهلتها إدارة الفيس بوك، على رأسها الحرب الدائرة في سوريا، والتي تركت وراءها آلاف القتلى والجرحى، وتدمير قرى بأكملها، وخلقت فرصًا لتواجد تنظيم داعش الممتد بين سوريا والعراق.

الحرب السورية والأطفال الذين قتلوا والمتاحف والثقافة التي تعتبر لا جنسية لها، وتعد تراثًا للإنسانية كلها، لم تلفت انتباه المليونير الشاب زوكربيرج، وكأنها هي التي تحدث في عالم افتراضي.

مازال الأمر عربيًا في كارثة هي الأكثر دموية في تاريخ المشاعر المقدسة للمسلمين، وفي موسم الحج توفى نحو 1120 قتيًلا من 26 دولة، بسبب التدافع.

ولكن بما أن الكوارث لا تفرق كما الإنسانية، فذاقت كينيا هي الأخرى من كأس الإرهاب، وارتفعت وتيرة الأعمال المتطرفة في كينيا، في هجوم استهدف إحدى الجامعات، وأدى إلى مقتل نحو 147 شخصًا، على غرار عمليات الإعدام الجماعي، إذ اصطف الضحايا في انتظار دورهم لإطلاق النار عليهم.

وحسبما صرَّح مصدر مسؤول في الحكومة الكينية، فإن بعض الطلاب قتلوا، بعد أن تحدثوا إلى آبائهم عبر الهاتف، بعد أن أمرهم المسلحين بإيصال رسالة وهي أن هدفهم "إجبار القوات الكينية على مغادرة الصومال".

ومن شرق العالم لغربه، ومن شماله إلى جنوبه يتحرك الإرهاب غير عابئ بأرواح الأبرياء التي يحصدها، وإلى تونس الخضراء تتجه الأعين، حيث قُتل نحو 24 شخصًا، في أسوأ هجوم إرهابي يستهدف تونس. 

وكشفت السلطات التونسية أن مسلحين أثنين نفذا الهجوم الإرهابي على متحف "باردو" وسط العاصمة، حيث دخلا المهاجمان، اللذان ارتديا زيًا عسكريًا، مسلحين برشاشي كلاشينكوف باحة متحف "باردو" قرب مقر البرلمان، وفتحا النار على السياح بينما كانوا ينزلون من حافلاتهم أمام المتحف، ثم طاردوا بعضهم وقتلوهم داخله.

وعلى ارتفاع 31 ألف قدم (10.5 كيلومتر)، تحطمت الطائرة الروسية وسقطت وسط سيناء، بجثث جميع من فيها، 224 شخصًا لقوا حتفهم واهتز لهم ضمير العالم، إلا أن الموقع الأشهر في هذا العالم يبدو أنه لم يكن موجودًا.

الكثير مثل أنجلينا لم يعجبهم تجاهل فيس بوك لهذه الأحداث، معلنين رفضهم وضع العلم الفرنسي على صورهم الشخصية.. "الإنسانية لا جنسية لها".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان