جمال الجمل.. من مكالمة "20 دقيقة" مع السيسي إلى الإيقاف لانتقاد الدولة - تقرير
كتب - أحمد جمعة:
عصر يوم 9 سبتمبر من العام الماضي، تلقى الكاتب الصحفي جمال الجمل مكالمة طويلة وغير متوقعة من "الرئيس عبدالفتاح السيسي"؛ لمناقشة القضايا التي طرحها الجمل في مقالاته بجريدة التحرير قبل إيقافها عن الصدور.
لم يكن خيال "الجمل" يرتقى إلى أن يهاتفه "السيسي" الذي ارتقي إلى قمة السلطة في مصر قبل شهور قليلة، ويناقشه في أدق تفاصيل مقالاته التي انتقد فيها الطريقة التي تُدار بها البلاد.
"الجمل" أعلن عن تفاصيل "المكالمة الرئاسية" لجريدة التحرير، حيث قال إن "الرئيس السيسي عاتبه بسبب مقالاته عن أن البلد لا توفر الخدمات الأساسية للمواطنين".
وأضاف أن الرئيس السيسي ذكر "حجم الأعباء في إدارة الدولة، في ظل محدودية الموارد والإمكانيات، وكان منطق الرئيس في المكالمة (نشيل البلد كلنا مع بعض) لأن مصر في مرحلة صعبة".
وأكد الرئيس في مكالمته للجمل حسبما نشرّت صحيفة التحرير في صدر صفحتها الأولى أنه "لا يضيق من النقد ما دام في حدود المصلحة العامة ودون الإضرار بالبلد".
استمر الكاتب على نهجه في انتقاد سلبيات "النظام الحاكم"، داعيًا لاتخاذ سياسات أكثر رشدًا في إدارة شئون البلاد والعباد حتى تم إبلاغه بقرار رئيس تحرير جريدة المصري اليوم بإيقافه عن كتابة عموده بداعي التمهيد لـ"نقطة نظام لضبط السياسة التحريرية للصحيفة".
وقال الجمل في رسالة له عبر صفحته على "فيسبوك" يوم الاثنين: "حوصرت تمامًا، وفقدت آخر منبر أؤذن منه للحرية والمستقبل. كنت أتمنى أن أدفع بنفسي ثمن مقالات "حواديت العباسيين"، دون إضرار بأحد أو بالصحيفة التي اعتز بها، لذلك توجست من طريقة القبض على مؤسس "المصري اليوم" المهندس صلاح دياب، وتمنيت ألا يكون للأمر علاقة بمحتوى الصحيفة وحرية كتابها".
وتأتي تلك الخطوات من الجريدة في خضم إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على مؤسس الجريدة رجل الأعمال "صلاح دياب" واتهامه بحيازة سلاح ألي، وإصدار النيابة العامة قرارًا بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.
وأضاف الجمل: "أكتب بلا حسابات للأسقف المنخفضة، في بلد صار كل شئ فيه منخفضا، بلد نغرس في أوحاله الورد فيرمينا بالشوك، نغني فيه للأمل وبالأمل فيغرقنا في اليأس والبؤس، ننصره فيخذلنا".
فيديو قد يعجبك: