إعلان

سر وفاة 10 سجناء في "الوادي الجديد" خلال 6 أشهر

10:34 م الأحد 26 أبريل 2015

سر وفاة 10 سجناء في الوادي الجديد خلال 6 أشهر

كتب - محمد الصاوي :

السجن طريقة للاحتجاز، تقييد حرية لإدانة أو إتهام في قضية ما، أما في بعض سجون مصر، فقد صار السجن مقصلة تحصد رقاب السجناء، وتحول مكان العقاب إلى مقبرة تلتهم ضحاياه، لتُصبح خاتمة السجين داخل الزنزانة، جسد واهن بلا روح، فيما تصدر التصريحات الرسمية لتُبرر أسباب موته، ما بين هبوط حاد في الدورة الدموية، سكتة قلبية، وأمراضُ أخرى، وهو ما يحدث بشكل خاص في سجن الوادي الجديد، الذي احتفظ بالصدارة في جزّ رقاب المحكوم عليهم، فخلال أقل من 6 أشهر توفى 10 سجناء.

عادة ما يكون السبب وراء الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، السبب غالبًا واحد في جميع حالات الوفاة التي تحدث اسبوعيًا، فلا يمضي 7 أيام إلا ومَلك الموت يحلق في سماء سجن الوادي الجديد.


هبوط في الدورة الدموية

1

في 30 مارس من العام الحالي، لقى السجين "سعيد عبدالواحد"-المحكوم عليه 7 سنوات- مصرعه داخل زنزانته بجسن الوادي الجديد العمومي، وبنقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى الخارجة العام، وتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أن سبب الوفاة إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وفشل في عضلات ووظائف القلب.

تحرر للواقعة المحضر رقم 850 إداري مركز شرطة الخارجة لسنة 2015 وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

وفي نفس السجن، في الأسبوع الذي يسبقه-26 مارس- لفظ السجين "شحاتة عزيز مقار" 68 سنة، أنفاسه الأخيرة، عقب إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وعدم وجود شبهة جنائية في وفاته-بحسب الكشف الطبي الموقع عليه-.

تحرر المحضر رقم 1971 إداري قسم شرطة الخارجة لسنة 2015.

كما توفي السجين "سعد عبد الواحد عيسي"، في 14 مارس، داخل زنزانته بسجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، وفشل في عضلات القلب، وفق ما صرح به مصدر أمني.

وكان اللواء نبيل العشري مدير أمن الوادي الجديد، تلقى إخطارًا بوفاة السجين سعد عبد الواحد عيسي، 43 سنة - محكوم عليه 7 سنوات بتهمة تبديد-بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وفشل في عضلات ووظائف القلب.

تكرار سبب الوفاة

2

تكررت نفس الأسباب في وفاة السجين "سيد .ق" في 5 مارس، وكان قسم شرطة الخارجة قد تلقى إخطار من السجن العمومي يفيد بمصرعه.

وبالكشف الطبي على جثة المتوفى، تبين أن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية، وتحرر المحضر رقم 784 إداري الخارجة، بالحادث وتمت إحالته إلى النيابة.

وفي نهاية شهر فبراير الماضي لقي السجين "العزب أبوبكر " مصرعه، داخل سجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.

وكان قسم شرطة الخارجة، تلقى بلاغا يفيد وفاة المســـجون، العزب أبوبكر عوض محمد، 46 سنة، مقيم بمركز أرمنت، محافظة قنا والذي يقضى عقوبة المؤبد، بسجن الوادي الجديد، على ذمة القضية رقم 5160 جنايات قنا، لسنة 1999، في قضية "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد".

نوبة سكر حادة

واختلف الأمر في وفاة "حمادة عبدالرازق" في 20 فبراير 2015، الذي قال التشخيص الطبي إنه لقى مصرعه بعد إصابته بنوبة سكر حادة.

وقبلها بيومين توفي السجين "أحمد سيد" بسجن الوادي الجديد، أثناء نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى أسيوط الجامعي بعد إصابته أيضًا بنوبة سكر حادة.

وفي نهاية عام 2014 لقى السجين "احمد جادو" مصرعه داخل زنزانته بسجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.

ولفظ السجين "م.ع" روحه، في 21 سبتمبر 2014، داخل زنزانته بسجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية بحسب التقرير الطبي الصادر بشأنه.

وفي 2 سبتمبر 2014، توفي السجين "محمد راشد" بالوادي الجديد، إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف عضلة القلب ووفاته داخل زنزانته - وفقا للرواية الأمنية.

رد الداخلية

3

من جانبه قال مصدر أمني بمصلحة السجون، إن الحالات التي توفيت في سجون الوادي الجديد معظمها كان يعاني من أمراض مزمنة تم اكتشافها مؤخرًا، نافيا وجود إهمال من قِبل الداخلية.

وأشار المصدر في تصريحات خاصة لموقع مصراوي، أن أغلب السجناء لا يصارحون مصلحة السجون بحقيقة مرضهم.

وأضاف: أن مصلحة السجون تقوم بدراسة موقف أي سجين مريض ونقله إلى المستشفيات التابعة للسجن، وفي حالة عدم توافر الامكانيات اللازمة لعلاجه يُنقل إلى أحد المستشفيات الخاصة.

حقوقي بمركز النديم

4

فيما كان لـ "حليم حنيش" المحامي بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، رأي آخر، حيث يعتقد أن هناك أزمة كبيرة في سجون مصر بشكل عام ومنها الوادي الجديد، مشيرًا إلى اختفاء أبسط قواعد الرعاية الطبية لمريض السجون.
وتابع حنيش في تصريح لمصراوي: توجد حالة من التعنت من قبِل مصلحة السجون خاصة مع السجناء السياسيين.

واستطرد قائلا: يتم منع التصريح بدخول العلاج لهم، بالإضافة إلى حالات التعذيب للمساجين للإكراه على الاعتراف، وداخل السجون كما حدث مع متهمين الدفاع الجوي، بجانب زيادة عدد الأفراد داخل السجون بمعدل غير طبيعي داخل "الزنزانة" الواحدة مما يؤدي الى حالات الاختناق والوفاة، بسبب عدم تأهيل مستشفيات السجن لعلاج الحالات الحرجة والمتوسطة.
وأشار إلى أنه كحقوقي يرفض تلك الأساليب، ويلجأ وغيره إلى تحرير بلاغات ضد الداخلية، ونضغط بكل الأشكال ومنها الرأي العام ضد هذه الأساليب التي لا تتفق مع مواثيق حقوق الانسان، موضحًا أن وزارة الداخلية ترفض زياراتهم للسجون للوقوف على حالة المساجين وأوجه الرعاية التي تقدم لهم.

الطب الشرعي

5

وفي هذا الشأن قال الدكتور فخري صالح، بالطب الشرعي، إن السبب في حالات الوفاة ليست واحدة في السجون، بل تكون مختلفة حسب الحالة الصحية لنزيل السجن، وأيضًا عمره، وما إذا كان مصاب بأمراض مزمنة من عدمه، وأيضًا حالة "الزنزانة" وعدد من فيها وطريقة تهويتها.
وأضاف صالح في تصريح خاصة لموقع مصراوي، أن بعض حالات الوفاة تكون بسبب التزاحم والتكدس داخل مكان محدود لا يتناسب مع العدد الملائم، وعدم التهوية الجيدة لفترة زمنية طويلة مما يؤثر بالسلب على الجهاز التنفسي ومن الممكن أن يؤدي إلى الوفاة.

وأشار إلى أنه لا يمكن الجزم بسبب الوفاة إلا بعد الكشف الطبي والتشريح الدقيق لبيان سبب الوفاة، كما أن يتم سحب عينات فحص للسموم لبيان إذا ما كان المتوفي كان يتعاطى أي نوع من المخدرات، وإذا كان يعاني من أمراض مزمنة من عدمه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان