بعد اغتيال النائب العام.. رمضان بلون الدم في العالم
كتب – إشراق أحمد ويسرا سلامة:
"أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار هكذا وصف الرسول محمد شهر رمضان الكريم، الذي رأته جماعات الإرهاب في العالم ومصر أيضا بطريقة مختلفة في أول الشهر الكريم، لتتبدل رحمة النبي بما اسمته "غزوة رمضان"، بإعلان تنظيم الدولة "داعش" تصعيد الهجمات في شهر رمضان، وعلى الخطى ذاته سارت التنظيمات المعلنة تأييدها لـ"داعش" أو تنتهج العمليات المسلحة سبيل بشكل عام.
يوم الثلاثاء الماضي دعا أبو محمد العدناني المتحدث باسم داعش في رسالة صوتية إلى تحويل شهر الصيام إلى "شهر وبال" على من وصفهم بـ"الكافرين والشيعة والمرتدين من المسلمين" داعيا لمزيد من الهجمات في العراق وسوريا وليبيا.
في مصر والعالم، يرصد مصراوي حوادث التفجيرات بمختلف وسائلها، تمت مع بدايات الشهر الكريم، دون مراعاة لحرمة الدم والنفس وحق الإنسان المقدس في الحياة:
إعلان مقتل القضاة
بمقدمة تحمل عنوان "تصفية القضاة"، خرج مقطع مصور أمس الأحد 28 يونيو، مستهلا بآية قرآنية "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، ثم كلمات بصوت عربي فصيح عن رقي الدين الإسلامي، والتغيير الذي أحدثه في الأرض من الضلال إلى الهداية، لينتقل إلى مغزى "الفيديو؛ عرض العملية التي نفذها تنظيم ما يسمى ب"ولاية سيناء" في 16 مايو، وتبرير ذلك بوجود قضاة زعم أنهم "خانوا عهد الله وحكموا بقوانين الكفر في الناس.. برأوا المجرمين وحاكموا المسلمين المظلومين"، لينتقل المقطع المصور إلى سيارة المنفذين، حيث يصوب شخصان سلاحهما إلى أخرى يتربصوا بها، ويلقونها بوابل من الرصاص مع ظهور عنوان يقطع الشاشة "تصفية خمسة من قضاة الطواغيت" وعلى خلفية نشيدهم "صليل الصوارم".
ورغم أن تنفيذ العملية كان في السبت 16 مايو المنصرف، إذ تم استهداف سيارة "فان" تحمل عدد من القضاة بمدينة العريش، ولقي على إثره مقتل 3 من وكلاء النيابة العامة، وإعلان تنظيم "ولاية سيناء" المعلن لمبايعة تنظيم الدولة "داعش" لتنبيه العملية، غير أنه لم يكشف عن ذلك الفيديو إلا الأمس
النائب العام و11 شخص في سيناء
صباح اليوم 29 يونيو بمنطقة مصر الجديدة، وقع انفجار بطريق موكب النائب العام هشام بركات، ليسفر العملية المستهدفة عن مصرع النائب العام، وإصابة 9 أشخاص، فضلا عما نجم من تلف عدد من السيارات، والمحلات، وواجهات العقارات، وقد أعلنت ما تسمى بـ"حركة المقاومة الشعبية" مسؤوليتها عن الحادث، غير أن فداحة الحادث، ونيله من منصب رفيع بالدولة، كان له الأثر في خفوت خبر مقتل مدير هيئة الطرق والكباري بشمال سيناء "محمد أحمد" ومهندس اخر، وإصابة نحو 11 شخص إثر انفجار عبوة ناسفة في السيارة التي كانت تقلهم قرب قرية الخروبة جنوب الشيخ زويد.
وشهدت مدينة دمنهور بالبحيرة السبت الماضي، تفجيرا إرهابيا بمحيط مجمع مواقف السيارات، والذي أسفر عن مقتل اثنين، وذلك بعد تحطم أحد الاتوبيسات السياحية، ووفقا لتحريات المباحث الجنائية بالمحافظة، بعد وفاتهما بعبوة ناسفة، دون وضوح حقيقة انتمائهما لأي تنظيم.
اليمن.. سيارة مفخخة
في 20 يونيو، تبنى تنظيم الدولة "داعش" أيضا حادث تفجير سيارة مفخخة في صنعاء القديمة باليمن، وذلك بجوار حسينية قبة المهدي جوار باب السباح، لتسفر عن مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين بجروح، ضمن عمليات عسكرية تبناها "داعش" ما اسمته "ثأرا للمسلمين من الحوثيين".
لم تكن تلك العملية الوحيدة بسيارة مفخخة في صنعاء، بعد أن انفجرت 4 سيارات مفخخة في صنعاء مع أول أيام الشهر الكريم، منهم اثنتان بالقرب من مسجدين، تبناها أيضا تنظيم الدولة "داعش".
العراق.. 10 قيادات حكومية
في الاثنين 22 يونيو، راح 10 من قيادات حكومية بالعراق ضحية هجمات لتنظيم الدولة الإسلامية داعش، بعد هجمات من مسلحين أطلقوا الرصاص على عربة تقل مسؤولين بوزارة الداخلية منهم ضابطي مباحث، فيما أكدت مصادر إصابة سبعة جراء تلك الأحداث العنيفة.
وتعد تلك الحادثة حلقة من سلسلة حوادث تواجه العراق، في الوقت الذي سيطر فيه تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من العراق وسوريا في الصيف الماضي.
الكويت.. تفجير الإمام الصادق
وتواصلت نيران الإرهاب في "الكويت"، البلدة العربية الصغيرة والبعيدة عن نيران العصابات الإرهابية مثل بلاد الشام والعراق، لتطالها حادث تفجير في الجمعة الماضية، بعد تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، والذي حدث أثناء صلاة الجمعة بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، والذي أسفر عن سقوط 27 قتيلا وأكثر من 220 مصابا، بينهم 3 قتلى إيرانيين.
رجل يقوم بعملية انتحارية، هكذا تم تفجير الكويت بحسب شهود عيان لوكالة "رويترز"، في الوقت الذي انتشرت فيه أجساد الضحايا ملطخة بالدماء خارج المسجد، وقد أعلنت السلطات بالأمس القبض على مالك السيارة التي أقلت الإرهابي الى مسجد الصادق، بعد أن أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تبنيه الحادث.
تونس.. هجوم على سائحين
في مدينة سوسة التونسية، شهدت المدينة التونسية الساحلية حادثا إرهابيا في هجوم انتحاري في منطقة القنطاوي السياحية على الساحل الشرقي، حيث تسلل في الجمعة الماضية أحد المسلحين ببندقية كلاشينكوف، ليلقي رصاصه على أكثر من 38 سائحا مستلقين على الشاطئ، وأعلن تنظيم "داعش" أيضا تبنيه الحادث.
الحادث الإرهابي أثر على حركة السياحة بشكل ملحوظ في المدينة الساحلية، حيث ألغى عدد من السائحين حجوزاتهم في الفنادق، كما أنه يعد الحادث الإرهابي الأول الذي يستهدف الفنادق السياحية بتونس، منذ انتهاء حكم زين العابدين بن علي.
فرنسا.. حادث بعلم داعش
حادث آخر هز منطقة "سان كانتان فالافييه" في مدينة ليون الفرنسية، إذ سقط قتيل وأصيب جريحان، وبعد أن نفذ الهجوم "ياسين صالحي" -35 عاما-، والذي قطع رأس مديره في العمل وقام بتفجير عددا من قوارير الغاز بداخل مصنع الغاز العامل به، وذلك أيضا صباح الجمعة الماضية.
عقب الحادث، أعلنت داعش تبنيها للحادث، وذكرت مصادر لـ"فرانس برس" أن "صالحي" نفذ العملية وهو يحمل راية تنظيم الدولة الإسلامية، في الوقت الذي أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الهجوم يعد عملا ارهابيا، وتجرى التحقيقات من أجل امكانية وجود منفذ ثانٍ في الحادث.
فيديو قد يعجبك: