أزمة "السايس" مع المواطنين..أكل عيش أم بلطجة برعاية الحكومة - (تقرير)
كتب- أحمد لطفي وعبير القاضي:
"هتركن يا باشا.. قدامك قد إيه.. هتتاخر" كلمات تسمعها كل يوم أثناء محاولتك للبحث عن مكان لسيارتك، فعلى الرغم من تواجد أماكن كُثر موازية للرصيف تسهل وقوفك، إلا أنك تجد أمامك ما يطلق عليه بـ"السايس"؛ الذي يأخذ منك أموالا مقابل وقوف السيارة دون وجه حق، ولم تحصل الدولة أيضا على حقها من امتلاك الشارع.
مئات من "السُياس"، يقفون في عدة شوارع سواء سعيًا للرزق أو فرض إتاوات على البشر، يفرضون قيمة مالية مختلفة تتوقف حسب المنطقة أو مظهر الشخص أمامهم في بعض الأحيان؛ وسط غياب للدولة عن دورها الرقابي وحماية المواطن من جشع السُياس العشوائيين.
بلطجة برعاية المواطنين
قال اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة، إن أجهزة المحافظة تقوم دائماً بحملات إزالة "السُياس" بشكل دوري، ولكن دون جدوى، وليس للمحافظة طرق أخرى للقضاء عليهم، وكل ما تملك هي المواقف التابعة لها.
وأضاف الهراس، في تصريح خاص لمصراوي، اليوم الثلاثاء، "أن ما يفعله السُياس ما هو إلا بلطجة، برعاية المواطنين الذين يعطونهم أموالا دون وجه حق"،- على حد تعبيره، لافتاً إلى أن هؤلاء السُياس مثلهم مثل الباعة الجائلين، نرفض التعامل معهم أو تقنينهم أو ترخيصهم، لأن الشوارع خاصة بالحكومة وليست ملكية خاصة.
وطالب نائب محافظة الجيزة، المواطنين بعدم الاستجابة لهؤلاء ما وصفهم بـ"البلطجية" وعدم دفع أى أموال مقابل إيقاف سياراتهم في الشوارع العامة، معلقًا: "اللي هيتعرض لأي مشكلة يتواصل مع المحافظة وهنجيبله حقه"، وأن المواطنين هم المشجعون على انتشار هؤلاء.
"كر وفر"
وفي نفس السياق، قال العميد خالد الأعصر، مدير مرافق شرطة الجيزة، إن السُياس لهم دور كبير في الحفاظ على السيارات في الشوارع العامة، ولكنهم أصبحوا كثيرين بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأصبحوا بلطجية، مشيراً إلى أن الإدارة تقوم بحملات دورية للقبض عليهم، والحد من بلطجتهم على المواطنين.
وأضاف الأعصر، في تصريح خاص لمصراوي، اليوم الاثنين، "إحنا في عمليات كر وفر لغاية لما نتخلص من تلك الظاهرة، وتبقى الشوارع منظمة دون بلطجية، لو هما بياخدوا فلوس بالمعقول كنا سبناهم أنما هما يبلغون في الأجرة المطلوبة".
وطالب مدير مرافق شرطة الجيزة، المواطنين باستقلال المواصلات العامة، للتخفيف من حدة الزحام المروري المتواجد في كافة محافظات الجمهورية، مؤكداً أن المواصلات العامة آمنة ولا يوجد بها اى نوع من التحرشات، و ن هذه الخطوة ستوفر على المواطن مصاريف البنزين، والضغط النفسي الذي يتعرض له قائد السيارة من تكدس السيارات.
وأكد الأعصر أن شرطة المرافق تساعد على تنفيذ القوانين، وتقوم بحملات دورية بالتعاون مع رؤساء الأحياء.
"السُياس": أفضل من التسول
"أنا عارف اللي بنعمله بيستفز الناس" هكذا بدء أحمد أحد السُياس بمنطقة جامعة الدول العربية بالمهندسين، مؤكداً أنه ليس بلطجيا، بل الحصول على لقمة العيش وعدم وجود فرص عمل مناسبة جعلته في هذه المهنة "معايا دبلوم صنايع ونفسي البلد تبص علينا وتراعينا علشان احنا ولادها، وبنأجر للسيارة الواحدة بـ 150 جنيه في الشهر، أو 10 جنيه في اليوم، وعارف أن من حق الناس تركن ببلاش علشان ده شارع عام بس لو معملناش كده هنموت من الجوع، وأدينا بنشتغل بدل ما نشحت".
واتفق "صلاح" أحد سُياس منطقة الدقي، مع رأي أحمد؛ في أنه لم يجد فرصة عمل "أنا لو معملتش كده ولادي هيموتوا من الجوع، والتسعيره هنا 15 جنيه وساعات بتبقى 10 جنيه والشهر بـ 400 جنيه، الناس أغنياء ومش هيفرق معاهم الملاليم ديه، أنا بوفرلهم ركنه يومياً وهما بيوفروا ليا قوت يومي".
وفي ذات السياق، قال رمضان، الذي يعد أقدم سايس في منطقة المهندسين منذ ثلاثين عاما بشارع سليمان أباظة، "ورثتها عن أجدادي، وهي مصدر رزقي، أو مش بغصب الناس على دفع تسعيره معينه كل واحد على حسب رغبته، وساعات الشرطة بتيجي تاخدنا وبنخرج بكفالة 51 جنيه، وساعات بنرضى أمناء الشرطة علشان أكل عيشنا، كمان في شركات بتتفق معانا نحجزلها أماكن علشان الموظفين لأنهم مش هيقدروا يعملوا ده بشكل قانوني، وكله بالحب".
فيديو قد يعجبك: