بعد إحالة صاحب اقتراح "كشف العذرية" للقيم.. طالبات الجامعة: ليس كافٍ

كتب- محمد قاسم:

خرج النائب البرلماني إلهامي عجينة، صاحب التصريحات المثيرة للجدل بتصريح عن مقترح لإجراء الطالبات غير المتزوجات، كشوفا تؤكد عذريتهن، من أجل مواجهة ظاهرة الزواج العرفي في الجامعات، أشعل غضب الجامعات بمسؤوليها وطلابها فأحرج غضبهم مجلس النواب وأحال النائب إلى لجنة القيم للتحقيق، لكنه بالنسبة لعدد من الطالبات ليس كافٍ مطالبين بضرورة محاكمته.

كان الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب ، أعلن الثلاثاء الماضي، إحالة النائب إلهامي عجينة إلى لجنة القيم للتحقيق معه بشأن ما بدر منه من تصريحات تسيء لفتيات مصر، والتي طالب فيها بكشف العذرية عن طالبات الجامعات: "بمجرد وصول أكثر من شكوى، بادرت على الفور بإحالته إلى مكتب المجلس للتحقيق معه، وتمت إحالته للجنة القيم التي ستوافينا بالقرار التي ستصل إليه ونحن بانتظار هذا القرار".

وقالت ندى ممدوح، طالبة بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، إن "عادتنا وتقاليدنا ترفض تلك الإساءة والإهانة التي أثارها النائب المختل، ولابد من طرده من البرلمان ثم محاكمته لأن قذف فتيات بغير الحق ولا أظن أنه سيرضى أن يحدث ذلك لإبنته".

وتابعت، أنه "كنائب عن الشعب مفروض يقترح أراء تشجع الطلاب على الجامعة ولا تُنفرهم منها"، متابعة "لو هيتم تطبيق المقترج ده هقعد في البيت بكرامتي ومش هتعلم".

وقالت نسمة عبد الكريم، طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن ما قاله هذا النائب يمثل إهانة للفتيات وبدلًا من أن يركز على تطوير التعليم الجامعي ومناهجه وتكييفه معه سوق العمل يفكر في كسر ثقة البنات أمام المجتمع ككل لن نقبل به كطالبات.

فيما اعتبرت سمية كمال، طالبة بكلية آداب حلوان، تصريحات "عجينة" إهانة لنساء مصر جميعًا، ويدل أن فكر المؤسسات في مصر يتعمد إهانة كرامة المراة دائما، وانتهاك أجسادهن، ويتعارض مع حقوق الأنسان التي هو عضو في لجنتها بمجلس النواب.

وخلال دور الانعقاد الأول للبرلمان كان "عجينة" عضوًا بلجنة حقوق الإنسان.

وأوضحت أن "عجينة وغيره ممثلين عن الشعب اللي من المفترض بيشرعوا القوانين أصلًا لحماية حقوقنا وحريتنا وأجسادنا، بيطلب بمنتهى البساطة بتوقيع كشف عذرية على البنات وإمتهان كرامتهن وحريتهن!".

ورأت أن زعمه بأن ذلك المقترح حل لمشكلة الزواج العرفي في الجامعات غير صحيح بالمرة لأنها مشكلة للمجتمع ككل يجب البحث عن جذورها، والمقدمون على الزواج العرفي في الجامعات قليلون وفقًا لحديثها.

فيما قال حسام شورى، الطالب بقسم الإعلام بآداب حلوان، إنه "غير مهتم تلك التصريحات لأن أغلب النواب يقولون ما لا يفعلون، ولا أعرف شكل النائب الذي قال ذلك أصلًا، فضلًا عن أن ما قاله النائب درب دروب الخيال ولايمكن يحدث".

بالنسبة للجواز العرفي، يقول شورى: "أظن أنه بقى موضة قديمة، وحاليا هناك ماهو أكثر"، مضيفًا: "ذلك المقترح يدل على محدودية تفكير الذي يدعى نائبًا للشعب بدليل تصريحاته عن الختان وضعف الرجال جنسيًا!".

واثبتت آخر الدرسات للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن الزواج العرفي في الجامعات سبتمبر 2012، شملت 18 جامعة حكومية وخاصة، أن نسبة الزواج العرفي تقل عن 0.3% (عددهم 7 حالات من إجمالي 2616 طالبا وطالبة ما بين 18 - 23 سنة شملتهم الدراسة). كما أن 16.6% من الطلبة يعرفون شخص متزوج عرفيًا.

فيما هاجمت رضوى حسنى طالبة بألسن عين شمس، "عجينة"، وقالت: "هو المفروض عشان كائن زي ده يسكت، يتشال من البرلمان أساسا عشان نبطل نسمع كلام مقزز زي ده كل شوية".

وقال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة لن تتنازل عن حقها وحق طلابها، تجاه التصريحات المسيئة والتي تستهدف أعراض الفتيات، قائلا: "قدمت بلاغا للنائب العام ضد كل من النائبين إلهامي عجينة ويسري المغازي، وانتظر الحبس لكل منهما طبقا للدستور والقانون".

وشدد نصار، على أن الجامعة لن تتنازل ولن ترضخ لأي ضغط، مشيرًا إلى أنه تقدم ببلاغ للنائب العام طبقا لمسئوليته القانونية كرئيس لجامعة القاهرة، واستجابة لأراء وطلبات طلاب الجامعة.

وأوضح نصار، أن الجامعة بها نسبة 56% فتيات، وأن 80% من المتفوقين بالجامعة فتيات، مشيرًا إلى أنه تم تعيين 8 معيدين هذا العام منهم 7 فتيات، وطالب واحد بكلية الإعلام، مؤكدا أن الوضع الآن تغير بجامعة القاهرة، وأن الكليات كانت منغلقة على الأولاد لعدة سنوات، مثل كلية الحقوق أصبح 60% من الأوائل فيها من الفتيات، موضحًا أن التطور الذي مكن للفتاة حتى تنال هذا القسط من التعليم والتفوق، لابد أن يحتضنه ثقافة مجتمعية داعمة.

فيما علق الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على ما أثاره النائبان، قائلًا: "عيب وميصحيش". مطالبًا بعدم التطرق لهذه الأمور مرة أخرى حفاظًا على سمعة الطالبات المصريات.

وأضاف الشيحي، في تصريحات على هامش زيارته لجامعة حلوان، أن الجامعات المصرية بخير، مؤكدًا أنه يرفض الإساءة للجامعات المصرية وطلابها مهما كان.