11 نوفمبر.. دعوات "مُجهضة" روج لها أم "ثورة غلابة"؟ (تقرير)
كتبت- عبير القاضي:
أطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الأجتماعي، للتظاهر في الحادي عشر من نوفمبر تحت شعار "ثورة الغلابة"؛ احتجاجًا على "الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار". بينما استنفرت السلطات الأمنية جهودها لمواجهة هذا الدعوات في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة حزمة من القرارات الاقتصادية تمهيدًا للمضي قدمًا نحو تنفيذ برنامجها الاقتصادي.
"دعوات مُجهضة"
ويرى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية سعد الزنط أن "هذه الدعوات مجهضة منذ إطلاقها على الأرض"، مضيفًا أن جماعة الإخوان التي صُنفت بالإرهابية "فقدت القدرة على الحشد والتمويل كما أن قياداتهم غائبة عن الساحة الآن".
ويقول فتحى رامي، أحد سكان شبرا، إن من يتبنى أو يدعم هذه الدعوات "عايز يوقع البلد"، واصفاً إياها بـ"الخراب وتدمير لمؤسسات الدولة" مضيفًا "إحنا ما صدقنا إن مصر تشد حيلها وتقف على رجلها، احنا تعبنا من عدم الاستقرار وعايزين البلد تفوق".
وفي منتصف أكتوبر الماضي، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حوار له مع رؤساء تحرير الصحف القومية إن "المصريون أكثر وعيًا مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يسىء، لذا كل الجهود التى تبذل من جانب هذه العناصر وأهل الشر مصيرها الفشل".
وأضاف السيسي "جزء كبير من استقرار الحالة الأمنية يأتى من وعى المصريين وليس فقط من جهد مؤسسات الدولة والشعب المصري يُدرك محاولات إدخالنا إلى دوامة الضياع، ولكن الشعب يضع بلده نصب أعينه، لذلك كل تلك المحاولات فاشلة وستفشل".
"الإعلام مسؤول"
القى اللواء جمال أبو ذكري، مساعد أول وزير الداخلية السابق، اللوم على وسائل الإعلام المختلفة، لترويجها لهذه الدعوات، وقال إن الإعلام هو المسؤول الأول عن رواج هذه الدعوات والشعب المصري لا يعرف عنها أي شىء".
وأضاف ذكري أن "من ينتوي المشاركة في هذه الدعوات مُتخوف من السيطرة المُحكمة لقوات الأمن"، متوقعًا بأنها ـ أي الدعوات ـ لن تلقى أي استجابات. ووجه حديثه للإعلام بأن يتوقف عن الترويج بطريقة غير مباشرة لهذه الدعوات التي وصفها بأنها فاشلة وغير قانونية.
بينما يقول "ع.يوسف" أحد سكان إمبابة، "دي ثورة غلابة، احنا عايزين البلد يتصلح حالها، وعارف إن كلامي ده ممكن يحبسني بس هعمل إيه". واختلف معه علياء حسين، إحدى سكان ميت عقبه بالجيزة، "لم أفكر في النزول رغم بعض المشاكل. فترة وهتعدي، ولازم نتجاوزها كلنا."
"إرهاب الدولة"
ويُعاود الزنط حديثه "الغرض من تلك الدعاوي، هي إرهاق مؤسسات الدولة وارباكها"، مضيفًا أن الحكومة أعلنت تحديها لتلك الدعوات حينما أصدارت حزمة من القرارات الاقتصادية في هذا التوقيت ولم ترهب من مروجيها."
وشددت أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية إجراءاتها التأمينية وأعلنت استنفارها بمحيط الأماكن الحيوية؛ تحسبًا لوقوع أية هجمات إرهابية أو عمليات تخريبية خلال الفترة القادمة خاصة المتزامنة مع هذه الدعوات.
ويؤيد كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، ما قاله الزنط. يقول "هذه الدعاوى هدفها الفوضى، جميع الدول المتقدمة يوجد بها تظاهرات ولكن بتصريحات أمنية مُسبقة، لحماية المتظاهرين من حدوث أي عمليات عنف محتملة".
غير أن الهلباوي طالب الحكومة بمصارحة المصريين في كافة القرارات الصعبة التي تتخذها. مبررًا ذلك "حتى لا تحدث حالة من الاحتقان غير المبرر."
وكان قد طالب المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بإعداد تقرير عاجل عن هذه الدعوات. كما شدد على أهمية رفع تقارير أمنية عن الدعوات والداعين لها، وكيفية التعامل معها، ورأي الجهات الأمنية المعنية بهذا الشأن.
فيديو قد يعجبك: