إعلان

جولات شيخ الأزهر الخارجية.. هل يصلح "الطيب" ما أفسده المتطرفون؟

07:37 م الخميس 03 نوفمبر 2016

الدكتور أحمد الطيب

كتب - عبدالرحمن أحمد:

بعد أن زادت أصابع الاتهام الموجهة إلى الدين الإسلامى من قبل الدول الغربية نتيجة لارتفاع وتيرة العنف والأعمال الإرهابية التي تنفذها الجماعات التي تتحدث باسم الدين الإسلامي، وجد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أنه لا مفر من القيام بعدة جولات خارجية، لنفى كل التهم التى وجهت إلى الدين الحنيف.

وعلى الرغم من أن جولات الإمام الأكبر الخارجية، بدأت عقب توليه منصبه بخمسة أعوام، إلا أن البعض رأى أنها خطوة هامة فى طريق مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التى انتشرت بكثرة خلال الفترة الماضية.

إندونيسا

بدأ الإمام الأكبر، أولى جولاته الخارجية من أكبر بلد إسلامى فى العالم وهى دولة إندونيسيا، فى الــ21 من فبراير الماضى، لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، والتحديات الراهنة التى تواجهها، مع الرئيس ويدودو.

وأطلق الطيب، من العاصمة جاكرتا دعوة للتسامح بين علماء الأمة ونبذ الفرقة والتعصب المذهبى فيما بينهم. وطالب الإمام الأكبر، خلال لقائه مجلس علماء إندونيسيا، العلماء بنشر سماحة الدين الإسلامى ووسطيته التى تدعو إلى التعايش وقبول الآخر وعدم إقصائه.

ألمانيا

ألقى شيخ الأزهر، خطابا عالميا للمجتمع الغربى من البرلمان الألمانى "البوندستاج"، منتصف مارس الماضى، أكد خلاله أن علماء الأزهر يواجهون الأفكار المغلوطة التى تحرف الدين وتستغله فى الدعوة إلى الفتنة العمياء التى تستحل الدماء وتدمر الأوطان.

وأثنا الإمام الأكبر، على دور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لموقفها تجاه اللاجئين الفارين من جحيم الحروب، وإشادتها بالإسلام قائلة إنه جزء من ألمانيا.

نيجيريا

فى الـ16 من مايو الماضى، استهل شيخ الأزهر أولى جولاته لقارة إفريقيا، بزيارة إلى نيجيريا، التقى خلالها الرئيس محمد بخارى لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف.

ووجه "الطيب" كلمة للشعوب الإفريقية من العاصمة "أبوجا" أكد خلالها أن جماعات التطرف والإرهاب تسعى دوما لتشويه صورة الإسلام، وتصويره على أنه دين عنف ودماء وتوحش. وزار الإمام الأكبر للمرة الأولى مخيم اللاجئين بالعاصمة النيجيرية " أبوجا" فى رسالة تؤكد تضامن الأزهر الشريف، مع النازحين من بلادهم جراء الحروب.

وقال شيخ الأزهر لأبناء المخيم "نحن معكم ولن نترككم، ومتضامنون مع قضيتكم، وسنقدم الدعم والمساعدات لكم كى تعيشوا فى أمن وسلام".

وقالت مصادر بالأزهر الشريف، إن الإمام الأكبر تخوف من مواجهة جماعة الإخوان المنتشرة هناك بكثرة خلال زيارته، بعد أن هاجم بعض أعضائها وفد دار الإفتاء المصرية أثناء وجودهم هناك قبل عدة أشهر.

الفاتيكان

وفى موقف يدل على سماحة الإسلام ووسطيته، قام شيخ الأزهر بزيارة إلى الفاتيكان فى الــ21 من مايو الماضى، بدعوة من البابا فرنسيس، بعد انقطاع بينهما دامس خمس سنوات، بسبب تصريحات البابا المسيئة للإسلام عام 2011، بعد حادث كنيسة القديسين.

وبمجرد، أن تلقت مشيخة الأزهر دعوة لزيارة الطيب للفاتيكان، أعلنت تلبية النداء كخطوة منها لإعادة العلاقات مرة أخرى بين الجانبين.

واتفق شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان على عقد مؤتمر دولى عن السلام خلال يناير المقبل. وزار شيخ الأزهر فى الـ24 من مايو الماضى، العاصمة الفرنسية باريس، ووجه خطابا عالميا للشعوب الأوروبية.

مؤتمر أهل السنة والجماعة

كما ألقى شيخ الأزهر، الكلمة الرئيسية لمؤتمر "أهل السنة والجماعة" الذى عقد نهاية أغسطس بالشيشان، فى أول زيارة للعاصمة جروزنى. والتقى خلال الجولة الرئيس الشيشانى رمضان قاديروف، الذى أعرب عن سعادته بزيارة الإمام الأكبر للبلاد.

ووجه الطيب، كلمة للأمة عبر مؤتمر " أهل السنة والجماعة"، أكد خلالها أن الجماعات التكفيرية لا علاقة لها بأهل السنة، وأن العولمة تسيطر على الشرق بالتبشير بأمراض خلقية وحريا فوضوية.

البحرين

وزار الإمام الأكبر دولة البحرين، وفى الـ27 من سبتمبر الماضى، والتقى العامل الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وترأس الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب.

ووجه الطيب، كلمة للأمة الإسلامية بحضور العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكد خلالها على ضرورة الوحدة والاصطفاف ونبذ الفرقة والشقاق وتفويت الفرصة على على المتربصين بأمن الأمة واستقرارها. وبعدها بأيام زار شيخ الأزهر، سويسرا لترأس جلسة الحوار بين الشرق والغرب، وألقى كلمة من المعهد المسكونى بمدينة "بوسيه".

الإمارات

وشملت الزيارات دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال اليوميين الماضيين، لترأس الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، وتوجيه كلمة للأمة من هناك. وقال إن مآسي البشرية مردها إلى شيوع الفكر المادي وفلسفات الإلحاد أو السياسات الجائرة التي أدارت ظهرها للأديان السماوية، لافتا إلى أن التقدم العلمي المذهل لم يواكبه تقدم موازٍ في الأخلاق والقيم.

الفائدة من جولات شيخ الأزهر

من جانبه، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إن جولات الإمام الأكبر الخارجية هامة لنشر صورة الإسلام السمحة، ومواظهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، فى هذا التوقيت الصعب الذى يمر به العالم أجمع.

وأضاف شومان - فى تصريح لمصراوى، اليخميس - أن جولات الإمام الأكبر الخارجية، ليست بروتوكولية، بل تأتى لتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام وحل المشكلات التى تواجه العالم الإسلامي فى ضوء المشتركات الإنسانية والأعراف المتفق عليها، لافتا إلى أن الزيارات لها مفعول كبير.

وشدد شومان، على أنه لا بد للعالم أن يعي أن ثقافة الحرب والقهر وفرض الأمر الواقع بالقوة قد انتهت، مهما كانت قوة الدولة التى تتبنى ذلك، وهذا لن يحل المشاكل أو يُنهى الصراع. وأضاف أن الأزهر اختصر الطريق ووجه نداءاته للجميع بالعمل معا فى ضوء المشتركات الإنسانية الموجودة فى الديانات، مشيرا إلى أن جولات الطيب مصارحة ومكاشفة أفضل من الدبلوماسية وعباراتها المجاملة.

واعترف شومان، بانخفاض زيارات شيخ الأزهر لقارة إفريقيا، قائلا إن الأمر يعود لوجود اضطرابات فى بعض دول القارة السمراء، وعدم تمكنها من تأمين لقاءات الإمام الأكبر.

وأثنت الدكتورة أمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عضو مجلس النواب، على الجولات الخارجية التى يقوم بها الأكبر، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون هناك دورا فعالا للدكتور أحمد الطيب فى الخارج.

وقالت فى تصريح لمصراوى، إنه حدثت حالة من الفتور والتراجع الكثير لفاعلية ودور الأزهر الشريف خارجيا، ومحاولات الإمام الأكبر لإعادة إحياء دور المشيخة مرة أخرى أمر جيد. وأشارت إلى أن دور الأزهر داخليا ليس قويا كما يجب، مطالبة أئمة المساجد بأن يكون لهم دورا فعالا فى إصلاح العيوب التى طرأت على الشعب المصرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان