من حلب لإدلب.. الشعب السوري يُقتلع من أرضه - تقرير
كتبت- ندى الخولي:
"لم تسقط حلب.. بل سقطت أخلاق العالم أجمع"، قالها المحلل السياسي السوري، تيسير النجار، قبل أن يصمت لحظات ويستجمع فيها كلماته، ليصف ما يحدث في مدينة حلب السورية بـ"الشعب يُقتلع من أرضه على مرأى ومسمع العالم أجمع".
كان الجيش السوري المدعوم بقوات روسية وإيرانية، قد أعلن تحقيق مكاسب جديدة أمس، بعدما سيطر على معظم أحياء مدينة حلب السورية.
وأفادت الأمم المتحدة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن "القوات الموالية للحكومة السورية تقتحم الدور في حلب الشرقية وتقتل سكانها بمن فيهم النسوة والأطفال."
وتعتبر حلب أكبر ثاني مدينة سورية، والعاصمة الاقتصادية لسوريا، ولها أهمية من حيث موقعها الجغرافي وعدد سكانها. كما أنها أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان.
وتقع حلب شمالي غرب سوريا على بعد 310 كم (193 ميلاً) من دمشق. كما أنها تعد أكبر مدن بلاد الشام، وأقدم مدينة في العالم.
يضيف النجار "القوة الهاجمة على حلب مكونها 10% فقط من جيش بشار الأسد، و90% جنود من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني والعراق وكوريا الشمالية"، متابعا "هذا القوات مهمتها الأساسية أن تهدم وتُرحل كل من يحتج على النظام في سوريا، فكانت النتيجة أن ثلثي الشعب السوري لاجئ حول العالم".
وعن مصير المعارضة السورية في حلب، واحتمالات اللجوء شرقا نحو إدلب على الحدود التركية، قال النجار "حلب لن تنتهِ وستستمر، وسبق للمعارضة والثوار أن استعادوها بعد تقدم قوات النظام في مرات سابقة".
وأشار إلى أن "التعويل على انتصار القوات النظامية المدعومة من روسيا وإيران في معركة حلب، هو أمر مرفوض، وعلى المعارضة أن يعيدوا تنظيم أنفسهم وهياكلهم، وطرح كوادر جديدة وقواعد اشتباكات وتمركزات مختلفة لضمان الاستمرار".
مدينة إدلب هي مركز محافظة إدلب الواقعة في شمال سوريا، يطلق عليها إدلب الخضراء لكثرة أشجار الزيتون فيها. تقع في الجنوب الغربي من مدينة حلب وتبعد عنها 60 كم وعن اللاذقية 132 كم وعن دمشق 330 كم وعن حمص 168 كم وعن حماة 105 كم. وهي المنطقة الإدارية الأولى في المحافظة (مركز المحافظة).
وبشأن الخسائر السياسية للمعارضة السورية وانعكاسها على طاولة المفاوضات، أكد المحلل السياسي السوري، أن الأمم المتحدة أجرت استفتاءً منذ يومين بين دول العالم للتوصيت على الشأن السوري، وخرجت توصيات ومطالبات لصالح المعارضة، وكانت النتيجة هي مذبحة أمس في حلب"، معتبرا أن النظام السوري لا يعتد بالتفاوض ولا بالمطالبات الأممية- على حد تعبيره.
وأعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية حصوله على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيا أعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية، وقال ناطق باسم المكتب إنه "يبدو أن المشاعر الإنسانية انهارت تماماً في حلب."
ومن جانبه، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 415 مدنيا و364 من مسلحي المعارضة على الأقل قتلوا في الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون منذ 15 نوفمبر، بينما قتل 130 مدنيا في حلب الغربية جراء قصف المعارضة.
وفيما رفض المحلل الاستراتيحي والسياسي السوري، ميسرة بكور وصف "المعارضة السورية"، متمسكا بـ"الثورة السورية"، فقال "نحن لم نكن معارضة، نحن ثورة لأن بشار الأسد ليس رئيسا شرعيا لنعارضه، وتحولنا بمرور الوقت لحركة تحرير وطني ضد الاحتلال الروسي الإيراني".
كما رفض بكور مصطلح "تفاوض"، وطرح "سؤالا استنكاريا استفهاميا" على حد قوله، مفاده "رفضت روسيا المناشدات الدولية لانقاذ أطفال حلب، فعن أي معارضة تتحدثون".
وأكد بكورة أن روسيا وإيران أرادتا أن تجعلنا من حلب "دعاية إعلامية ضخمة تعلن بها انتهاء الثورة السورية للأبد"، متوقعا أن تتوجه أنظار "المعارضة حاليا تجاه إدلب وباب والاقتراب من الحدود التركية باعتبراها المنفذ الوحيد حاليا لوصول الإمدادات الإنسانية".
كان طريق الكاستيلو بمثابة شريان الحياة لمدينة حلب وأهلها، وآخر طرق إمداد المعارضة المسلحة في مناطق سيطرتها بالمدينة، والشريان الإنساني الوحيد لتموين نحو 300 ألف إنسان يعيشون في أحيائها عبر ربطها بريف حلب وبالأراضي التركية.
وشهد هذا الطريق معارك شرسة للسيطرة عليه بين فصائل المعارضة وقوات نظام بشار الأسد وحلفائه، في محاولة لحسم الصراع داخل حلب وإحكام حصارها.
وأكد المحلل السياسي أن "المعارضة في سوريا لازالوا يسيطرون على 80% من درعا الجنوبية في الحدود مع الأردن، وأغلبية القنيطرة، ومحافظة إدلب وريف حالب بالكامل، فضلا عن اللازقية وريف حمص الشمالي وجنوب حماه".
فيديو قد يعجبك: