هل تُحدث قطر وقيعة بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي؟
كتبت- ندى الخولي:
أعربت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان لها أمس، الخميس، عن انزعاجها من الزج باسم قطر في تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة في مصر، باعتباره "أمرا مرفوضا"، بحسب البيان الذي يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية مؤخرا توتراً مع بعض دول المجلس.
أزمة أُثيرت مؤخرًا بين مصر والسعودية ـ أحد أعضاء المجلس ـ حينما صوتت مصر لصالح مشروعي قرار قدمتهما فرنسا وروسيا خلال جلسة مجلس الأمن بشأن الأوضاع في سوريا، في الثامن من أكتوبر الجاري. وهو الأمر الذي وصفه المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي بـ"المؤلم" و"غير المفاجئ." فضلاً عن توتر العلاقات أيضاً مع الدوحة عقب ثورة 30 يونيو 2013.
وتستضيف قطر قيادات من جماعة الإخوان التي تصنفها الحكومة المصرية كيانا إرهابيا وتجرم الانضمام لها.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف بن راشد الزياني، في البيان، إن "التسرع في إطلاق التصريحات دون التأكد منها، يؤثر على صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون ومصر".
وأكد الزياني على "ضرورة التواصل في مثل هذه القضايا الأمنية، وفق القنوات الرسمية لتحري الدقة، قبل نشر بيانات أو تصريحات تتصل بالجرائم الإرهابية، لما في ذلك من ضرر على العلاقات العربية ـ العربية".
وأعرب السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، عن قلقه إزاء البيان الصادر عن دول مجلس التعاون الخليجي الأخير، مفسرًا "لم أسمع من مسؤول مصري أنه زج باسم قطر في الحادث، وبالتالي لا يمكن التعامل مع هذه التصريحات بأنها تعبر عن الموقف المصري".
ويشار إلى أن وزارة الداخلية المصرية وجهت في بيان نشرته مساء الإثنين، أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين، وقالت إن قادتها المقيمين في قطر، يقفون خلف تمويل وتدريب منفذي التفجير الانتحاري الذي استهدف الأحد، الكنيسة البطرسية، وخلف 25 قتيلا وعشرات الجرحى.
واعتبر الشاذلي بيان دول مجلس التعاون الخليجي "غير موفق".
كانت شهدت العلاقات بين مصر ودول الخليج ازدهاراً ملوحوظاً عقب ثورة 30 يونيو حيث عبر الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة عن عمق العلاقات وأن "أمن دول الخليج هو بمثابة أمن قومي لمصر.
ويضم المجلس دول الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، دولة قطر، دولة الكويت.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، "طالما تحدثوا عن القنوات الرسمية للتواصل في كل ما يتعلق بالإرهاب؛ فكان من الأجدى أن يتم التواصل رسميا مع مصر بشأن تلك التصريحات، من خلال وزراء الخارجية أو السفراء، بدلا من إصدار بيان رسمي عن دول مجلس التعاون كافة".
وأضاف "نواجه عدو مشترك، والطريق لعلاج ومواجهة هذا الخطر يأتي من خلال وحدة الصف العربي".
من جانبه، رأى معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن البيان "متسق مع ذاته، ومع المواقف السابقة لدول مجلس التعاون"، ويأتي في نفس سياق الوضع العام فيما يتعلق بعلاقات مصر مع دول الخليج.
وأضاف سلامة، "للأسف تبين بعد عدة مواقف مماثلة سابقة، أن بعض من فريق الإعلام المصري يتحدث في شأن يخص أسرة حاكمة في دول مجلس التعاون، فتتعامل معه باقي الدول بمنطق الإسقاط السياسي، وتؤكد في كل بيان على التضامن الخليجي المشترك مع كل موقف يمثل خطرا على أي منها".
وعاد رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ليؤكد على أن "بعض الإعلام المصري يتعامل مع قضايا الخليج دون إدراك للحساسية الخليجية، ويراهن على إحداث شقاق بين الدول، وهو ما لا يتم السماح به مطلقا في دول مجلس التعاون".
ودلل سلامة على "حديث بعض وسائل الإعلام عن قطر باعتبارها دويلة وليست دولة، مساحتها لا تتجاوز مساحة أحد أحياء القاهرة، وهو ما تراه دول مجلس التعاون انتقاصا من أحد أعضاءها."
ولفت سلامة إلى انعكاس تلك الممارسات الإعلامية على أوضاع الجالية المصرية في دول الخليج البالغ عددهم قرابة 3 مليون مواطن، ما يضعهم في حرج كبير.
فيديو قد يعجبك: