مستقبل لاجئي سوريا في تركيا.. "فشل الانقلاب يٌبقي الوضع مستقر"
كتبت - ندى الخولي:
منذ أن رحبت تركيا باستقبال النازحين واللاجئين العرب، الذين فروا من حروب وأوضاع سياسية متوترة في بلدانهم؛ حتى أصبحوا جزءًا من المعادلة السياسية هناك .
فهؤلا يمثلون عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا في بلد يشهد توترات داخلية وخارجية نتيجة علاقاته المضطربة مع أنظمة سياسية في الشرق الأوسط والعالم، بحسب معارضين لانفتاح تركيا على اللاجئين.
بالأمس، وفيما برزت أولى مؤشرات الانقلاب العسكري في تركيا، قبل أن يسقط في غضون ساعات؛ توجهت أنظار كثيرة لمصائر وأوضاع اللاجئين والنازحين هناك.
العام الماضي، كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن تجاوز عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة 4 ملايين لاجئ. وقالت المفوضية إن معظم اللاجئين الفارين من الصراع الدائر في سوريا منذ أربع سنوات يقيمون في لبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا التي تستضيف عددًا منهم يفوق عددهم في أي بلد آخر ويبلغ 1.8 مليون سوريًا.
الحكومة التركية فتحت أبوابها للاجئين السوريين منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، وسمحت لهم بالعمل ضمن الحد الأدنى للأجور المقدّر بـ 1300 ليرة تركية، وتصرف حاليًا منحة شهرية تقدر بـ 1200 ليرة تركية للطلبة السوريين المنتظمين في الدراسة ضمن الجامعات التركية.
يرى رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، مختار الغباشي، أن أوضاع اللاجئين في تركيا لن تتأثر بـ"حركة التمرد وليس الانقلاب التي حدثت أمس"، مرجحًا أن تكون الإرادة السياسية التركية هي التي جهزت لهذا التمرد؛ من أجل حركة تطهير واسعة للقيادات العسكرية هناك.
وأشار الغباشي، إلى أن أوضاع اللاجئين قد تتأثر فقط في حالة ما إذا كان اللاجئون أو النازحون من الجنسيات الأخرى هم من سعوا لحركة تمرد في البلد التي يقيمون فيها، أو أن تكون أوضاع اللاجئين أو النازحين ضد الإرادة السياسية هناك، في هاتين الحالتين فقط، تتأثر أوضاع اللاجئين في أي دولة، وهو ما لا ينطبق على الوضع في تركيا، بحسب الغباشي.
"كانت تركيا قد سعت في وقت مبكر لفتح حدودها مع الدول العربية التي تشهد صراعات وتوترات سياسية؛ من أجل تسهيل حركة انتقالهم للعالم الغربي"، بحسب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، الذي أكد أن هذه الفرضية فشلت نتيجة عدم التوصل لاتفاق واضع مع الدول الأوروبية، التي أصرت على دخول اللاجئين والنازحين بتأشيرة.
أما عن تأثر المصريين المقيمين في تركيا بما حدث بالأمس، فقال الغباشي "مؤيدي الانقلاب العسكري على أردوغان كانوا في مصر لا في تركيا، بل أن عدد من الإعلاميين المصريين تحدثوا عن أن ما يدور في تركيا هو ثورة لا انقلاب"، مختتما حديثه بـ"محض أحلام وأمنيات".
تلك الرؤية اتفق معها خبير العلاقات الدولية ومدير مركز الدراسات الأوروبية والمتوسطية بمركز الأهرام، سعيد اللاوندي، معتقدًا أن أوضاع اللاجئين في تركيا لن تتأثر إطلاقًا.
وقال اللاوندي "اللاجئين السوريين تحديدًا كانوا بالنسبة لتركيا صفقة لتسهيل مصالحها مع أوروبا، كانت تحصل على امتيازات مالية تقدر بالمليارات، فضلًا عن الامتيازات الأخرى مثل الموافقة على ضمها للاتحاد الأوروبي وما إلى ذلك ".
كان مسؤول تركي وقيادي في حزب العدالة والتنمية الحاكم، فيسيل إيروغلو، قد قدر عدد اللاجئين السوريين في تركيا بنحو ثلاثة ملايين لاجئ. وقال في تصريحات صحافية في فبراير الماضي، إن الحكومة التركية قدمت مساعدات للاجئين السوريين منذ عام 2011 بقيمة 10 مليارات دولار، وهو رقم كبير جدًا، و"لذلك على الدول الغربية مد يد العون وبسرعة لتركيا من أجل عملية تهيئة البيئة الصالحة للعيش لهؤلاء اللاجيئن".
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية "اللاجئين كانوا تعساء جدًا بالأمس، ولكنهم بسقوط الانقلاب أصبحوا سعداء من جديد لأن سياسات تركيا بشأن ملف اللاجئين لن تتغير ما بقي أردوغان في سدة الحكم، حتى وإن عاد بسياسات أكثر بطشًا"، متوقعا أن "أردوغان ستقوى شوكته في المرحلة المقبلة، وسيعتبر نفسه حاكمًا بأمره".
فيديو قد يعجبك: