العدالة على "أنغام يوليو": "إديتني الثورة 5 فدادين.. والله هنيالي بأرضي يا عين"
كتب - مصطفى ياقوت:
في الوقت الذي انتفض فيه قطاع من الجيش لمواجهة النظام الملكي، والمطالبة بالقضاء على الإقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وجيش وطني قوي، وعدالة اجتماعية، بدعم تالِ من الشعب المصري، سيطرت الأنغام والكلمات الحماسية والثورية، على مخرجات المطربين، عقب ثورة 23 يوليو 1952، وهو ما بدا جليًا فيما شداه فنانو هذا العهد.
الفكر الشمولي للثورة بات الغالب على أغنياتها، لاسيما التعبيرات الحماسية، وتمجيد رموز الثورة، بوصفهم منقذي الوطن ومحرريه، في حين أسهب شعراء آخرون في تناول أهداف الثورة المعلنة؛ حيث تمتد مرآة الفن دومًا لتعكس رؤية المجتمع للأحداث المحيطة، والتي تؤثر بتبعيتها على أهدافه ومساعيه، فيما يعكف صانعيه على الخروج بمحتوى فني يعبر عما يشغل البال العام من قضايا، حتى يلقى المنتج استحسان المواطنين، وسعة الصيت.
وما دامت "العدالة الاجتماعية" هي أحد أهم الأسباب التي قامت لأجلها ثورة يوليو، شغلت حيزًا غير قليل في التراث الثوري الفني، ويتضح ذلك في أغنيات عبد الحليم حافظ، ومحمد قنديل ومحمد عبد الوهاب، وعبد الغني السيد، وكتابات مرسي جميل عزيز ومأمون الشناوي وأحمد شفيق كامل.
شدا حافظ، من كلمات مأمون الشناوي، أغنيته ثورتنا المصرية، والتي عدد فيها أهداف الثورة قائلًا "ثورتنا المصرية أهدافها الحرية، وعدالة اجتماعية، ونزاهة ووطنية... أراضينا في إيدينا قسمناها علينا، ح نصونها في عينينا، من نظرة أعادينا".
واستكمل عبد الحليم حافظ -الذي اعتاد تقديم أغنية جديدة كل عام في ذكرى الثورة- في أغنية بلدي يا بلدي، تأليف مرسي جميل عزيز، الحديث عن مفهوم العدالة الاجتماعية وفق الرؤية الشعبية قائلًا، "مبادئنا يعني ثورتنا يعني أمانة وشغل كتير، لو تخدم باشتراكيه وبذمة وهمة قوية، أنا زي ما قال ريسنا راح أشيلك جوا عنيا، وان خدت المركز جاه، ولعبت اللعب إياه ولا همك غير مصلحتك، وظلمت في خلق الله، هنقولك يا عديم الاشتراكية يا خاين المسئولية، وانت يا عامل وانت يا فلاح خليك صاحي اوعي تنام، ما تدي قد ما تاخد قد ما تضحكلك الايام".
ويرى حافظ أن مطالب الشعب في تحقيق العدالة الاجتماعية، قد تحققت بعد مرور 10 سنوات على قيام الثورة، عندما غنى من كلمات أحمد شفيق كامل"مطالب شعب"، والتي يقول فيها العندليب الأسمر، "النهاردة وكل عامل له نصيبه في مصنعه، النهاردة وكل فــلاح لـه قيراطه بيـزرعه، النهاردة وخير بلدنا كلها للشعب للشعب كله بأجمعه، بالعمل بالدم .. حنصون انتصارنا".
لم يكن حافظ، وحده هو من سخر موهبته لقضايا العدالة الاجتماعية، بين بني جيله، حيث تغنى عبد الوهاب، في "دقت ساعة العمل الثوري" بإرادة المصريين للمساواة والكرامة، قائلًا "هى إرادة شعب اتحرر يوم تلاتة وعشرين، طلع الفجر عليه كان عارف هو طريقه منين، راح للماضي بعت له جبابرة خلى عبيد الأرض أسياد، ميت سنة وأكتر قلته في عشرة لا رجعية ولا استعباد".
وأكدت الفنانة فايدة كامل في أغنيتها "دقت أجراس الحرية" وكلمات محمد كمال بدر، أن أبرز أهداف الثورة هو القضاء على النظام الإقطاعي، منشدة "انتصرت جماهيرنا على الاستعمار والرجعي ومعدش دخيل أو إقطاعي يتحكم في الشعب الواعي.. ثورة عربية اشتراكية من أجل كرامة الإنسان".
"الانتهازية التي وأدتها الاشتراكية" مثلت أهم انتصارات ثورة يوليو في وجهة نظر المطرب محمد قنديل في أغنيته "ثورة"، والتي يقول فيها "قمنا بثورة على الرجعية اللي زمان عملتها وسية.. تلعب فيها وتنهب فيها وافتكرتها لقمة طرية.. حطمناها موتناها ودفناها بالاشتراكية".
وعاد قنديل ليغني من كلمات حسين طنطاوي، "ع الدوار"، احتفاءً بمكاسب ثورة يوليو، خاصة للفئات التي كانت مهمشة إبان الحكم الملكي، قائلًا "كنا عبيد وبقينا أسياد، كنا فى ليل والنور انقاد، كنا صغار وبقينا.. ارفع راسك اوعى تطاطي، ولا تنذل لغير العاطي، واقلب أرضك عالي في واطي، خللى البور في بلدنا جناين خللي الصحرا تبقى مداين، لجل نعيش دايمًا أحرار".
واحتفل الفنان عبد الغني السيد، من كلماته، بتحقق مفهوم العدالة الاجتماعية وعودة أراضي المزارعين لذويها، مغنيًا "اديتني الثورة 5 فدادين والله هنيالي بأرضي يا عين.. انا أرضي الغالية بقت ملكي وخيرها ليا ولولادي من يومها خلاص مبقتش اشكي من غاصب واحد لبلادي".
فيديو قد يعجبك: