خطة (6*6) لإنقاذ السياحة.. الوزير يتحدى الفشل بـ"جدول ضرب" - (تقرير)
تقرير – محمود أمين:
أعلن الدكتور يحيى راشد، وزير السياحة، منذ توليه الحقيبة الوزارية، أنه يمتلك خطة لإعادة السياحة إلى كامل طاقتها مرة أخرى.
وأوضح راشد، أن الخطة تستمر علي مدار 6 أشهر، تبدأ في أبريل، وتنتهي في سبتمبر، مضيفًا أن للخطة 6 محاور أساسية، مُطلقًا عليها مسمى خطة الـ "6×6".
وأكد وزير السياحة، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد، بمدينة الأقصر، أن الخطة تأتي بثمارها، وهناك ردود فعل إيجابية ألمت بالحركة السياحية بعد تطبيقها.
خطة 6×6
هي خطة وضعها الوزير، وتتضمن 6 محاور يتم تنفيذها خلال 6 أشهر.. وأوضح الوزير أن المحور الأول منها: التسويق والترويج للمنتج السياحي المصري من خلال اتخاذ عدة خطوات، من بينها تطوير وتنمية التعاون مع شركاء السياحة التقليديين الحاليين، وتحقيق شركات جديدة في مختلف الأسواق السياحية، بالإضافة إلى العمل على تطوير المواقع الإلكترونية الخاصة بمصر وجميع المقاصد السياحية وربطها بالآثار والطيران مما يسهم في زيادة عدد السائحين الوافدين فضلًا عن السعي للترويج لأنماط سياحية جديدة في كافة الأسواق سواء التقليدية أو المستهدفة مع تحليل حركة الطلب فيها.
ويخص المحور الثاني، قطاع الطيران، وتتلخص الآلية في استمرارية التعاون مع شركة مصر للطيران، وسلطة الطيران المدني، ودعم رحلات الطيران المنتظم للأسواق الرئيسية والمستهدفة لخلق خطوط طيران مباشرة من وإلى المقاصد المستهدفة، واستمرار دعم الطيران العارض مع إعادة تنظيم منظومة التحفيز، ودعوة عدد من شركات الطيران منخفضة التكلفة لدعم منظومة الطيران المنتظم إلى مصر.
والمحور الثالث، هو دعم البنية التحتية للقطاع السياحي، بينما الرابع هو تدريب جميع العاملين بالقطاع السياحي، والخامس النهوض بالطاقة الفندقية، والسادس الاعتماد على الطاقة البديلة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
الوزير يدافع عن خطته
أكد راشد في لقاء له مع عدد من الكتاب السياحيين، مطلع الشهر الجاري، أن خطته للنهوض بالسياحة حققت نجاحًا كبيرًا على أرض الواقع.
وأوضح أنه من أهم إنجازات الخطة، اتفاقيات الطيران العارض مع الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر.
وأكد راشد على توقيع الاتفاقيات مع الكثير من الدول، وسعي الوزارة إلى توقيع المزيد من الاتفاقيات مع باقي الأسواق.
وأشار راشد إلى أن الإنجاز الثاني الذي حققته الخطة، يتمثل في بوابة السياحة الإلكترونية التي تم إطلاقها بداية الشهر الجاري، والذي وصفة بالإنجاز الثالث هي حملة الأسواق العربية التي جذبت ما يقرب 38من مليون مواطن عربي، وحققت نسب كبيرة من الحجز الفندقي بمدينة شرم الشيخ.
وأكد راشد أن خطة الوزارة تعمل على استقبال ٢٠ مليون سائحًا إلى مصر، لتحقيق ١٢ مليار دولار دخلًا خالصًا من قطاع السياحة.
هجوم
هاجم عادل عبد الرازق، عضو غرفة شركات السياحة، وزير السياحة، مؤكدًا أن موقع وزارة السياحة الجديد الذي دشنه لا يضيف جديدًا.
وتابع عبد الرازق، "الوزير لا يمتلك المعلومات الصحيحة حول العملية السياحية"، بعد أن صرح أن 80% من الحجز السياحي في العالم يتم إلكترونيًا، "وهي معلومات مغلوطة بالكامل طبقًا لبيانات منظمة السياحة العالمية التي أعلنت أن الحجز السياحي الإليكتروني يمثل 35% ، و65% من الرحلات تكون من خلال منظمي الرحلات"، حسب عبد الرازق.
غير منطقي
قال مجدى سليم رئيس قطاع السياحة الداخلية السابق بهيئة تنشيط السياحة، إن السياحة الداخلية استطاعت أن تغطي نسبة كبيرة من السياحة في مصر بعد ركود السياحة الخارجية.
وتابع سليم، في تصريح خاص لمصراوي، أن السياحة الداخلية تغطي جميع أنحاء الجهورية بنسبة إشغالات تصل إلى 80 %، والسياحة الداخلية يجب أن نرتكز عليها كعنصر أساسي في المجال السياحي مثل أكبر دول العالم، التي تعتمد على السياحة الداخلية في المقام الأول، ويأتي من بعدها السياحة الخارجية مثل أمريكا والصين.
وأضاف سليم، "خطة وزير السياحة درب من الخيال، والحديث المهني عكس ذلك تمامًا، ولا يمكن إعادة السياحة إلى طبيعتها في الفترة القصيرة القادمة طبقًا للمعطيات على أرض الواقع".
وانتقد سليم خطة 6×6، قائلًا "كيف سيقوم الوزير بتنشيط السياحة مرة أخرى خلال 6 شهور، كلام غير منطقي بالتأكيد".
وأكد أن تحرك قطاع السياحة في الخمس سنوات الأخيرة غير واعِ، وغير مدروس، والخطط الترويجية كانت غير فعالة، بحسب قوله.
واستطرد "السياحة تبدأ من السفارة المصرية في الخارج، فهي القادرة على تنشيط السياحة مرة أخرى، والسياحة الاليكترونية لابد أن ترتبط في المقام الأول بوكالات السفر في الخارج والداخل".
وأشار سليم إلى أن روسيا هددت مصر قبل حادث الطائرة بوقف رحلاتها بسبب حوادث الطرق.
خطة فاشلة
ومن جانبه قال عادل عبد الرازق نائب رئيس شعبة السياحة، باتحاد الغرف السياحية، إن خطة 6×6 فاشلة، أساءت للسياحة أكثر من إفادتها، وأضاف ساخرًا "هذه الخطة تصلح لجدول الضرب فقط".
ووجه عبد الرازق انتقادات لخطة الوزير، أبرزها أن "الوزير مازال يتحدث مع المحليات وليس العالم الخارجي المستهدف، وكذلك تأخر الخطة الأمنية للمطارات 5 شهور كاملة، والخطة لم تعالج أي خطوات شعبية للعلاقة مع روسيا، كما أنها لم تعالج الطيران المنخفض التكاليف وهو أساس فتح أسواق جديدة، وارتكزت على السياحة الاليكترونية فقط وهي لا تتجاوز نسبة الـ 30 % من السياحة العالمية".
وتابع رئيس شعبة السياحة، "السياحة ممكن أن تعود خلال 3 شهور فقط، من خلال وضع خطة مشتركة مع الرئيس لعودة السياحة الروسية، وأن تقوم شركة فالكون للأمن باستلام المطارات فعليًا وأن تسوق لهذا عالميًا، واتباع خطة ترويجية مكثفة على الـ 18 سوق التقليدي الأوربي، كما أنه لابد من البحث عن شركة علاقات عامة أوربية وروسية لتحسين الصورة الذهنية عن مصر".
ومن جانبه قال سامح سعد مستشار وزير السياحة السابق، إن أعداد السياحة قلت وانحدرت بسبب الصورة العامة لمصر في الخارج، وأكد أن "الناس خايفة تيجي مصر".
وتابع سعد، لابد من تغيير طريقة الإعلام الخاص بشركة الدعاية التي فازت بالمناقصة، وتغيير الرسالة الإعلامية بطرق مختلفة ومحترفة.
وأضاف أن الخطط لا تنظر إلى أسواق بديلة للسياحة مثل الصين، السوق العربي، ومقتصرة على السياحة الروسية والألمانية والإنجليزية.
فيديو قد يعجبك: