إعلان

"مصراوي" داخل أروقة "البكري" المحترقة: "شوية دخان قلبوا المستشفى" - (صور)

08:21 م الخميس 11 مايو 2017

مستشفى منشية البكري

معايشة - علياء رفعت ومصطفى فرحات:

الهدوء يعم الأجواء، كانت تلك هى السمة السائدة للشوارع المحيطة بمستشفى "منشية البكري" التي نشب فيها حريقٌ هائل قبل انطلاق آذان الظهر بقليل، عربات الإسعاف تجاور أسوار المستشفى بينما يقف رجالها على أهبة الاستعداد تحسُبًا لنقل المرضى في أي لحظة.

"من ساعة الضهرية وإحنا ملازمين على باب المستشفى" قالها أحد المسعفين وهو يؤكد عدم وجود أى حالات إصابة أو وفاة، وأن المستشفى بالكامل قد تم إخلائها فور نشوب الحريق خوفًا على الحالة الصحية للمرضى "نقلناهم كلهم للمستشفيات القريبة من المكان، الجنزوري، الدمرداش، ومستشفى شبرا".

مستشفى منشية البكري (5)مستشفى منشية البكري (6)

لم تختلف الأجواء الخارجية للمستشفى عن داخلها، فبالداخل سادت حالة من الهدوء والصمت بينما عَلا الترقُب وجوه المسؤولين، الأطباء، والعاملين لحين الاطمئنان على جميع المرضى والرواد.

"المستشفى مبتستقبلش حالات" جملة قصيرة يواجه بها رجل الأمن على البوابة كل من يريد الولوج بغرض العلاج، فبعض المرضي لم يكونوا على علمٍ بنشوب الحريق الذي تمت السيطرة عليه فور اندلاعه، حسب رجل الأمن.

مستشفى منشية البكري (2)

في بهو استقبال المستشفى، جلست إحدى العاملات بعد أن بدلت ثيابها استعدادًا لتسليم "الشيفت" الصباحي بعد أن أنهته. "الدخان كان منظره مرعب ميتوصفش، غطى المستشفى لدرجة إن الناس بره فكروها بتولع كلها من جوا والناس بتموت" قالتها العجوز الستينية وهى تشرح حالة الهلع التي اصابت الجميع لدى تسرب الدخان من البدروم ليغطي سماء المستشفى بالكامل.

20 طفاية حريق، ذلك هو عدد الطفايات التي استخدمها العاملون بالمستشفى والإداريون للمساعدة في إخماد الحريق الذي وصفوه بالمحدود لحين وصول رجال الحماية المدنية. ليستطرد أحدهم "الحريق بدأ في أوضة صغيرة في البدروم وعرفنا نطفيه بسهولة"، ليضيف آخر "مديرة المستشفى كانت موجودة وقت ما حصل الحريق، وكان كل همها إنها تنقذ المرضى والاطفال".

مستشفى منشية البكري (4)

المبنى الرئيسي للمستشفى بدا خاليًا تمامًا من أي تلفيات أو أضرار حتى أن جميع العاملين كانوا يشيرون إليه وهم يؤكدون على سلامته ويستنكرون ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والتي تُصِر على تضخيم الحدث وتصفه بالانفجار.

"كانوا شوية دخان مش أكتر من كدا، والرقم اللي قالوه دا مش رقم الضحايا، دا عدد المرضى اللي تم نقلهم من المستشفى" هذا ما أكدته مساعد مدير المستشفى، في أن الحريق لم يكن إلا سُحب من الدخان التي تصاعدت إلى الخارج "فجأة لقينا الدنيا اتقلبت في المستشفى، ولقينا عربيات مطافي جاية، في حين إن الموضوع ما يستاهلش كل دا". موضحة أن مديرة المستشفى هي التي أمرت بنقل المصابين إلى مستشفيات أخرى مسترشدة بالتقاليد المتبعة في مثل تلك الأوقات حرصًا على حياة المرضى.

في أحد ممرات المستشفى جلس بعض العمال، بملامح يكسوها القلق والتوتر، وأيدٍ سودها الرماد، يلتقطون أنفاسهم اللاهثة بعد عملهم الشاق في نقل المحتويات التالفة ومعاونة رجال الإسعاف في نقل المرضى أيضًا "احنا كنّا بنشيل المرضى على إيدينا". يحكي العمال لمصراوي أن الحريق كان في مخزن صغير، وأنهم نحجوا سريعًا في إطفائه بالطفايات الموجودة بكثافة داخل المستشفى والتي يصل عددها إلى 170 طفاية.

مستشفى منشية البكري (7)

وتقول دكتورة "سحر صبحي"، نائب رئيس مستشفى البكري، إنها لم تكن بالمشفى فور حدوث الحريق وتصاعد الدخان ولكنها تلقت هاتفًا يخبرها بما حدث لتأمر على الفور بإخلاء المستشفى بشكل كامل بداية من الحضانات والتي وصل عدد الأطفال بها إلى حوالى أربعة عشر طفلًا، ووصولًا إلى غرف العناية المركزة والتي احتوت على خمسة وعشرين مريضًا في حالة حرجة.

"لما وصلت المستشفى حمدت ربنا إن المرضى كلهم اتنقلوا وبخير، الحمدلله الكل اتحرك ووزارة الصحة نسقت بشكل سريع مع المستشفيات اللي اتنقلها المرضى" قالتها صبحي وهى تغالب دموعها فهى لم تكن تخشى إلا انعدام وجود حضانات أو رعايات مركزة للحالات الحرجة.

مستشفى منشية البكري (1)

ورغم السيطرة على الحريق بالكمل، وعدم وجود إصابات أو ضحايا إثره، إلا أن نقل المرضى والأدوية كان أكثر ما يهم دكتور "حسام الخطيب"، رئيس قطاع الصحة. والذي أكد أن نقل المرضى لم يكن بالرفاهية رغم انعدام الخطر الناجم من الحريق كونه تمت السيطرة عليه ومحاولة تبريد الغرفة التي نشب بها.

لكن الخطيب يؤكد أن ما استدعى نقل المرضى هو الأدخنة المتصاعدة ووجود شبكات الغازات والكهرباء بالقرب من البدروم والتي في حال فصلها أو امتداد النيران أو الأدخنة لها ستتسبب بحدوث كارثة إثر انقطاع هذه الخدمات عن المرضى.

اتصالاتٌ عديدة أجراها الخطيب وهو يتجول بكل انحاء المستشفى المُخلى اروقته وهو يؤكد لمُحدثه ضرورة نقل الأدوية التي يجب وضعها بالثلاجات خشية انقطاع الكهرباء في أى وقت. فأكياس الدم، البلازما، والأنسولين يجب وضعها بثلاجات آمنة لن تفصل عنها الكهرباء، والتي في حال فعلت ستتكبد المستشفى خسائر باهظة كما يؤكد الخطيب.

أما عن سبب الحريق، فهو كما وضحه الخطيب قائلًا "وارد يكون ماس كهربي فعلا، لكن على الأرجح إن حد رمى عقب سيجارة في البدروم وده اللي اتسبب في كل ده". مُضيفًا أن هناك العديد من المهندسين فنيبن الكهرباء يقومون بمعاينة مكان الحريق لحين تحديد المعمل الجنائي السبب الرئيسي في نشوبه، على أمل أن تستطيع المستشفى فتح أبوابها مرة أخرى للمرضى بحلول السبت القادم.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان