أصحاب ''الشعر الأبيض'' من أمام لجنة الاستفتاء: '' نازلين عشان جيل أحفادنا'' (صور)
كتبت - شيماء الليثي ودعاء الفولي:
متزوجان منذ أكثر من خمسين عاما، لم يمنعهما عمرهما عن الذهاب للاستفتاء، ولم يمنعهما كونهما متزوجان أن تكون إجابة الزوج في الاستفتاء مختلفة عن إجابة زوجته.
''محمد '' و ''بدرية ''، لم يعبئان بالطوابير الموجودة على مدخل لجنة الاستفتاء وباب المدرسة؛ إذ أنهما يشاركان في التصويت منذ عهد مبارك بل وعهد من قبله من الرؤساء '' احنا شاركنا في كل الاستفتاءات في عصور الرؤساء كلهم، حتى أيام ما كانت بتتزور'' - على حد قولهما - لذلك كان المجيء للاستفتاء بالنسبة لهما هو الأمر الذي سيوفر حياة كريمة لأحفادهما فيما بعد.
''الفرق دلوقتي عن أيام مبارك شاسع، على الأقل أنا عارف إن صوتي هيوصل أيا ما كان''.. قالها ''محمد'' معبرا عن امتنانه للثورة التي أدت لذلك الوضع في النهاية، وإن كان هناك بعض الأخطاء إلا أنه لازال الحال '' أحسن بكتير عن قبل الثورة ''.
لم ينكر ''محمد'' على الدستور بعض الأخطاء بعينها لكنه أكد أن '' مفيش دستور كامل، بس الدستور ده أفضل بكتير من دستور 71''، أما النصف الآخر لـ''محمد'' وهي زوجته ''بدرية'' فأوضحت أن أكثر ما شغلها هى المواد المتعلقة بالمرأة؛ وقد استغرقت عدة أيام في البحث عن تلك المواد في الدستور حتى توصلت لنتيجة مرضية وهي أن '' دور المرأة فى الدستور كويس وغير مهمل، كنت بسمع المحللين فى التليفزيون وهما بيحللوا المواد وبكون قاعدة فاتحة الدستور ومتابعة معاهم''.
وترى ''بدرية'' أن هناك الكثير من المواد التى حازت على رضاها، أهمهم المادة التى تفيد بأن '' كل الشعب سواء زى بعض ''، على حد قولها .
أما ''جابر'' - وهو رجل آخر طاعن في السن بمصر القديمة - جاء متكئا على ابنه، للإدلاء بصوته، لم يمنعه المرض والعجز عن النزول؛ حيث كان لا يذهب للانتخابات والاستفتاءات في ''عصر مبارك'' أما الآن فقد بدا له أن الاستفتاء '' يستحق تعب النزول لأننا في عصر جديد ''.
يعتقد ''جابر'' أن وعي الناس يتأثر بشكل أكبر بسبب القنوات الإعلامية التي تروج لمصالحها ولولا هذه القنوات لكانت حالة المعرفة عند المواطنين بالدستور '' أحسن بكتير ''
على بعد أمتار قليلة من ''جابر''، خرج ''سيد'' من اللجنة يحمل وجهه ابتسامة متذكرا موقفه الطريف مع القاضي، إذ أن صورته فى بطاقة الرقم القومى تبدو أصغر قليلا من من الواقع، حتى أن القاضى أمعن النظر فيها للحظات، فقاطعه الشيخ الكبير صاحب الـ'' 75 عاماً'' قائلا:'' دا أنا بس عجزت ''.
لم تكن هذه المرة الأولى التى يشارك بها فى استفتاء أو انتخابات، بل أنه لم يمر عليه استفتاء إلا وشارك فيه حتى فى أيام النظام البائد لأنه '' كان عندى أمل حال البلد ينصلح''.
رغم ''عكازه'' الذى استند عليه حتى يعاونه بالطريق، فقد ارتدى ''سيد'' - المحاسب المحال على المعاش - ''بدلته'' الأنيقة ودخل إلى لجنة الاستفتاء معبرا عن رأيه الذى اعتبره ''واجب وطني''.
رفض ''سيد'' أن يعلن عن اختياره إن كان نعم أو لا، مؤكداً أن هذا بينه وبين الصندوق، كما أكد أنه لم يأخذ رأياً من أحد قبل الاستفتاء بل قرأ الدستور وتمعن به ثم حدد موقفه منه '' فيه 12 مادة فى الدستور قلقونى شوية لكن الباقى كويس''.. هكذا قال موضحا رأيه تجاه مشروع الدستور .
فيديو قد يعجبك: