"إيهاب".. كعب "داير" على الأرض اللي بتموت "ومفيش فايدة"

كتبت-إشراق أحمد:

قبل 4 أشهر لم يجد إيهاب حبيب خريج كلية الزراعة، الذي قدم في مشروع "مبارك شباب الخريجين" عام 2002 غير اللجوء إلى مجلس الوزراء، بعد أن بُح صوته مع الجهات المخول لها حل مشكلة توفير المياه لأراضي قرية "الأجيال" –المرحلة الثالثة للمشروع التي بدأت في 2007-، حيث أن خطوط الري متهالكة وتنفجر بمجرد ضخ المياه فضلاً عن الكهرباء غير المتوفرة، لكن لا جديد سوى أرض مهددة بالموت حسب وصفه.

"لو الشكوى شخصية مش هنتحرك..لازم تكون جماعية" هكذا جاء رد مكتب رئاسة الوزراء لتلقى شكاوي المواطنين على "حبيب" أحد المالكين لقطعة أرض في مشروع شباب الخريجين بمنطقة سدمنت الجبل -بني سويف-، الذي أكد بدوره للمتحدث له أن الشكوى جماعية، وأنها ليست وليدة اليوم، بل سبق أن تقدموا بشكاوى عديدة منذ عام 2008، وانتهت المكالمة بوعد بالبت في الأمر، انتظر الرجل الثلاثيني لعل هذه المحاولة تفلح، ولا تلقَ مصير ما سبقها، وما كادت تنساب بشائر الفرج إلى نفسه حتى تراجعت مع علمه أن المعاينة المكلفة جاءت لقطعة أرضه فقط دون 75 قطعة أخرى متضررة.

وجد "حبيب" الشهر الماضي لجنة مكونة من مدير الجمعية الزراعية ومدير المنطقة وقد وفدوا لمعاينة أرضه فقط "وأنا أنضف قطعة في القرية"، فضلاً عن أن الموظفين المكلفين بالمعاينة متهمين بالتقصير في حل المشكلة، فالطبيعي أن يأتي الرد بأن "الأرض زي الفل والزراعة تمام"، حسب قوله.

وحدث بالفعل ما توقع على لسان المراقب الذي أخبره بتقديم التقرير عن أرضه فقط إلى استصلاح الأراضي، عاود "حبيب" الاتصال برئاسة الوزراء عقب زيارة المعاينة التي لم تذهب لأي من الـ520 فدان الأخرى، فقط خمسة أفدنة صاحب الشكوى، سأل عن مغزى الشكوى الجماعية التي يصرون عليها في حين أن الفحص جاء لأرضه فقط، جاء الرد من موظف متابعة الشكاوى "أنت صاحب الشكوى فلازم تكون أول حد تنزل عليه المعاينة" حسب قوله، فانفعل الرجل ونهر محدثه "يعني كل واحد يقول وأنا مالي والبلد تخرب".

وبمتابعة الشكوى مع جهاز مجلس الوزراء عبر الرقم المخصص لذلك، بعد أن ألجأ مدير مكتب رئاسة الوزراء "مصراوي" إليه، كان رد موظفة استقبال المكالمات عقب تلقيها رقم الشكوى "228838"، أنه تم تقديمها في 18 يونيو الماضي، وتسجيل أكثر من طلب تعجيل للتحرك في بها في شهري يوليو وأغسطس، وأنه جاري البت فيها، وانتظار الرد من قطاع استصلاح الأراضي بوزارة الزراعة حسب تفاصيل متابعة الشكوى المسجلة لدى مكتب شكاوى رئاسة الوزراء.

"كعب دائر" للرجل وغيره من شباب الخريجين أصحاب الأراضي الذين سبق أن عرض "مصراوي- مشكلتهم مع محطة الري رقم 9 التي ترفض مصلحة الميكانيكا والكهرباء استلامها، بزعم أنها لا تشرف على المحطات التي تسع أقل من 3 آلاف فدان وفقًا للقانون الصادر في 2007 في حين أن المحطة منشأة عام 2000، بدءً من الجمعية الزراعية والمنطقة المتولية شؤون الزراعة في الفيوم وبني سويف، مرورًا بوزارة الزراعة حيث قطاع استصلاح الأراضي المشرف على المشروع والمخاطب لوزارة الري، الذي لم يجد منها شيء "رئيس القطاع الأولاني قال أنا مش هيجي لي نوم غير لما أحل مشكلتكم والتاني قال هحلها في 24 ساعة" حسب قوله، فالجميع يلقي بالمسؤولية على الآخر.

ويُذكر أن رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء، مصطفى أبو زيد، صرح بأن هناك محطة تم الموافقة على انشاءها وتخصيص 45 مليون جنية ميزانية لها، سيتم عمل مناقصة عليها مايو الماضي وتنفيذها خلال 24 شهر، لكن ذلك لم يجد له صاحب الخمس أفدنة بين شباب الخريجين أي مؤشر يفيد زمام أراضي "الأجيال" حسب قوله.

ومن جانبه أكد رئيس مصلحة الميكانيكا والكهرباء لـ"مصراوي" أنه تم عمل المناقصة وجاري العمل على إنهاء إجراءات تحديد المقاول لبدء التنفيذ خلال مدة 4 أشهر على أقصى تقدير، قائلاً إنه تم تركيب وحدات إضافية للمحطة الرئيسية لرفع المياه، لكن المشكلة في توزيعها بين المزارعين نفسهم.

خاب أمل "حبيب" ويأس من أن يجد حل للأراضي المهددة بالبوار، في حين يستمع يوميًا لتصريحات تشجيع بناء الوطن واستصلاح الأراضي، فيما أن الأراضي المستصلحة فعليًا تُترك للموت، ومع ذلك يُبقى والد الطفلين "كرولوس ومينا" على وسيلة أخيرة.

أتى بورقة وقلم، قرر إرسال خطاب إلى رئيس الجمهورية "جبت أخري خلاص دي أخر مرحلة واللي يكون يكون" خاصة وأن المشاكل تزداد، ففي يناير القادم تنتهي الحصة المالية الموضوعة قبل أربع أعوام في المراقبة بالجمعية الزراعية من أجل تسديد فواتير الكهرباء، فكل محطة ري تخصص لها الحكومة قرابة ربع مليون جنيه تحت حساب التشغيل حسب قول "حبيب" وبنفاذها "هندخل في مرحلة اللم.. والكهرباء مش هتستنى وهتقطع الكهرباء والزرع هيموت" يقولها الرجل الثلاثيني متخوفًا مما هو قادم الذي يزداد سوءًا في نظره "بعد ما المشكلة في المياه بقت هم ما يتلم" مع عدم وجود مستجيب لشكواه و106 آخرين

.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا