اللواء زغلول فتحي جاءه العلم الإسرائيلي راكعًا.. صورة بألف كلمة مما تعدون
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
يجلس خلف مكتب، يتصدره لافته تشير لاسمه ''زغلول محمد فتحي''، يشير التاريخ إلى السادس من أكتوبر، يمر شريط الأحداث أمامه، تلخصها صورتان تحيطان بنظراته كلما ولاها نحو الحجرة يمينًا ويسارًا، على حائطين متقابلين وُضعت؛ أوسمة تكلل دور أحد أبطال الحرب، يقابلها السبب متجليًا في تحية عسكرية يؤديها العدو وقت استسلام قواته في بورتوفيق، بالأبيض والأسود كانت الصورة على يساره، مع رشفة من فنجان القهوة، ونفث دخان سيجارة أشعلها لتوه، وعين تُغمض بين الحين والأخر يستعيد قائد الكتيبة 43 تفاصيل لقطة احتوت معنى النصر، كلمة مُخلصة قيلت فحق عليها النفاذ، وقتال لتحرير جزء من الأرض، جعلته إسرائيل من أقوى النقاط الحصينة لها بقناة السويس.
الساعة العاشرة صباح يوم 13 أكتوبر 1973، تقدم مندوب الصليب الأحمر من نقطة الجيش المصري في بورتوفيق غرب القناة، شاهرًا العلم المميز لجهة عمله، فيما جلس قرابة 15 جندي إسرائيلي جهة الشرق رافعين راية بيضاء، وفدت الأنباء بطلب العدو للاستسلام، ورغم هدوء الليلة الماضية وخلوها من إطلاق النيران، لكن الرائد زغلول فتحي لم يأمن يومًا لهم، فكانت ليلة 12 أكتوبر أصعب عليه وكتيبته من أيام القتال -حسب وصفه، بقدوم قائد مكتب المخابرات تأكد الأمر، وبدأت مراسم تسليم نقطة بورتوفيق المحتلة، عَبَر مندوب الصليب الأحمر لأخذ أسماء الإسرائليين المتبقيين، وعاد برفقة ثلاثة منهم، القائد وضابطين أحدهما طبيب لينفذوا الأمر. صورة حفظت العهد شلومو أردنيست قائد جيش العدو في بورتوفيق يؤدي التحية العسكرية ويعطي العلم الإسرائيلي لـ''فتحي''، ومن حولهم الضابطين الإسرائيلين، وعلى الترتيب جنود مصريين؛ ضابط مخابرات برتبة نقيب، عميد رئيس جهاز الاتصال، رائد استطلاع الفرقة السادسة، ضابط أمن الجيش برتبة رائد، وتتجلى ابتسامة العقيد فتحي عباس قائد مكتب المخابرات الحربية بالسويس بينهم؛ بهذا اكتمل أفراد الصورة التي التقطها مصور جريدة الأخبار مكرم جاد الكريم بعد أن وجد القائد الإسرائيلي يسلم العلم، فلم يكن ذلك متعارف عليه خاصة أن المراسم الرسمية تمت، ''قال لنا طب ناخد صورة.. المسألة جت بشكل عفوي'' يقول قائد كتيبة الصاعقة عن تلك اللحظة التي حفظتها الصورة، وكان قد تمناها ووعد بها قائد المجموعة.
قبل شهرين من إعلان الحرب، كان ''فتحي'' يواصل تدريب الكتيبة على المهمة التي تسلمها في فبراير، حينها تأكد له أمر الحرب لكن دون علم بالتوقيت، وبينما كان يقوم بإحدى جولات الاستطلاع برفقة العقيد فؤاد بسيوني قائد المجموعة التي تتبعها الكتيبة 43، فإذا بالنقطة الإسرائيلية المتمركزة جهة الشرق المقابلة لهم تُغير العلم بأخر جديد، وكذلك كانت عادتهم، فجميع النقاط على حدود القناة ترفع العلم على سارية طويلة وتغيره بين الحين والأخر ''وجود العلم ميحسش به إلا اللي شافه.. لما تبقى أرضك والعلم بتاع حد تاني والعلم ده مالوش معنى غير أنا السيد هنا''، يحكي القائد العشريني -وقتها- عن الشعور الذي تملكه، فأسره في نفسه ولقائده ''قلت له سيادتك متقلقش بإذن الله لو حصلت الحرب أول حاجة هعملها هجيب العلم وأسلمه لك''.
لم ينس الرائد ''فتحي'' حينذاك الكلمة التي كانت بمثابة وعد قطعه على نفسه، لذا رغم مراسم التسليم التي تمت في النقطة المصرية جهة الغرب ونقل جميع الأسرى إليها، غير أنه أصر على التوجه إلى الشرق برفقة الثلاثة ضباط الإسرائيليين، سببان دفعاه لذلك؛ أولهما التأكد أن المكان خالي من ''أشراك خداعية'' قد تكون مزروعة فتنفجر في المصريين، لهذا طالب الضباط أن يتقدموه في السير، فضلاً عن رغبته في معرفة محتويات النقطة ''كنت عايز أعرف منهم كانوا بيفكروا إزاي عشان أتاكد هل كنا بنتخذ قرارات صح ولا غلط''.
الخطوة التي اتخذها قائد الكتيبة 43 باصطحاب الإسرائيليين جهة الشرق، بعد انقضاء التقاليد الرسمية لاستلام النقطة، كان لها الفضل في معرفة مكان مخزن به 25 ألف لغم، وعدد القتلى في صفوف العدو وبلغوا قرابة 22 شخص، وأيضًا أن قائد النقطة ليس شلومو أردنست، بل من خلف القائد الذي سقط قتيلاً يوم 9 أكتوبر.
فور الوصول للساتر الترابي الذي ظلت أبصار جنود مصر تتابعه لشهور، توجه نحو العلم الإسرائيلي الذي سقط منذ اليوم الأول للحرب، لكنه حفظ مكانه، ''قلت للقائد فين العلم روح هاته'' طالب ''فتحي'' الضابط الإسرائيلي فنفذ في الحال، العلم بالنسبة لـه لم يكن فقط تنفيذ لكلمة قالها لقائده الذي سقط مصابًا وقت الحرب، فذهب إليه به في المستشفى، لكن دليل إثبات على تجاوز جنود كتيبة الصاعقة للصعوبات وإتمام المهمة على أكمل وجه.
تخطي حواجز المعركة
قبل بدء الحرب التي جزم ''فتحي'' بنشوبها يوم 2 أكتوبر بعد صدور أوامر تحريك سرية لبورتوفيق، كان هناك بعض المطالب لتنفيذ مهمة الكتيبة ''كنا عايزين قوارب بماتور'' يتذكر قائد عملية عزل نقطة بورتوفيق عن الجانب الأيمن للجيش الإسرائيلي، المطلب الذي لم يتحقق كان سبيل لتجاوز أزمة عرض القناة الواسع في تلك المنطقة إذ يتراوح من 400-500 متر خلاف اتساع القناة ذاتها حينذاك ويتراوح بين 250-300، ولأنها مخرج للقناة فيشتد بها التيار، وبالتالي الوصول للضفة الأخرى حيث العدو باستخدام القوارب ذات المجداف سيكون في فترة طويلة ''لما ينزل القارب بالمواجهة مش هيوصل لازم ينزل قبلها وده هيخلي مدة التعرض كبيرة'' يفسر القائد المشكلة التي لم يكن هناك بديل عن تجاوزها.
وتطبيقًا لمقولة ''الجيش قالك اتصرف'' صدرت الأوامر من قائد الجيش الثالث ''اتقال لنا مفيش قوارب غير اللي موجودة والعقيد واصل قال لي المهمة صعبة لكنكم قادرين على تجاوزها وهم جُبنة عاجلاً أو أجلا هيستسلموا''. الثقة التي وُضعت في الكتيبة 43 صاعقة لتحقيق هدف قائد الجيش بعزل نقطة بورتوفيق التي تعد النقطة القوية في خط بارليف، لاحتلالها المدخل الجنوبي لقناة السويس والجانب الأيمن لجيش العدو، كان مستندًا على تاريخ تلك الفرقة، ففي عام 69، تم تكليف الكتيبة لعمل ''إغارة'' على منطقة بورتوفيق، فنفذت المهمة سرية –جزء من الكتيبة- ونجحت في أسر جندي، وحينها تم استخدام قوارب ذات محرك ''فاصبح التفكير مدام سرية نجحت مرة يبقى ممكن الكتيبة كلها تعدي وتحاصر النقطة وتوقع خسائر'' حسب قول ''فتحي''.
لم تكن صعوبة العبور جهة العدو وحصاره فقط ما واجهته كتيبة اللواء ''فتحي'' بل توقيت العبور، فبعد أن كان مقرر العبور في الثانية ظهرًا تغير حتى الخامسة، فطبيعة تحصين المنطقة حتمت ذلك، إذا كان على بعد قرابة 4 كيلو متر من النقطة 8 دبابات يطلق عليها ''الإحتياطي القريب'' ينضم لصفوف الجيش الإسرائيلي إذا لزم الأمر في غضون 30-45 دقيقة، فضلاً عن ثلاثة غيرها داخل التمركز ذاته، فإن تم العبور في الميعاد المحدد انضمت تلك الدبابات الثمانية لرأس كوبري الجيش، لذا لزم التأخير حتى تدخل المنطقة ومن ثم إحكام الحصار، لهذا زادت المهمة صعوبة حسب تعبير القائد ''لما تبقى 3 دبابات بتضرب غير لما تكون 11 عشان كده أخدنا وقت لغاية ما النقطة استسلمت''.
7 أيام القتال بها كان على أشده، ورغم أن تسليح كتيبة الصاعقة لا يقارن بإسرائيل التي كانت تهاجم الزوارق بالطيران والمدافع، غير أنها استطاعت تكبيد النقطة خسائر كبيرة فقط بالبنادق والقاذفات اليدوية –أر بي جي- حتى الزوارق التي كانت مشكلة ''مكناش عايزين غير أن يوصل 75% وده اللي حصل'' حيث تم ضرب البقية فزيادة العدد كان السبب في نجاح الأمر. وأما المدفعية التي تم تخصيصها حتى يوم 10 أكتوبر ''كانت 122 ملي وما يعادل 60 طلقة وأصلاً دي عاملة زي بومب العيد كده أغلبها نزل في المية يمكن موصلش غير 12 طلقة'' كذلك يصف ''فتحي'' الإمكانات المتاحة الأيام الأولى حتى قبل الإستسلام بيوم واحد فقط ''وقتها اتخصصت مدفعية قد اللي موجودة 50 ضعف''.
الساعة تقترب من السابعة مساء يوم 12 أكتوبر، استسلام العدو لم يكن أبدًا بحسبان القائد، حتى مع التقاط جهاز التسمع مكالمات رئيس النقطة الإسرائيلية مع قيادة الجيش يطالبهم بالمدد، الذي لم يحدث، فصدرت الأوامر له بالتسليم للجيش المصري حتى لا تتكرر ''مسادة'' أخرى –قلعة على البحر الميت تحصن بها اليهود من الرومان الذين حاصروهم قرابة 3 أشهر ففضلوا الانتحار بعد الاقتحام على تسليم أنفسهم-، ورغم ذلك ما آمن ''فتحي'' يومًا لإسرائيل لذا كان الاستعداد الدائم أمر لا بديل عنه.
عملية لم تنفذ
كان قائد الكتيبة 43 فوق مركز القيادة حينما جاء الاتصال المعتاد من قائد الجيش الميداني الثالث عبد المنعم واصل، السؤال المتواصل عن حال الجنود وما وصلوا إليه، ولا يخلو الحديث من إلإعلام بالنقاط التي سقطت، مرور الأيام وسقوط عدد من جنوده بين مصاب وشهيد، كان كفيل بزرع الضغط على ''فتحي''، لذا طالب ''شفيق'' رئيس العمليات بتلقى الاتصال عنه، لكن المتحدث أصر أن يستقبل القائد الأوامر بوقف إطلاق النار لطلب العدو التسليم، وضع الرائد السماعة وكأن لم يسمع شيئًا، أخبر نظيره في العمليات أن يبقى الأمر بينهم دون الكتيبة، وأن تستمر الخطة كما هى.
يحمل ''فتحي'' صفة القيادة التي تمنى جده الوفدي الهوى أن يكون له نصيب منها، فمنحه اسمه تباركًا بزعيم الأمة سعد زغلول، ومن شخصية الابن البكري بين 5 أولاد و4 فتيات تأكدت تلك الخصلة، وترسخت بالانضمام إلى القوات المسلحة، لذا لزم على القائد بعد توالي أيام الحصار والحرب التي كان بها ''اليهود تحارب بشراسه'' أن يلجأ لخطة الهجوم وتحرير النقطة، استغرق الأمر يومان لإتقان الخطة المعتمدة على تتابع ضرب المدافع في فترات قليلة، ليظل العدو بالملاجيء، فيما يستمر الضرب على ''المزاغل'' –ساتر لحماية الأسلحة- فإن اعتادت جنود إسرائيل ذلك، فاجئهم المصريين بالاقتحام في الوقت الذي ظنوا أنهم سيواصلوا الضرب.
تلك العملية التي كان المقرر تنفيذها في الواحدة فجر يوم 13 أكتوبر لم تتم، إذا كان استسلام إسرائيل أسبق، لكن الكتيبة ظلت على استعداد للتنفيذ حتى
العاشرة صباح ذلك اليوم ''قلت لشفيق رئيس العمليات: أنسى الكلام ده خالص،وفضلنا نأجل العملية لغاية ما رئيس المخابرات وصل'' يحكي ''فتحي'' عن الاستمرار في إجراءات الخطة خشية أن يكون أمر التسليم مجرد خدعة يضيع على أعاتبها ما تحقق من تكبيد خسائر –ضربنا لهم 6 دبابات- بين صفوف العدو.
استراحة محارب
خمس حروب خاضها ''فتحي'' بدءًا من حرب اليمن وانتهاءً بالخليج 1991، لا يجد فرق بينها إلا في الموقف؛ فخلاف حرب 1967 والاستنزاف ''كنا في مرحلة وسط بنضرب ونتضرب''، غير أن الغلبة رجحت في كفة الجيش المصري ببقية الحروب، فطالما كان الجنود في طرف الهجوم، تهون الخسائر بالأرواح والمعدات وإن عزت على القائد، فالمهمة العظمى له أن يعود رجاله إلى أهلهم سالمين، لذا كانت أرواح 450 ضابط وجندي شكلتهم كتيبة 43 ببورتوفيق حق في عنقه، عهد لزم أن يؤديه، يزيد كلما ثقلت المسؤولية ''لما كنت قائد لسرية من 30 فرد غير المئات في حرب الخليج''.
وكأنما يرى اللواء المتقاعد المشهد متجسدًا أمامه؛ القائد الإسرائيلي يقدم العلم مؤديًا التحية العسكرية، فمن ذاق عرف أن أعز شيء على الرجل العسكري هو سلاحه يقسم للحفاظ عليه ''وألا أترك سلاحي قط حتى أذوق الموت'' فتلك عقيدة العسكرية في كل مكان، لذا كانت نظرة الذل التي شاهدها ''فتحي'' في عين الضابط الإسرائيلي عنده كافية، وكذلك نظيرها وقت استلام جثث قتلاهم التي دفنها كتيبة الصاعقة بعد استلام النقطة.
تحررت نقطة بورتوفيق 13 أكتوبر، تحقق الانتصار الأصغر، لكن الحرب لم تضع أوزارها بعد ''كان عندي سرية في الثغرة وفي معركة السويس''، حتى يوم فك الحصار عن الجيش الثالث الميداني، حينها وفقط تسنى لـ''فتحي'' رؤية زوجته وابنته ''داليا'' ذات الثلاث سنوات بعد أن فارقهما يوم 1 أكتوبر، كان انفراج للحصار بما تحمله الكلمة من معنى، لم يتوقع رب الأسرة أن يراهم بعد 6 أشهر، فيكون من أوائل الضباط والجنود في تحقيق ذلك؛ بعد أن جاء طالبه رئيس أركان الصاعقة صلاح فضل بركوب السيارة معه وقت المغادرة بعد زيارته للموقع بصحبه وزير الدفاع أحمد إسماعيل، فإذا به يذهب لبيته في القاهرة، ويكلف السائق أن يعيده باليوم التالي. انقضت حرب 73، لكن الحديث عنها لا يتوقف، بضحكة سبقت الحديث يتذكر ''فتحي'' نظرة صغاره الثلاث بعد أن كبرت ابنته ''داليا'' وصارت بالصف الثانوي، وانضم إليها ''منى'' و''محمد'' الذي كان بالابتدائية، حينما اصطحبهم لموقع بورتوفيق عام 1988 وقت أن كان قائد لواء بجنوب سيناء، ومن وقتها لم يتوقف عن سرد تفاصيل المعركة حتى مجيء الأحفاد.
41 عامًا مرت على الحرب من عمر اللواء المتقاعد الذي أتم عامه الـ69، تمرق الأيام والساعات أمام عينيه؛ حبه للطيران والقدر الذي ساقه للكلية الحربية ومن ثم الصاعقة، استلام المهمة، التدريب، ساعة الصفر، لحظات الفرح والحزن، الأولى بتحرير الأرض والثانية على فقد 22 من رجاله بالمعركة، لكنهم تركوا له عزاء الذكرى، في إقدام النقيب جمال عزام، حينما بلغ المياه للعبور فيما يرى النيران والرصاص فأخذ يصيح ''أنا جاي لكم'' حتى سقط شهيدًا، صبر النقيب عادل سعيد بعد بتر قدمه، وإلحاح ضابط لملاقاة الموت ''برجليه''، فيرى صورة الملازم أول إبراهيم الشاهد؛ الشاب الذي لم يلبث أن تخرج في الكلية الحربية حتى انضم للكتيبة يوم 3 أكتوبر، فظل يكرر طلبه بالعبور وعدم الاكتفاء بكونه مسؤول نقطة لكن دائما ما رفض القائد.
في اليوم الرابع من أكتوبر جاء الخبر اليقين؛ استشهد ''الشاهد''، لم يطق الانتظار، عبر مع المجموعة المحاصرة للساتر الترابي، أتتهم النيران ليحتموا في الحفر البرميلية كالمعتاد، لكن إحدى الطائرات ألقت قنبلة تعادل 1000 رطل، سقطت قرب الضابط العشريني فلقي مصرعه في الحال، لكن ذكراه وغيره لا تفارق قائد كتيبتهم، يحتفظ بها كاحتفاظه بالصورة الشهيرة أو أشد، فهو لا يفضل اختزال ما حدث بها، وما هى عنده إلا وسيلة قدر لها البقاء ''عشان يستمر إلقاء الضوء على ملحمة وبطولات وجهد 450 إنسان ما بين ضابط وصف وجندي كنت جزء منهم، ومن ناس أدوا أحسن منى واستشهدوا''.
لمشاهدة الفيديو...اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: