إعلان

سوريا: متطرفون في الدين والإلحاد

04:05 م الخميس 08 مايو 2014

سوريا: متطرفون في الدين والإلحاد

دمشق – (هنا صوتك):

لا توجد إحصائيات دقيقة تبين نسبة الملحدين في المجتمع السوري، لكن أعدادهم زادت في الثلاث سنوات الأخيرة حسب ناشطين في هذا المجال. ويبني هؤلاء تقديراتهم من خلال معاينتهم للمحيط الضيق بين أصدقاء الجامعة والعمل، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

تطرف متبادل
"عندما يعتنق أحدهم مبدأ أو فكراً، أو يتخلى عنه نتيجة ضغط أو إرهاب فكري، سيمارس ذلك بشكل غير صحيح. هذه المعادلة تنطبق على الدين والإلحاد"، تقول الصحفية يارا توما وتتابع: "كثير من أصدقائي ألحدوا مؤخراً، نتيجة الظروف الحالية، لكنهم أصبحوا متطرفين في إلحادهم. خطابهم عنيف. لم يحملوا سلاحا ولم يقتلوا. لكن الكره سيء ونتائجه حتماً سلبية على الشخص نفسه، وعلى من حوله. التطرف في كل شيء يولد التطرف".

يعتبر الشاب زياد الذي يعتبر نفسه "لادينيا"، أن نتائج الأديان عموماً، سلبية على المجتمعات. وفي تفاصيل كل دين جزء يحض على الحروب أو مقاطعة بقية الأديان والطوائف الأخرى.

يضيف: "ربط انتشار الإلحاد بالتطرف الحاصل ضعيف. لأن التطرّف هو حالة استقطاب بين خيارين: الموافقة أو الرفض. اليوم هناك استقطاب بين مذاهب معينة، وطوائف مختلفة. أي من كان يتحدث سابقاً عن التحرر وعن اللاطائفية، عاد اليوم إلى طائفته. الإلحاد ينتشر بالمنطق والتحليل العلمي. أما التطرف فيلغي كل ذلك، ما نراه اليوم ليس أكثر من تمرد على التطرف وهو غير ناتج عن فكر إلحادي و فلسفي".

نوعان سيئان
سامي شاب من عائلة غير متدينة، يقول: "الإلحاد نتيجة طبيعية في منطقتنا، فمنذ انتهاء عهد الاحتلال العثماني، كان هناك نوعان من الدين، أحدهما دين سلطة يتعامل مع السلطة بسبب الخوف منها، والثاني متطرف نتيجة القمع. ويعطي النوعان صورة سيئة عن الدين. وهناك طرف ثالث دائماً في كل شيء، لكنه في الدين لم يظهر إلى العلن حتى الآن".

يضيف سامي: "الإلحاد هو نوع من هلوسة لا دينية، جاء كردة فعل على الخبل الديني. من الطبيعي عندما يتمثل الدين بشكل غير صحيح، أن يتم رفضه من قبل الناس. أما مشكلة الملحد فهي بقناعة وجود خالق من عدمه. الشعوب التي توالت على الأرض شعرت بقوة غريبة تحرك الكون، واختلفت في توصيفها".

يرى سامي أن سبب الإلحاد الآن، هو رجال الدين، وطريقة الدعوة الدينية. وإذا كان الدين خلق ليخدم الإنسان، لكن رجال الدين يسخرون الإنسان لخدمة الدين.

نار تحت الرماد
تقول المرشدة الاجتماعية نور: "الأشخاص ذوو التوجهات الإسلامية العنيفة، موجودون بشكل طبيعي في المجتمع، وكذلك الملحدون. ما حدث الآن أن هذه الأفكار طفت على السطح وأصبحت علنية بعد أن كانت ناراً تحت الرماد. وتطور التطرف في الاتجاهين المتعاكسين بسبب فرط العنف والفوضى. كثير من الأشخاص لم يعد لديهم خشية من التصريح باتجاهاتهم سواء دينية أو إلحادية. يكفي أن يتمتع الإنسان بموقف واضح وعقيدة ثابتة، حتى يستطيع المحافظة عليها من التطرف. عليه أن يكون متوازناً ومتصالحاً مع نفسه. وأن يرى الأمور من منظور موضوعي حتى يحافظ على هويته وأفكاره".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان