قناة السويس.. تاريخ طويل بين الأمل والعراقيل
كتبت-رنا الجميعي:
لطالما كانت قناة السويس من أهم موارد الدخل القومي لمصر، ومحور أحاديث الحكومات المتتالية، منذ أن أعطت أهمية كبرى لمصر بعد تحويل السفن والناقلات إلى رأس الرجاء الصالح، ثم الانتهاء منها عام 1869 وتحكمها في 40% من حركة السفن والحاويات بالعالم.
يقول الكاتب الصحفي ''صلاح عيسى'' أن الحكومات المصرية اهتمت بشكل عام بالقناة منذ عهد الخديوي اسماعيل، ومرت بالعديد من العثرات منها الخلاف على بيع قناة السويس لبريطانيا، وظلت حق انتفاع القناة للحكومة الفرنسية، فيما اشترت بريطانيا حصة مصر، ولذا قام تأميم قناة السويس في عهد الرئيس الراحل ''جمال عبدالناصر ''.
الحركة الوطنية
من المعارك التي خيمت على قناة السويس أيضًا، حسب كلام ''عيسى''، في عام 1909 بعهد الخديوي عباس حلمي الثاني، لمد امتياز المجرى الملاحي مرة أخرى، وكان شعار ''تأميم قناة السويس'' هو شعار الحركة الوطنية منذ الأربعينات قبل تأميم القناة فعليًا بستة عشر عامًا، وأوقف ''عبدالناصر'' امتياز القناة قبل موعدها الحقيقي باثنى عشر عام، وجعلها شركة مساهمة مصرية، وشجع إجراء تأميم قناة السويس حركة التحرر العالمية لإنهاء ظاهرة الاستعمار.
يفصل ''عيسى'' ظروف تأميم قناة السويس، أن القناة بعد معاهدة 1936 ارتبطت بوجود قاعدة بريطانية، مما جعل لبريطانيا تواجد عسكري ودولي، ومنذ الثورة أصبح الاهتمام منصب أكثر على القناة، ومما شجع على ذلك تأميم البترول الإيراني عام 1950، وقام ''عبدالناصر'' بدراسات عن القناة والإستعداد للتأميم في الموعد المحدد، إلا أن تعقدت الظروف السياسية، منها رفض البنك الدولي لتقديم قرض لتمويل السد العالي، مما بكّر بميعاد التأميم.
تعرضت قناة السويس للإغلاق أكثر من مرة، منها وقت العدوان الثلاثي عام 1956، والذي جاء كتداعيات لتأميم القناة، والنكسة عام 1967، وحرب أكتوبر عام 1973، وذلك بأيدي السلطات المصرية، وبعد انتهاء الحروب يعاد فتح القناة وتحسينات لتعميق المجرى الملاحي.
خطاب الرئيسين
أعاد مشروع محور قناة السويس، حديث القناة للأذهان، بعد خطاب أمس للرئيس ''عبدالفتاح السيسي''، والجديد كما يذكر ''عيسى'' عن المشروع هو إنشاء مناطق تجارية كبيرة على ضفة القناة.
فيما يُقارن ''عيسى'' بين خطاب ''عبدالناصر'' و''السيسي'' عن قناة السويس، وأن المشترك بينهم هو ترسيخ الوطنية المصرية، وتأكيد استخدام مصر لمواردها، واستغلالها من أجل رفاهية المواطن، فالرئيس الراحل أراد تأميم القناة لبناء السد العالي.
وتوافقا الرئيسين أيضًا في تبسيط الخطاب المستخدم، ليصل إلى المواطن العادي، لخلق الاهتمام به، فيما يعلق ''عيسى'' أن ''عبدالناصر'' كان يترجم الخطاب إلى العامية لتسهيله.
أما المختلف بين ''عبدالناصر'' و''السيسي'' هو اللهجة المستخدمة، حيث يستغل الرئيس الراحل الألفاظ الحماسية في الحديث، في حين كان خطاب الرئيس الحالي يثير العقلانية ومحاولة الاقناع.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: