مأساة ''علي''.. الحكم عسكريا بسبب ''مغالطة قانونية''
كتبت-هاجر حسني ودعاء الفولي:
الثالثة صباحا استيقظ آل ''محمد'' على جلبة، سيارات أمن تحاوط المنزل الكائن بمنطقة ''مينا البصل'' بالإسكندرية، ضباط شرطة يسألون عن علي، الابن الأكبر لمحمد، غير أنه لم يكن في منزله، فقاموا بالقبض على الأب، كان ذلك في الماضي، حيث روى الوالد الذي تم الإفراج عنه بعدها بساعات، إن علي كان في طريقه لتسليم نفسه، لكن أصدقائه طلبوا منه التروي، خوفا من ألا يفرجوا عن الوالد والأخ ''لكن تم القبض عليه من القهوة مع 7 من زمايله في نفس اليوم''، تم ترحيل الشباب إلى مديرية أمن الإسكندرية، والإفراج عن الوالد، وبقية زملاء علي إلا هو.
واقعة حرق قسم شرطة والتي اُتهم فيها المقبوض عليهم بمن فيهم علي لم تحمل دليل قوي على أنهم الفاعلون، فعدم وجود شهود على الحادث أو أحراز تُثبت التهمة عليهم جعل موقفهم يظهر وكأنه قوي، ''فوجئنا بإحالة القضية للقضاء العسكري على الرغم بأن القرار ليس نهائيا، حيث تم تطبيق قانون المنشآت العسكرية بأثر رجعي لأن المتهمين تم القبض عليهم في 17 أكتوبر، والقانون تم الإعمال به في يوم 28 أكتوبر، وبالتالي فهناك خطأ في تطبيق هذا القانون''، قالها حمدي خلف، محامي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية والمسئول عن القضية.
ولكن القضية لم تنتهِ عند هذا الحد؛ فقدم خلف تظلم يحمل رقم 228 للتأكيد على أن تطبيق القانون على الواقعة هو خطأ قانوني، لأن القانون يتم تطبيقه على الوقائع التي تلي إصدار القانون أي من بعد يوم 28 أكتوبر وما تم قبلها لا يندرج تحت هذا القانون.
يدرس علي بالسنة الثالثة بكلية الهندسة، تم التجديد له عدة مرات، 15 يوما في كل مرة، الطالب محتجز الآن بسجن برج العرب، يحكي الوالد: ''ابني ملوش في حاجة والله.. لا بينزل مظاهرات وصحابه عارفينه يتكلموا عنه.. وتحريات الأمن الوطني عنه مقالتش حاجة.. ومفيش قضية''.
وبالرغم من أنه تم الإفراج عن زملاء علي إلا أنهم لم يسلموا من استقبال حافل لهم بالقسم حيث تم تعذيبهم وهو ما أثبتته تقارير الطب الشرعي كما جاء في رواية الدكتورة ايمان سلام؛ أستاذة في كلية العلوم جامعة الإسكندرية ومحكم عربي دولي، فمن خلال متابعتها للقضية أكدت كلام والد علي منذ أن تم القبض عليه وزملاءه حتى الآن ''بشهادة عدد منهم تم تعذيبهم، بعد القبض عليهم رابع يوم عيد الأضحى، وفي منهم تم صعقه بالكهرباء وتقرير الطب الشرعي أثبت ده''.
''تقارير تحقيقات النيابة نفت وجود أي تلفيات في نقطة الشرطة بعد معاينتها''، قالت سلام، إلا أن ذلك لم يمنع إحالتهم للقضاء العسكري، ومحاكمتهم بقانون صدر عقب القبض عليهم.
يحاول الوالد حاليا الحصول على تصريح كي يجري الابن الأكبر امتحانات منتصف العام داخل السجن، والتي بدأت10 يناير، ينشغل الأب بطالب الهندسة قائلا: ''مش عارف هيذاكر إزاي.. هو بيحكيلي إن السجن زحمة وبيناموا بالعافية''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: