بالصور- في 11 /11.. حديقة الحيوان "خائفة" وزائروها قليلون
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتبت-دعاء الفولي:
داخل حديقة الحيوان، وقريبا من بابها المُطل على كلية الهندسة، جلست حياة ذات الـ60 عاما أمام مسجد السيدات المُغلق. آذان الجمعة يرتفع مُعلنا قدوم الصلاة. إحدى العاملات بالحديقة طلبت من السيدة الستينية فتح باب المسجد، فقالت حياة: "مش هفتح السيدات انهاردة عشان فيه مظاهرات وخايفة يحصل حاجة". على غير عادة يوم الجمعة كانت حديقة الحيوان بالجيزة، خاوية على عروشها إلا من أسر قليلة حضرت.
بين العاملين بالمكان والأمن والزائرين لم تختفِ سيرة دعوات التظاهر في 11 نوفمبر، إلا أن صبري عبد المنعم لم يكن يعلم عنها شيئا، فاصطحب ابنيه عمار ومُعتصم لزيارة الحديقة، قادمين من منطقة فيصل "لما جيت هنا قالولي على المظاهرات بس الشارع أمان فقلت أخلي العيال يتفسحوا وبعدين نروّح".
10 آلاف شخص هو متوسط زائري حديقة الحيوان في أيام الجمع، حسبما يقول رأفت عبد الله، مدير الحديقة لمصراوي. إلا أن اليوم ظل الإقبال ضعيف منذ فتحت أبوابها في التاسعة صباحا. فُيضيف مُدير لحديقة "مفيش ولا رحلة جت انهاردة من أي محافظة".
في المقابل لم ترتضِ زينب محمد البقاء في منزلها، شدت الرحال صباحا من محافظة المنوفية مع زوجها وأبنائها لزيارة الحديقة البالغ مساحتها 80 فدانا. "كنت عارفة من أسبوعين إن فيه مظاهرات".. تقول السيدة، مؤكدة أن العائلة حذرتها من اختيار الجمعة "بس قصدت أنزل عشان أعرّفهم إن كل دة كلام فارغ ومفيش حاجة هتحصل". حين اتخذت طريق الحديقة لاحظت انتشار دوريات الأمن بشكل كبير، ما أضفى طمأنينة على قلبها، حسبما تُوضح.
دلف مواطن من باب الحديقة القريب من ميدان النهضة، بدا التوجس على وجهه، سأل الأمن عن التظاهرات، فجاء الرد: "لحد دلوقتي الدنيا تمام بس ممكن الجنينة تتقفل في أي وقت لو حصل حاجة". اضطر الرجل لاستكمال طريقه للداخل متضررا، وفي تلك الأثناء جلس سمير عبد السلام على مقعد بينما ولداه يلعبان حوله.
من شبرا إلى الحديقة ذهب سمير. سمع عن التظاهرات لكن رضخ أمام رغبة ولديه في الخروج. يعتقد الأب الستيني أن الاحتجاجات لن تُقدم شيئا "حتى لو شالوا الحكومة ولا الرئيس هييجي بدالهم وبرضو مش هنبقى أحسن لأن البلد أصلا فقيرة ومفهاش موارد".
بجوار بيت الأسد اتخذت أسرة مُكونة من ثلاثة أفراد مجلسا، أمامهم قبع حارس قفص الحيوان المفترس وحيدا. شوارع الحديقة صارت أشبه بأرض مهجورة، حتى أن مجموعة من عاملات النظافة اجتمعن لتناور الإفطار مُستغرقات ما يزيد عن نصف الساعة دون أن تُزعجهن قمامة الزائرين، وظهرت الراحة على وجوههن، بينما استبد الضيق بعلي عبد الكريم-حارس قفص النعام- لعدم وجود زبائن يحصل منهم على جنيهات قليلة مُقابل إطعام الحيوانات.
تركت محاسن محمود ساقها اليمنى مفرودة على مقعد عريض، منتظرة عودة أحفادها مع والدهم. لم تحسب الجدة لدعوات التظاهر حساب، فقد ارتاحت نفسها أول أمس مع فوز دونالك ترامب برئاسة أمريكا "لو هيلاري كانت فازت يبقى هتدعم الإخوان وبالتالي كانوا هينزلوا وقلبهم هيجمد.. بس لما خسرت عرفت إنهم مش هيفتحوا بقهم".
الخروج في سبيل خفض الأسعار لا يُقنع السيدة العجوز "بعاني زي ما الناس بتعاني بس همسك على بطني لحد ما الأزمة تمر"، صارت تستبدل اللحوم بالبقوليات أحيانا أو تُقلل من شراء الدواجن والأسماك، تقول إنها قد تفعل أي شيء مقابل ألا تعم الفوضى، حسب تعبيرها.
على بُعد أمتار من بوابة الرحلات بالحديقة جلس ضابط شرطة متململا، وتشاغل أخر في الحديث عبر الهاتف. عدد دوريات الأمن الموجودة في محيط المكان لم تختلف عن أيام الجمعة الأخرى، حسبما صرح مُدير الحديقة لمصراوي، غير أن أفراد المباحث كانوا أكثر من الاعتيادي.
الملل تسرّب أيضا إلى حمودة حارس بحيرة البجع. اعتاد الرجل الستيني مشاكسة الأطفال المارين في الأيام المُزدحمة، أما اليوم فقد جلس لبعض الزوّار مُتحدثا معهم لحين ميعاد العودة للمنزل.. سعر السكر كان مُحور كلمات الرجل، تبدو تعبيراته كمن فاض به "أروح أشتري كيس السكر بـ12 جنيه.. ليه؟". يُذكّره صديقه العامل بالكافتيريا أن الأمن موجود في المحيط، فيقول: "يا أخي الواحد تعب.. والله لولا الشغل كنت نزلت انهاردة المظاهرات.. على الأقل يمكن الأسعار تخف شوية بدل البؤس اللي بنشوفه دة".
فيديو قد يعجبك: