المركز الذي وضع "منصة إنقاذ" للاجئين في البحر: حكومات العالم رفضت مساعدتنا (حوار)
حوار- محمد مهدي وسارة عرفة:
من ميناء صقلية، في أحد الصباحات منذ أكثر من عام، حملّ عدد من المتطوعين منصة إنقاذ لداخل البَحر، قاموا بتثبيتها وإعدادها للعمل، ثم دفعوها في قَلب المُحيط، من أجل مساعدة اللاجئين الذين يضلون طريقهم في البحر أو يتعرضون للغرق نظرًا لسوء المراكب التي يستقلونها من بلادهم إلى أوروبا. كل ذلك بإشراف من المركز الأوروبي " Zentrum für Politische Schönheit"-مركز الجمال السياسي، الذي أطلق على المنصة اسم الطفل "إيلان".
مركز الجمال السياسي، مكون من مجموعة فنانين، يعرض الجانب المُظلم للسياسة بأداء فني غير مُعتاد-وفق الوصف المُزيل بموقعهم الرسمي- في مسعى منهم للضغط على الحكومة الألمانية للاستجابة إلى مطالب تُساعد بدورها على استقبال اللاجئين، ويُعرف عن المركز نشاطاته المثيرة للجدل والتي تسعى للتأثير على الرأي العام من خلال عُنصريّ الصدمة والمفاجأة .
ومنصة"إيلان" عبارة عن طوق نجاة للاجئين، مساحتها 6 متر طولا وعرضا، بها احتياطات غذائية وأطواق نجاة وأضواء ملاحة، فضلا عن جهاز تحديد مواقع بتقنية الـGps، وجهاز مكالمة طوارئ للإبلاغ عن حالتهم، وسارية علم وكاميرا.
عبر الإنترنت، تواصل مصراوي مع مركز الجمال السياسي، للوقوف على تفاصيل أكثر عن التجربة، ما جرى خلال العام المنصرم، الحكومات التي مدت يد العون لهم، عدد المنصات التي من المفترض دفعها إلى المحيط، وهل تم إنقاذ أي غرقى حتى الآن أم لا.
- متى بدأتم العمل على المنصات؟
بدأت النواة الأساسية للمشروع منذ عدة سنوات وكان اسمه بالألمانية " Seerosen für Africa " أي "زنابق الماء من أجل إفريقيا"، وكانت المنصات مُكلفة حينذاك في تركيبها وتثبيتها مع عدد من المنصات الأخرى والتي كانت على شكل زنابق.
- كم عدد المنصات التي قمتم بالانتهاء منها؟ والجاري الإعداد لها؟
هناك منصة واحدة حتى الآن، وهي بداية مبشرة، وهناك عددا آخر من المنصات بدأنا في التجهيز لها منذ أسابيع.
- ما الهدف الذي تعملون من أجله في تلك المبادرة؟
من وجهة نظرنا فنحن نحاول العمل في المساحات الممكنة من أجل بناء مدينة فاضلة في المستقبل، لذا نرغب في إنقاذهم جميعا، من أجل ذلك ينبغي النظر للجسر على أنه خطوة لنهاية معاناة اللاجئين.
-ما هي الدول التي توصلتم معها لتثبيت المنصات داخل البحر؟
في الحقيقة كنا نرغب في التعاون مع الحكومة النمساوية، لكن بعد مرور فترة من التواصل معهم قرروا أن يحتفظوا بصمتهم تجاه القضية، لكننا نأمل في المستقبل أن يتم التعاون مع الاتحاد الأوروبي.
-هل تعاونت معكم أية حكومات أخرى لتنفيذ التجربة؟
لم نتلقَ دعمًا من أي حكومة، فجميعهم رفضوا التعاون معنا.
- حصلتم على دعم من مؤسسات أو جهات دولية؟
هناك اتصالات عدة معهم، لكن ما يعيق هذا التواصل أننا لسنا جمعية أهلية بالشكل التقليدي المتعارف عليه.
-هل استطعتم إنقاذ أي شخص بعد تثيبت تلك المنصات؟
في الحقيقة لا، لم ننقذ أي شخص، لكننا نتمنى أن تتغير الأرقام في حالة تدخل الحكومة بتنفيذ عدد أكبر المنصات لإنقاذ الأرواح.
- هل المنصات المستهدف تنفيذها كافي لإنقاذ اللاجئين؟
هذا يتوقف على مدى فهم المسؤولين واهتمامهم بتلك المنصات، الذين يجب أن يتخذوا خطوات جادة لحل مشكلة اللاجئين بدلا من التركيز على القضايا المعقدة، فالأمر ليس معقدا بشأن إنقاذ اللاجئين، حيث يمكن ذلك باتخاذ عدة قرارات.
- ما هو دوركم بعد تجهيز تلك المنصات في البحر؟
نحن نفكر ونعمل باستمرار وبشكل دائم لإيجاد طرق لتحفيز المسؤولين للتحرك من أجل اللاجئين، فلا يوجد وقت لانتهاء أعمالنا.
-ما هو مصدر تمويلكم؟
التبرعات والميزانيات التي نحصل عليها من عروض فنية تُقدم في عدد من المسارح.
- أطلقتم اسم "إيلان" على أول منصة قمتم بتنفيذها.. ما السبب؟
كان هذا بغرض إهداء المنصة لروح إيلان وتكريمه، ولكل النماذج الأخرى الذين راحوا ضحية السياسة اللاإنسانية للاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين.
-في رأيكم لماذا تحركت منظمات المجتمع المدني بعد هذا الحادث ؟
نعتقد أن الصورة كان لها تأثير قوي على الذاكرة الجماعية، فجميع المنظمات التي تخدم المجتمع المدني رأت أنها من خلال استخدام تلك الصورة وقضية اللاجئين قد تصبح محط اهتمام من جديد.
-لديكم مبادرات أخرى بخصوص اللاجئين؟
نعم، قمنا بتدشين مبادرة "الموتى قادمون" العام الماضي، إذا قومنا بوضع الأكفان وعمل 100 حفرة وضعت عليها الصلبان أمام باب البرلمان الألماني، في إشارة إلى اللاجئين الذين يقضون نحبهم في طريقهم للوصول إلى أوروبا.
أيضًا قمنا بمبادرة وهمية، لم تُنفذ لكننا أعلنا عنها للضغط على الحكومة الألمانية، وهي برنامج تخيلي لإنقاذ 55 ألف طفلا سوريًا من الحرب، تحت إشراف الحكومة.
-هل لكم أنشطة في نواحي أخرى؟
لدينا أنشطة عِدة، من بينها مبادرة تهدف إلى وقف أضخم صفقة أسلحة في تاريخ ألمانيا الحديث، من خلال عرض مكافأة قيمتها 25 ألف يورو على أي دليل يُدين أيًا من أطراف تلك الصفقة.
-هل وصلتكم أية رسائل من اللاجئين بخصوص عملكم؟
نعم، هناك تواصل بشكل كبير.
- هل لديكم نصائح للدول الأوروبية المضيفة للاجئين؟
رسالتنا نوجهها للناس والمسؤولين داخل حدود أوروبا، وهي إنقاذ البلاد من الانهيار عن طريق إنعاش التقاليد والمعايير الفلسفية والأخلاقية والإنسانية.
-مؤخرًا هناك انطباعات سيئة تروج عن اللاجئين العرب، هل تلقيتم أية تعليقات مشابهة؟
بالتأكيد هناك جحافل تحاول التعبير عن مشاعر خوفهم من اللاجئين العرب برسم صورا مرعبة عنهم.
فيديو قد يعجبك: