بالصور: في العريش.. كيف تخرج أوراق ثبوتية لمواطنة دون علمها؟

كتبت– يسرا سلامة:

في أحد مكاتب استخراج الأوراق الثبويتة بمحافظة شمال سيناء، تحديدا بمنطقة العريش، كانت "ر.ر"، الخريجة من مرحلة الدبلوم، قد دفعت لتوها عشرة جنيهات كحوالة بريدية، وفي طريقها إلى مكتب مديرية التربية والتعليم بالمحافظة لاستخراج شهادة النجاح، لتدلي إحدي الموظفات لها "ما أنتي خدتي نسخة من الشهادة من ساعة.. عايزة واحدة تاني؟"، وتفاجأ الفتاة بأن أحد الأشخاص المجهولين استخرج لها شهادة نجاح دون موافقتها أو علمها.

الصدفة التي عرفت بها الطالبة التي تحفظت على ذكر اسمها لـمصراوي، تحولت إلى ذعر، خاصة في محافظة تعيش على حافة الأوضاع الأمنية المقلقة، وبين مواطنين ينتحلون شخصيات أخرى، من غير ذي صفة، لم تجد الطالبة المذكورة أن الأمر مصادفة لها وحدها، بل أنه تم لآخرين، وطرحت -لنفسها ولشكوتها لمصراوي- سؤالا لا تملك له إجابة "إن كان بمقدور شخص استخراج أوراق باسمي دون موافقتي، هل يمكن استخراج بطاقة أو شهادة ميلاد أو غيرها من الأوراق الثبويتة؟".

هذا السؤال توجهت به "ر" إلى مكتب خدمة المواطنين أولا في محافظتها، وهو الجهة الأولى التي تستقبل الحوالة البريدية قيمتها 10 جنيهات لاستخراج بيان النجاح، لتحصل على رد واضح، أن الشخص الذي دفع الحوالة دفع أضعافها عشر مرات، أي قرابة 100 جنيه، من أجل أن يتم استخراج شهادة النجاح دون توكيل من صاحب الشهادة، وتلك معلومة عرفتها بشكل غير رسمي، أما رسميا أن هذا "المجهول" هو من مكتب خدمة مواطنين خاص، يوفر خدمات حكومية.

بعدها توجهت الفتاة ووالدها إلى مكتب مديرية التربية والتعليم التابع لها، وسألت كيف يتم استخراج أوراق لغير ذي قرابة، ليكون الرد أن الشخص المجهول لديه أوراق تقول بأن لديه مكتب خاص في المحافظة يسهل للمواطنين خدمات حكومية، وأن تلك الاوراق كافية من الناحية الشكلية لاسخراج الأوراق له.

"يا ترى ليه فيه شخص يدفع 100 جنيه في بيان نجاح وعارف اسمي بالكامل، وبيجمع معلومات عني؟".. سؤال أقلق الفتاة العشرينية، وعلى الرغم من وجود تعليمات معلقة في وسط المديرية أنه لا يجوز قانونا - وفق القرار الوزاري 381 لسنة 2010 والقانون رقم 14 لسنة 1993- تسليم المخرجات لغير أصحابها، وأن يكون الرسم باسم صاحب المؤهل، واسم السيد مدير عام الامتحانات.

بالمصادفة وحدها التقت الفتاة هى ووالدها هذا الشخص "المجهول" خلال استخراجه أوراق أخرى من داخل المديرية، ليقول إنه صاحب مكتب تسيير خدمات، ثم يتهرب من الاجابة بشكل مباشر عن أسئلتها، ومن بعد ذلك تتعرف الطالبة على مقر هذا المكتب وتلتقط صورا له، وتتخذ خطوة قانونية حيال هذا.

تقول الفتاة إنها تقدمت ببلاغ في قسم الشرطة رقم 20 أحوال، بأن مواطن يستخرج أوراق لها بغير ذي صفة، ولبلاغ الآخر في الشؤون القانونية لمديرية التربية والتعليم، بخروج مستندات لمواطن مجهول، أيضا دون صفة، على أمل أن يتم التحقيق في كلا الشكوتين.

المصادفة أيضا قادت الفتاة لقصة سمعتها في سجل الأحوال المدنية التابع لوزارة الداخلية بمحافظة شمال سيناء، أن هناك أحد الأشخاص الآخرين قد زور بطاقة باسم وكيل المديرية، بحسب رواية تناقلت هناك.

وردا على الشكوى، قال مدير مديرية التعليم بسيناء عادل عبد المنعم إن هناك تعليمات صارمة بعدم خروج بيانات النجاح للطلاب إلا لأولياء الأمور والطلاب فقط، مؤكدا لـ"مصراوي" إن صحيفة الأحوال بأي مديرية تعليمية تشدد على مصلحة الطلاب، مشيرا إلى أن أي طالب من حقه التقدم بشكوى إلى شؤون الطلبة بالمديرية من أجل التحقق منها.