جمال بخيت: غلاف "صباح الخير" تضامنًا مع المهنة.. ومطالب الصحفيين "صرخة" (حوار)
كتبت-دعاء الفولي:
غابت أجسادهم، وظلت وجوههم حاضرة؛ محمد حسنين هيكل، صلاح جاهين، رفاعة الطهطاوي، سلامة موسى، أنيس منصور وطه حسين؛ تراصّوا جميعًا على غلاف مجلة "صباح الخير"، التابعة لمؤسسة روز اليوسف، فيما تتوسطهم جُملة "ارفع رأسك فوق أنت صحفي".
في خطوة تضامنيّة مع حرية الصحافة، والمعركة التي تخوضها النقابة حاليًا لتنفيذ المطالب، قرر الشاعر جمال بخيت، رئيس تحرير "صباح الخير"، التأكيد على فخره بالمهنة مهما كانت الظروف، حسب قوله.
مصراوي حاور "بخيت" لمعرفة كواليس الغلاف، وللحديث عن قضية الصحفيين ووزارة الداخلية، وكيف يرى مبادرة لجنة الثقافة والإعلام للوساطة بين النقابة والوزارة لحل الأزمة.
-كيف جاءت فكرة غُلاف العدد الأخير من "صباح الخير"؟
من وحي الأحداث؛ فالهجوم في بداية الأزمة كان يتوجه للنقيب وأعضاء الجمعية العمومية، ثم صار يمسّ الصحفيين، ثم المهنة نفسها، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يحقر بعض روّادها من دور الصحفيين بشكل عام، ولأني لا أحب الرد على الإهانة بالإهانة، فأفضل طريقة من رأيي كانت الرد بطريقة إيجابية؛ يظهر فيها عظماء المهنة الذين قادوا دروب التنوير، لذا أخبرت الزملاء بمجلس التحرير أن الغلاف يجب أن يحوي جملة "ارفع رأسك فوق أنت صحفي"، ومن حوله ننثر صور هؤلاء القادة، وفكرنا سويًا في الشخصيات التي سنختارها.
-لكن بعض الموجودين عل الغلاف ليسوا صحفيين بالأساس؟
بالطبع، مثل طه حسين فهو أستاذ جامعي بالإضافة لكونه أديب، لكن الصحافة كانت ملاذه وآخرين من المبدعين لنشر أعمالهم ودعمهم، بالإضافة للزعماء الذين استخدموا الصحافة للدفاع عن الوطن، مثلما فعل مصطفى كامل حين أنشأ جريدة اللواء المتحدثة باسم الحزب الخاص به، أو كما أنشأ الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني بإنشاء مجلة العروة الوثقى لتجديد الخطاب الديني. حرصنا أيضًا أن تكون شخصيات الغلاف من مدارس فكرية ومؤسسات صحفية مختلفة.
-في رأيك.. كيف يمكن دعم قضية الصحفيين بالوقت الحالي؟
أن نُذكر العقل الجمعي بأهمية الصحافة، وأن نقول للمجتمع أننا خضنا من أجلهم معارك سابقة، ولم نفعل ذلك رغبةً في سلطة، وأننا نحاول توصيل أصواتهم حين يقف الآخرون ضدهم، لذلك فإهانة مهنتنا ليست أمرًا مستقيمًا.
-لكن البعض يرى أن شعار "ارفع رأسك فوق أنت صحفي" فيه تعالي على الآخرين؟
نحن بالفعل نفتخر بكوننا صحفيين، لكن هذا لا يعني أننا نتعالى على أحد، فأنا هنا لا أقارن بين الصحفي وأي مهنة أخرى، كما أني مواطن كرامتي اُنتهكت ثم مهنتي، فمن حقي أن أدافع عنها، كما من حق الأطباء أو المهندسين أو ضباط الشرطة أن يفعلوا.
-ما رأيك في المبادرة التي تقودها لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النوّاب للتوسط بين النقابة و"الداخلية"؟
أعتقد أنها مبادرة جيدة ومُرحب بها، لكنها متأخرة لدرجة كبيرة؛ فقد كان من المفترض أن يتم طرحها قبل أن تتفاقم الأزمة، وحتى قبل اجتماع الجمعية العمومية الأربعاء الماضي، لكن للأسف إدارة الأزمات في مصر سيئة للغاية، فالحكومة ليست لديها فلسفة للتعامل مع مثل تلك الأحداث ومحاولة احتوائها..
-هل ترى أن سقف مطالب الجمعية العمومية كان مرتفعًا كما قيل؟
أنا أنظر للأمر من زاوية مختلفة؛ فتلك المطالب هي صرخة مجتمع الصحفيين، تعرض ذلك الوسط لمرارات عديدة، وقد تراكمت تلك الأزمات حتى جاء اقتحام النقابة، فكان كالقشة التي قصمت ظهر البعير. الأمر لا يقتصر على انتهاك الحريات فقط، فمثلا المؤسسات الحكومية الصحفية عليها فوائد ديون بالملايين، ومطلوب منها أن تُسدد وتدفع الضرائب وأن توفر بيئة عمل جيدة وتدفع مرتبات الصحفيين، فنرى أن مؤسسة كـ"روز اليوسف" مدينة للتأمينات الاجتماعية بفائدة دين 220 مليون جنيه، في حين أن أساسي الدين 30 مليون جنيه، وفي النهاية أقول إنه من العيب أن نترك مؤسسات صحفية تنهار لأن إرثها من المشاكل ضخم، لدينا أيضًا من المشاكل المتراكمة قلة أجور الصحفيين خاصة الشباب، وكذلك المعاشات.
-البعض يقول إن مطلب اعتذار الرئاسة لم يكن مُبررًا.. ما رأيك؟
أظن أنه "مكانش له لزمة"، فهناك أشياء أكثر أهميّة؛ مثل القوانين التي لا تدعم المهنة، فبينما يتم الترويج لحبس الصحفي إذا ما نشر خبرًا غير صحيح، لا يوجد قانون لحرية تداول المعلومات يسمح له بالحصول على معلومة كاملة، أو يضمن له أن المعلومة التي يقولها المصدر صحيحة.
-أخيرًا.. ما تعقيبك على اجتماع بعض أعضاء الجمعية العمومية بمقر مؤسسة الأهرام؟
لا أريد التعليق.
فيديو قد يعجبك: