رئيس فريق جهاز الجيش: الصحة اعتمدت العلاج به.. واللواء ''عبد العاطي'' قاللي: دي صفقة حياتي
حاوره- مصطفى الجريتلي ورنا الجميعي:
تصوير- محمود بكار:
"باخد الإيدز من المريض وأغذي الجهاز بيه وأديهوله صباع كفتة يتغذى بيه".. مجازًا استعرض اللواء ابراهيم عبد العاطي كيفية عمل جهاز علاج فيروس سي والإيدز.
الحديث الذي جاء في فبراير من عام 2014، جاء كإعلان رسمي عن علاج مجاني للمصريين مازال في طور البحث، اشتهر إعلاميا باسم جهاز "الكفتة"، وله فريق بحثي ترأسه الدكتور أحمد مؤنس، الذي ظهر أكثر من مرة في محطات تليفزيونية يخوض سجالات وتقف أمامه جبهات مضادة تُعلن عدم علمية الجهاز، حتى وصل الأمر إلى قيام أحد أعضاء نقابة الأطباء برفع شكوى ضد تسعة مشاركين في الجهازين مطالبًا بإحالتهم للتحقيق في الترويج لأجهزة التشخيص وعلاج الأمراض الفيروسية، وبالفعل بعد عامين أحيل دكتور مؤنس للجنة التأديبية بتهمة الترويج للجهاز مما أدى للإضرار العمدي بالملايين من المواطنين المصريين من جراء انتظارهم العلاج.
ومع إحالة دكتور أحمد مؤنس للجنة التأديبية، كان لزامًا معرفة رأيه في كل ما حدث، حاوره "مصراوي" ليعرف كواليس ما دار بينه وبين القوات المسلحة، وحقيقة تأجيل العمل بالجهاز وعدم عرضه في مؤتمر طبي. وكيف ولماذا وافق؟، وعلاقته باللواء عبد العاطي، وما الذي سيؤدي مع استمرار وقوفه وثباته على رأيه؟، وأطلعنا بدوره على عدد من الوثائق التي توضح بعض اللبس منها موافقة وزارة الصحة وترحيبها بالجهاز... وإلى نص الحوار:
تم اتهامك في تحقيق النقابة بالترويج للجهاز، والإضرار العمدي بصحة ملايين من المصريين.. كيف ترى ذلك؟
الترويج يعني عرض سلعة للبيع، وقد أعلنت القوات المسلحة عن عدم بيع الجهاز، وعلاج المصريين بالمجان، فأين الترويج؟، أما التهمة الثانية وهي الإضرار بصحة الملايين من المرضى، من خلال توقفهم عن العلاج، إذا أضريت شخص، فأقل ما يقوم بعمله هو الإسراع لأقرب قسم وعمل بلاغ، أو "هيروح النقابة"، لكن لم يشتكي مني أحد.
وكم مرة استدعيت فيها للتحقيق؟
لم استدع سوى مرة واحدة، بنهاية عام 2014.
لنرجع للبداية.. كيف تم اختيارك للإشراف على جهاز القوات المسلحة لفيروس سي؟
جاءني تكليفًا بجواب رسمي من قبل الهيئة الهندسية؛ حيث استدعوني لمقابلة رئيس الهيئة فذهبت إليه، وقال لي :"احنا اخترناك عشان عندنا بحث عن فيروس سي وعاوزينك تشارك معانا فيه"، وذلك كان يوم 1-7-2012.
كم المدة التي استغرقها الاجتماع؟
استغرق مدة 10 ساعات، اطلعت على العديد من الورق الموجود في خزينة مكتب رئيس الهيئة العامة، رأيت ورق تعاقد القوات المسلحة مع مستشفى حميات العباسية، كذلك بروتوكول مبدئي بين وزارة الصحة والقوات المسلحة الذي أكدت أن نتائج الجهاز مبشرة، ولابد من تجربتها على الإنسان.
وكيف تأكدت بأن البحث علمي بالفعل؟
الحقيقة أن عميد من الهيئة الهندسية أحضر لي ورق البحث كله، أولًا أمان الجهاز صادر من الكلية الفنية العسكرية تحديدًا من قسم الليزر "الجهاز بينتج عنه أشعة فوق زرقاء ودي تم تحليلها عشان نعرف هل هي ضارة على المريض ولالا"، ووصلت نسبة الأمان 100%، وتم التحليل أيضًا في كلية البنات بجامعة الأزهر، وللمرة الثانية أثبت أمانه، كما أن الكبسولات تم تحليلها في معمل بدولة روسيا اسمه دوجما ونسبها لا تتعدى السُمية، وأوصى باستخدامها كمغذي للكبد.
وما هي الكبسولات؟
أعشاب، الكبسولة تحتوي على 12 عنصر عشبي، وهي معلنة وصحية لزيادة المناعة في الجسم.
وماذا كانت مراحل الجهاز؟
الجهاز يمر بأربعة مراحل، الأولى هي المعمل ثم الأنابيب، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي الكشف على المرضى، بعدها عُرضت النتائج على وزارة الصحة وأفادت بأنه لابد من توسيع النطاق والبحث، وهو ما قاله اللواء طاهر عبدالله، رئيس الهيئة الهندسية السابق، بأنه سيحدث في شهر يونيه، فالخطة كانت الاتجاه للكشف في المستشفى العسكري بالمعادي، ومستشفى قصر العيني، ومستشفى جامعة عين شمس، وآخر بالمنيا "ولا حاجة من دي طبعًا حصلت من وقت الإعلان عن الجهاز".
وكم عدد المرضى الذي تعرضت لهم ومن اختارهم؟
مختارون من وزارة الصحة، حيث تم اختيارهم وفقًا للبروتوكول بين وزارة الصحة ولجنة أخلاقيات البحث العلمي، والقوات المسلحة، وقُسّم المرضى إلى 5 مجموعات، كل مجموعة عددها عشرة.
قيل وقتها إن الجهاز كان يُعالج أيضًا مرضى الإيدز ؟
بالفعل كان هناك مرضى مصابين بفيروس سي وآخرون بالإيدز ولكنني كنت أشرف على مصابي فيروس سي، واختاروني للإجابة على أسئلة تتعلق بتحقق المرض "يعني المريض دا عنده فيروس سي ولا لا"، وحالته إثر استخدامه الجهاز.
هل يُمكنك تعريف الجهاز ببساطة؟
يُشبه جهاز غسيل الكلى، يسحب الدم ويرجعه مرة أخرى.
كيف كانت بدايات العمل على الجهاز في حميات العباسية؟
بدأت الكشف على 10 مرضى كل 18 يوم، من خلال جهازين؛ الأول جهاز الكشف Cfast، وطلبت جهاز PCR، لأنه معترف به عالميًا، وتحول ما أقوم به إلى بحث داخل بحث "بيشوف دقة السي فاست بالنسبة للبي سي آر، وبيشوف الاتنين بالنسبة للعيان"، وأنا أراقب المريض الذي لم يتلق أية أدوية أخرى، هل تحسن أم لا، أو هل ظهرت أي أعراض جانبية "كل العيانين شايفهم تحسن رهيب، المريض أشوف وشه شاحب بعد عشر أيام وشه أحمر"، ظللت أتردد على المشفى يومين في بادئ الأمر، ثم ثلاثة أيام، وبعدها ذهبت يوميًا.
هل كانت هناك أعراض جانبية؟
بالعكس الكل كانت صحته تتحسن، حينما تُعرض عليّ التحاليل تأكدت من ذلك، نسبة الـ PCR سالب "الأول بيعلى وبعد كدا يروح نازل مرة واحدة"، ال CFAST نسبته أيضًا سالب، وتحاليل أنزيمات الكبد تتحسن.
هل تم نشر أبحاث المشروع عالميًا؟
نشرنا البحث في مؤتمر "انتي ميكروبيال" في الصين عام 2014، وفي مؤتمر "سنغافورة هيباتيتس" أيضًا في نفس العام، ولكني لم أعلم عامل تأثير الدوريات المنبثقة من تلك المؤتمرات، ولم يتسن لي نشره في مجلات علمية، وقتها القوات المسلحة رغبت في عمل مؤتمر صحفي للكشف عن الجهاز.
وكيف علمت بالمؤتمر الصحفي الذي أقامته القوات المسلحة في فبراير 2014، وماذا كان رد فعلك؟
عرفت قبلها ب15 يوم، وأخبرتهم بضرورة الإعلان في مؤتمر طبي، لكنهم ارتأوا بتقييم خاص للوضع، وردوا عليّ إنه أمر قومي ولابد أن نطمئن الشعب "وإنهم مش هيقولوا فيه علاج إنما بحث وهنكمل لحد 30-6".
ترأست الفريق البحثي للجهاز.. كم كان العدد وكيف اختيروا؟
كنا 10 أطباء نعمل على المشروع، وجميعهم أشرف عليهم لكني لم أختر أحد منهم "جيت لقيتهم مختارينهم"، إنما هناك فريق أكبر تضمن نواب ومهندسين.
وماذا كان الدور المنوط بباقي الأطباء؟
كان دورهم مراقبة نتائج تحاليل المرضى، كلٌ على حدة، ثم تتجمع تلك النتائج لديّ، أبدأ في النظر بها "هل هي متفقة، أيه النسب"، ثُم تتجه إلى اللواء عبد العاطي.
متى قابلت اللواء ابراهيم عبد العاطي لأول مرة، وكيف تعاملت معه؟
قابلته أول مرة في مستشفى الحميات منذ بدأت بآخر عام 2012، وهو كان مشرف، وله مكتب في عنبر 6 بالمستشفى، كُتب على بابه "اللواء الدكتور إبراهيم عبد العاطي"، وهو في الحقيقة رجل مهذب ومتعاون جدًا، كما أنه ينصت جيدًا، ولكنه لم يدخل معي في مناقشات علمية "وعمري ما شفته بيكشف على عيان"، بل كان يتحدث عن الجهاز مع المهندسين القادمين للصيانة.
مع الأخبار التي توالت بالتشكيك أنه ليس طبيب، هل داخلك الظن يومًا؟
اعتقدت أنه جيل قديم في الطب "هو عنده 68 سنة"، لأنه كان يستشيرني دومًا، ولم يعرف نفسه أنه طبيب "هقوله انت فين شهادتك؟".
حلّ يوم 28 يونيو عام 2014، الذي أُعلن أنه سيكون بداية تفعيل الجهاز، لكن جاء المؤتمر الصحفي وقامت اللجنة المشرفة بالتأجيل، لعدم الانتهاء من التجارب، فماذا كان موقفك؟
ليست لي علاقة، كانت مهمتي هي الكشف على المرضى فقط، وبالفعل تحسنوا، أضيف على ذلك أنه لا يوجد آثار جانبية "أنا كان نفسي يكون فيه عشان أوقف البحث"، وأمانة الجهاز نفسه، دوري انتهى بعد المؤتمر الصحفي في فبراير 2014، حيث فوجئت بقيام القوات المسلحة من خلال مجالس طبية خاصة بها بالكشف على أعداد أخرى من المرضى، لكن اكتفوا بمستشفى المعادي العسكري ومستشفى الساحل.
بصفتك طبيب هل تنصح المرضى بجهاز علاج فيروس سي أم السوفالدي؟
إذا خيرت بينهما كعلاج، أنصح المرضى باستعمال السوفالدي "ليه عيان يروح مكنة غسيل كل يوم"، ومن الأفضل له تعاطي أقراص السوفالدي في البيت.
في تعاملك مع اللواء ابراهيم عبد العاطي، كيف كان يتحدث عن الجهاز؟
اللواء عبد العاطي كان يرى أن الجهاز أحسن وأكبر وأقوى صفقة عملها في حياته.
نعود مرة أخرى لاستدعائك لتحقيق النقابة.. ما هي الأسئلة التي طرحت عليك؟
هي نفس الأسئلة التي تسألوني إياها "بس محدش بيسمع"، حتى أنني نسيت التحقيق بعدها "وكملت حياتي عادي"، وفوجئت باتصال زميلي، يبلغني فيه بالإحالة "اتقلب حالي تاني".
كيف نظرت إلى إحالتك للجنة التأديبية؟
بحسرة، لقد أعدت حديثي هذا مليون مرة سابقًا، قدمت للجنة 600 ورقة مختومة بختم النسر، حتى أن التحقيق أوشك على الحفظ "بس فيه واحد جوة النقابة فضل وراها".
صاحب الجهاز هو الهيئة الهندسة، برأيك.. لماذا لم تقوم نقابة الأطباء برفع قضية على القوات المسلحة؟
لا تجرؤ النقابة على القيام بهذا، إذا كانت جمعت قبلًا 3500 طبيب "وقفوا طول النهار"، للاعتراض على الاعتداء الحاصل على أطباء المطرية، و"الموضوع خلص على فشوش" ، فكيف سترفع قضية على القوات المسلحة!
ولماذا لم تتواصل مع الهيئة الهندسية، لإنهاء هذه الأزمة؟
لا أطلب أي شيء من البشر، صحيح إذا تواصلت معهم يمكن أن ينتهي الموضوع سريعًا "لكن أنا عمري ما أعملها"، أنا أحارب بشرف حتى لو خسرت، ومتحمل العقبات كلها.
برأيك هل تقف النقابة على الحياد؟
نعم، أرى أنها على درجة من الحياد، ظلت لسنتين تقوم بالتحقيق بنزاهة في موضوع الجهاز، "لكن فيه ناس جواها هم المتحكمين في الموضوع دا".
بعد الإعلان عن الجهاز، نشرت بعض الأخبار عن خلافات مع اللجنة العلمية لتقييم الجهاز التي شكلها آنذاك المشير السيسي، ما صحة ذلك؟
لم يحدث ذلك "كلهم زمايلي"، تناقشنا مع اللجنة وعرضنا الورق كله، طالبوا أيضًا بأمان الجهاز وأمان الكبسولات، وبدأت الهيئة الهندسية في التنفيذ مرة أخرى، وما إن انتهت جميع طلباتهم، تم صياغة البروتوكول الذي يعني الكشف في المستشفى العسكري "أنا مشيت في المرحلة دي".
التحويل إلى المحاكمة التأديبية يؤدي إلى عقوبات أولها اللوم وتصل إلى الشطب.. كيف ترى ذلك؟
إذا عوقبت باللوم، ووُضع في ملفي تلك العقوبة فقط "هكون خسرت"، وأدعو الله ألا يحدث ذلك، سأظل أحارب للحصول على حقي، كل تلك الإجراءات حتى الآن إدارية، مازالت هناك المحكمة وأنا أحترم القضاء "يارب ما أوصلها، لكن هروح لها لو حصل حاجة"
فيديو قد يعجبك: