بالتفاصيل.. كلية إعلام تفصل طالبًا بسبب "بوست" على فيسبوك
كتبت- شروق غنيم:
في اليوم الذي تستضيف فيه جامعة القاهرة، سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرس، لإلقاء مُحاضرة، تلقى حسين لُطفي، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام، قرارًا من إدارة الكلية بفصله بسبب منشورات على "فيسبوك".
الواقعة يسبقها تحقيقات أُجريت مع الطالب منذ نوفمبر الماضي، بتهمة كتابة منشورات تُسئ لإدارة الكلية من خلال حساب على موقع "فيسبوك"، لكن حينما أطَلع لُطفي على هذه المنشورات "لقيته أكونت مسروق ومش بتاعي، وقولت الموضوع هيعدي". يضيف لُطفي لمصراوي.
حضر لُطفي أول تحقيق مع مدير الأمن الذي اصطحبه إلى مكتب عميدة الكلية، الدكتورة جيهان يُسري، وحينما دلف المكتب صُدَم بقولها "قالتلي أنا مش بفهم في الفيسبوك وآسفة بس الموضوع لازم يتعمل فيه تحقيق".
ولم يتسنَ لمصراوي الحصول على تصريح بشأن هذه الواقعة من الدكتورة جيهان يُسري عميدة كلية الإعلام إذ قالت إن تُحّضر لاجتماع بشأن محاضرة السكرتير العام للأمم المتحدة، وحينما طلبنا منها تصريح سريع قالت "اللي عاوز حاجة ييجي للمصدر ويقعد قدامه ويسأل".
في ديسمبر الماضي، وُجه استدعاء من قِبل سامي دياب، مدير عام الإدارة القانونية بالكلية، للطالب العشريني من أجل المثول للتحقيق "لسماع أقواله"، استعد لطفي "حطيت السكرين شوتس عالموبايل، عشان أثبت إن مليش علاقة بالأكونت"، لكن ما إن بدأ التحقيق "اتقالي اقفل موبايلك" وعندما أخبرهم أن التهم موجه له بناءٍ على حساب مُزيف، جاءه الرد "يعني إيه؟".
حتى ذلك الوقت لم يتملك الطالب شعورًا كبيرًا بالقلق، إلا أن أخذ التحقيق سيرًا آخر؛ وأمام مجلس تأديبي مكوّن من موظفي الشئون القانونية، عميدة الكلية ووكيل الكلية؛ واجه المجلس لُطفي بـ"سكرين شوت" لمنشور عن 30 يونيو من حسابه الأصلي، وقيل له "اللي شتم ٣٠ يونيو ممكن يعمل أي حاجة"، فيما قال له الدكتور وليد بركات، وكيل الكلية "أنا مش بس هفصلك، أنا هحولك لتحقيق جنائي كمان".
دهشة أُصيبت الطالب بعد أن وجد نفسه متهمًا بسبب آراؤه السياسية "قولت للمجلس هي الشكوى معمولة فيا عشان أكونت عليه اسمي شتم العميدة ولا عشان رأيي السياسي؟"، فانفعل عليه موظف الشئون القانونية وطرده من
الغرفة.
جلسة أخرى عُقِدت مع لُطفي طلب انتداب خبير إنترنت للفصل في هذا الأمر أو محامي، لكن جاءه الرد من قِبل الإدارة بالرفض، وقيل له "العقوبة هتبقى عشان سلوكك غير المنضبط وفي شتايم موجودة على حسابك على
الفيسبوك بينك وبين صحابك".
وصدر أول أمس قرارًا بفصل لُطفي الفصل الدراسي الثاني بسبب إرساله "رسائل تضمن سبابًا وألفاظًا خارجة" موجهة لبعض أعضاء إدارة الكُلية، ولم يتطرق نص القرار إلى المنشور السياسي الذي وُجِه للطالب خلال التحقيقات.
ويضيف الطالب "ده معناه إني هعيد سنة رابعة كلها عشان مشروع التخرج في التيرم التاني، وكل ده عشان أكونت مش بتاعي، وآراء ليا على حسابي الأصلي"، فيما قرر الطالب رفع قضية أمام القضاء الإداري "المحامي قالي لو طلع الحكم بدري القرار هيتلغي وتكمل التيرم، ولو اتأخر هتاخد تعويض".
يترقب لطفي حاليًا مصيره، إذ أنه كاد يقترب من امتحانات الفصل الدراسي الثاني، فضلًا عن أنه كان على أعتاب التخرج بعد شهور قليلة، ويقول "على كدة أي طالب يزور أكونت لزميله ويقدم فيه شكوى هيتفصل، أو لو حد قال رأيه على فيسبوك".
فيديو قد يعجبك: