"مهاجرة محظوظة" قدمت قبل ولايته.. من هي والدة "ترامب"؟
كتبت- رنا أسامة:
ما إن أعلن فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بالرئاسة الأمريكية، حتى سارع لتوجيه الشُكر لوالدايه "فريد" و"ماري"، قائلا: أنا متأكد أنّهما يشاهدانني وأنا ألقي خطابي للجماهير التى احتشدت بمقري الانتخابي في نيويورك. فمن هي والدة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية؟
ترعرعت "ماري آن ماكليود" وشبّت في جزيرة لويس، أكبر جزر "الأوترهبريديز" التابعة لأسكتلندا، وهي مجموعة جزر قليلة السكان، وغنية بالحياة البرية من الغزلان والطيور الفريدة.
تمامًا وكما والد باراك أوباما، فإن والدة ترامب لها أصول مُهاجرة غير أن الرئيس الأمريكي المُنتخب قلّما ما يتحدّث عنها أو يذكر جذورها في أي مناسبة. وفي هذا الشأن تلفت مجلة "نيويوركر" إلى خلو القسم التعريفي على الموقع الإلكتروني لحملته من أية تفاصيل عن جذوره الاسكتلندية.
بيد أنها هاجرت إلى نيويورك لتعيش حياة مختلفة تمامًا، فكانت واحدة من عشرات الآلاف من الاسكتلنديين الذين فرّوا إلى كندا والولايات المتحدة؛ بسبب ضيق العيش في وطنهم مطلع القرن الماضي.
في عامها الـ18، اتجهت ماري لويس إلى نيويورك عام 1930، وعملت كخادمة منزلية، بحسب ما ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
الأصل والنشأة
وُلِدت "ماكليود" 10 مايو 1912 في تونغ، التي تبعد ثلاثة أميال عن ستورنوواي، الحي الرئيسي على جزيرة لويس.
وُلِدت لأب يعمل في صيد الأسماك، يُدعى مالكوم وزوجته ماري سميث. ويقول عالم الأنساب بيل لاوسون- الذي قام بتتبع شجرة عائلة ماري حتى بداية القرن التاسع عشر- إن والدها كان يُدير مكتب بريد ومتجرًا صغيرًا في آخر سنواته، بحسب مجلة "نيويوركر" الأمريكية.
ويُشير لاوسون إلى أن ماري تنتمي لعائلة كبيرة، مكوّنة من عشرة إخوة، كانت أصغرهم.
هجرتها لأمريكا
وأضاف لاوسون: "في أيامنا تلك، من الممكن أن تفكر في الذهاب إلى الأرض الرئيسية، ولكن في تلك الأيام كان معظم الناس يذهبون إلى كندا. كان من الأسهل بدء حياة في أمريكا، والكثير من الناس لديهم أقارب هناك".
ويقول عالم الأنساب إن والدة ترامب تأثرت بشقيتها كاثرين- واحدة من أفراد عائلة ماكلويد الثمانية الذين هاجروا إلى أمريكا - تركت كندا وذهبت إلى نيويورك. وعندما عادت كاثرين لزيارة لويس عام 1930، اصطحبت معها أختها ذات الثمانية عشرة عامًا للبحث عن عمل في نيويورك، حسب ما جاء في ( بي بي سي).
ويبدو أنها وجدت فرصة عمل كمربية عند عائلة غنية في منزل كبير بضواحي نيويورك، لكنها فقدت عملها بعد غرق الولايات المتحدة في الكساد بعد حادثة وول ستريت.
زواجها بترامب الأب
بعد انتقالها إلى نيويورك، عادت ماري في زيارة سريعة إلى اسكتلندا عام 1934، ثم عادت ثانية إلى نيويورك حيث التقت فريد ترامب، ابن مهاجرين ألمان وكان يعمل في البناء آنذاك.
تزوّج الثنائي في 1936، وعاشا في منطقة غنية في كوين، بنيويورك.
عُرِفت ماري بنشاطها في الأعمال الخيرية، في الوقت الذي اكتسب فيه زوجها ترامب شهرة كواحد من أكبر مُطوّري العقارات في نيويورك.
ودونالد ترامب ثاني أصغر إخوته البالغ عددهم خمسة.
صارت والدة دونالد مواطنة أمريكية عام 1942، وتوفيت عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، عام 2000، في نيويورك.
يقول جون ماكايفر، عضو المجلس المحلي وصديق أبناء أخوال ترامب: "أعرف العائلة جيدًا. هم أناس جيدون وأفاضل، وأنا أثق بأنهم لا يريدون كل تلك الشهرة المحيطة بهم. وأنا أتفهم رغبتهم في عدم التحدث في ذلك الشأن".
زيارة خاطفة
وتُشير صحيفة "ذا اكسبريس" البريطانية إلى زيارة دونالد ترامب للمنزل الذي نشأت فيه والدته وأبناء أخواله عام 2008.
في أثناء الرحلة، قال الرئيس المنتخب إنه ذهب إلى لويس سابقًا عندما كان في الثالثة أو الرابعة من عمره، لكنه لا يذكر عنها الكثير.
وتذكر "بي بي سي" أن ترامب قضى 97 ثانية فقط في بيت أسلافه أثناء جولته الخاطفة.
وقال حينذاك: "كنت مشغولًا جدًا- أنا أخلق وظائف في كل أنحاء العالم - ومن الصعب للغاية إيجاد وقت للعودة إلى هنا. لكن بدا لي هذا وقتًا مناسبًا لأن لديّ موعد طائرة، أنا سعيد بتلك الزيارة وسأعود مرة أخرى".
رافقته خلال الجولة أخته الكبرى ماريان ترامب باري- القاضية الفيدرالية بالولايات المتحدة - التي تزور أقاربها في لويس باستمرار.
فيديو قد يعجبك: