بالفيديو- من داخل كواليس "ليلة": حُلم عودة المسرح الغنائي يتحقق
كتبت-رنا الجميعي:
تصوير: اسلام مصدق
لا وقت محدد أو مكان، هُنا شارع الخير، حيث يسكن بطلا المسرحية، ليلة وكريم، مع بقية "أهل الحتة"، يعيش الشابان قصة حُبهّما، يرغب كريم في إتمام هذه العلاقة بطلب الزواج من ليلة، يتعاهدا على التلاقي الساعة السادسة، إلا أن الساحرة الشريرة تقف بينهما.
يُخيّل للمشاهد أنها مسرحية كعالم ديزني، ترتدي بطلة العمل الغنائي، "ليلة"، الفساتين الملونة، ويُغلّف القصة غلالة من الحُلم، يُبرزها عنصر الموسيقى والاستعراضات الراقصة، وتُناقش مسألة الخير والشر، لكن ما أراد مؤلف العمل، إبراهيم موريس، قوله هو "الخير والشر مش برة أي حد فينا".
في الخامسة يأتي الممثلون تباعًا إلى كواليس مسرح "الماركي"، في كايرو فيستفال سيتي بالتجمع الخامس، يبدأ فنانو التجميل وضع لمساتهم على أوجه الممثلات، تتسلى إيمي فريجة، "البطلة"، بشدو بعض الأغاني الإنجليزية، تجاورها داليا فريد، "مصممة الرقصات والساحرة الشريرة"، التي تزجي الوقت بالحديث والضحك.
فيما تتجوّل نادين بري بعد أن أنهت عمل الماكياج، تقوم الشابة بأداء دور فتاة السيرك، ورغم التواجد القصير لها على المسرح، إلا أنها تُعطي أداء مُلفت وحركي، على العكس من ذلك في الكواليس، فهي ساكنة، تجلس في صمت، لا تتشاكس مع زملائها كما البقية.
قبل السادسة يصل الشباب، طارق ياسر "كريم البطل" وعمرو كمال "أمين"، كذلك الممثلون إيهاب الشاوي "عم عثمان" وشادي عبد السلام "عم جاد الله"، هم "أهل الحتة" الكرام، الذين يتحلّون بصفات الشجاعة والطيبة، حرص المؤلف المسرحي على رسم صورة للحارة المصرية القديمة، كما كان يؤكد من خلال العمل على الأخلاق "كنت براعي جدًا الكلام اللي بيتقال، لأني مش بعكس صورة الشارع، أنا عايز الناس هما اللي ياخدوا من المسرحية".
ضحكات وحديث مُتبادل بين طاقم العمل، يُمسك محمد حسن، "عبده الجارسون"، بالهارمونيكا نافخًا فيها أغنية sway""، يظل الجميع في حركة مع اقتراب وقت المسرحية، في السابعة يبدأوا بالدخول إلى المسرح لأداء التدريبات.
في ثنائيات ينقسم طاقم العمل، كريم وليلة، أمين وإيمان "زهرة رامي"، ومنفردة تتدرب الساحرة الشريرة على الجزء الخاص بها، على خشبة المسرح تتقطع المساحات، بين الممثلين، كُل يستذكر دوره، تتفق ليلة مع كريم على مقابلته مساء عند البحر، وتحث إيمان صديقها أمين على الذهاب إلى الساحرة الشريرة، لإلقاء تعويذة على ليلة التي تبغضها.
مع اقتراب موعد المسرحية في الثامنة، يُجمع المخرج "هاني عفيفي" طاقم العمل، كالمُدرب الرياضي يقف بينهم، يُشجّعهم على أداء أدوارهم على أكمل وجه، هي الليلة الخامسة عشر للعرض، يُذكرّهم بممثلين كبار كيف وقفوا على خشبة المسرح، وكيف كانوا يستعدوا قبل الدخول.
تعرّف عفيفي على المؤلف المسرحي والموسيقي قبل عام، قرأ النص واستمع إلى الموسيقى، تحمّس لإخراج النص المسرحي، يُدرك جيدًا أن هذا العمل مختلف عما قدّمه من قبل "دي أول مسرحية أخرجها بإنتاج القطاع الخاص"، كما اجتاز مرحلة مُرهقة للوصول للتنفيذ، عام كامل استغرقه للعمل مع مصمم الديكور ومصممة الأزياء، ثُم اختيار الممثلين، وبعدها أربعة شهور لـ"بروفات رقص لوحدها، وغنا لوحده وتمثيل لوحده"، ثُم تدريبات تجمعها كل تلك العناصر.
تحت خشبة المسرح تستعد الأوركسترا بقيادة المايسترو "محمد سعد باشا"، التي يُشاركها العزف الحي موسيقيو الروك، وعلى رأسهم "رامي عطا الله" على آلة الكيبورد، يقول موريس إن بعض الأغاني التي ألّفها منذ الثمانينيات، خلال فترة اشترك فيها مع فرقة شبابية "كنا بنعمل حفلات في الوقت دا"، ظلّت تلك الموسيقى حبيسة الأدراج، حتى استعان بها موريس في العرض المسرحي.
اقتربت لحظة البداية، في الخارج يقف الجمهور منتظرا الدخول إلى المسرح، فيما يضبط الموسيقيون آلاتهم، ويُنهي عفيفي حديثه مع الطاقم، يجلس موريس وعلى وجهه علامات القلق "طول المسرحية ببقى مشدود لأي مشكلة تحصل، وبرتاح لما تخلص".
تُفتح الستار على مسرحية "ليلة"، التي تجري تفاصيلها في يوم واحد، يفتح "أهل الحتة" محالهم، فيما تُضفي المؤثرات أجواء حية، يطلع نور الصباح، تظهر ليلة التي تدور الأحداث حولها، يؤدي دور الفتاة ممثلتان هما "إيمي فريجة"، و"سالي سامبسون"، كل واحدة منهما ليلتا عرض، تحكي ايمي لمصراوي أنها غالبًا ما يليق بها دور تلك الفتاة التي تُشبه الأميرات.
مسرحية أشبه بالحُلم، يتغنّى فيها الجميع، ويرقصون، يستعرض العمل عدد من الرقصات منها الهيب هوب، كما تتنوع فيها الموسيقى من جاز وروك وكلاسيك، عرض غنائي مُدته قُرب الساعتين والنصف، إلا أنه أخذ من صاحب العمل خمس سنوات حتى يظهر، وسنة كاملة من مخرجه، حيث تلاقت رغبتاهما في تنفيذ تجربة جديدة "بنحاول نعيد المسرح الغنائي المصري".
*تُعرض المسرحية أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد حتى الحادي والعشرين من مايو*
فيديو قد يعجبك: