أهالي إمبابة وسط الحريق "شفنا يوم القيامة" (فيديو وصور)

كتبت – يسرا سلامة:

في العاشرة صباح اليوم، انتفضت "أم عبد الرحمن" على صوت مرتفع، على غير عادة يوم الجمعة بمنطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، "لاقيت دوشة وزيطة، فتحت الشباك مفيش عشر دقايق، لاقيت الأكشاك كلها ولعت".

منزل السيدة الستينية يقع بعقار يطل على سوق المنيرة الشرقية، الذي التهمته الحريق صباح اليوم، وتفحم على إثره قرابة 50 كشكا، و3 عقارات بخسائر جسيمة.

"ربنا يعوض على الناس أصحاب الأكشاك".. تقولها أم عبد الرحمن، فيما يردد المارة بشارع إمبابة الرئيسي، الموازي للسوق عبارات مماثلة، "ربنا يصبرهم على دخلة رمضان عليهم صعبة، هيجبوا حاجة الشهر الكريم إزاي؟" قالتها إحدى السيدات، فيما ضرب آخر كفا بكف مرددا "يارب الناس تتعظ"، وتمنت سيدة أخرى "يا ترى السيسي هيعوض التجار الغلابة؟".

300 ألف جنيه.. خسائر لمحل واحد بالسوق

بمقدار 300 ألف جنيه، كانت خسائر "حسن يوسف"، صاحب محل طرح وملابس حريمي بقلب سوق إمبابة، وقف مشدودا أمام قوات الحماية المدنية وهى تزيل آثار الحريق "لسة بحاول أفهم إزاي ده حصل" يقول الشاب الذي تلقى مكالمة هاتفية من أحد زملائه في ظهر اليوم؛ لنجدة ما تبقى من محله.

شمر الفتى وآخرون سواعدهم، التقطوا عدد من الإيشارابات من الحريق، ليعاود بها مرة أخرى إلى ما تجرفه عربات الحي "الجرار"، التي تواجدت بكثرة بشارع سوق المنيرة الشرقية، لإزالة آثار الحريق، عقب معاينة تمت صباح اليوم من قوات الشرطة، بعد إخماد الحريق.

مركز المنيرة.. لا رياضة بعد الحريق

أحد المحاضر قدمها أحمد أبو طالب، رئيس مركز شباب المنيرة، الذي التهمته النار أيضا، لمجاورته للسوق، اتى أبو طالب إلى موقع الحادث عقب خمد الحريق، يحكي وكأن الصالة لم تطالها النار "هنا كان فيه كراسي للندوات وهنا على الشمال صالة للألعاب الفردية، وتحت غرفة المخزن اللي فيها كل بيانات العمال، النار كالتها كلها".

بواقي زجاجية انتثرت بالمركز الرياضي، الذي يخدم قرابة ألفي شاب وفتاة من سكان منطقة المنيرة بإمبابة، مضيفا "الحمامات فرقعت والبساط اللي بيتلعب عليه كله النار كالته، الأدوات كلها اتدمرت".

إصابة شحاتة.. وحريق عقاره

يلتصق المركز الرياضي بأحد العقارات، التي التهم النار ظهرها، فيما يسكن فيها "فرج شحاتة"، 63 عاما، على نفس جلبة الصباح ذهب لفتح شباك منزله، ليتلقى قطعة خشبية مشتعلة على ذراعه، ويخرج مصابا، فيما لم يكف عن مساعدة أهالي العقار به لتفادي الحريق، يقول شحاتة إنه "قبل كدة اتخانقنا معاهم –في إشارة لأصحاب الأكشاك الملاصقة للعقار- فاتضرب علينا طوب ونار، ويجي بتاع الحي يقبض ويمشي وياخد في جيبه"، بحسب قوله.

يشير شحاتة ما ذكرته إحدى ربات المنزل المحترق ظهره، إن حريقا نشب منذ سبع سنوات في السوق نفسه، بسبب تكدس التجار، وعدم اتخاذ أي تدابير لتفادي الحرائق، لكن لم يتم نقل أي كشك للخارج من السوق.

ويلتفت شحاتة إلى إحدى الغرف في نفس العقار، وهى مخزن للسجاجيد، شهد "مصراوي" احترق السجاد بالكامل، ويتابع الرجل الستيني "المفروض بيت فيه سكان ميبقاش فيه مخزن للسجاد"، تلتقط الساكنة أمام الشقة طرف الحديث "الشقة تبع مصنع الناحية التانية، واتحرق بالكامل أول ما لقط النار".

الحريق الثاني منذ سبع سنوات

يؤكد سكان العقار وصول قوات الحماية المدنية عقب 45 دقيقة من بدء الحريق، فيما انتقدت سيدة –لم تذكر اسمها- تباطؤ قوات الحماية المدنية، إذ قامت بفرد خراطيم المياه، مرددين "المية في الطريق".

ورصد "مصراوي" تواجد بضع عربات الإطفاء ورجال الحماية المدنية للسيطرة على الحريق، الذي لم يُعلن بشكل رسمي سبب الحريق، فيما كشفت المعاينة الأولية أن السبب هو ماس كهربي بأحد الباكيات بالسوق.

"النار لو شفتيها ماشية كد تقولي ده يوم قيامة.. يوم قيامة.. وياريت الحكومة تعمل حاجة، دي تاني مرة ولا حد عمل حاجة".. تقول منى ناصر، إحدى الفتيات ساكنة بالعقار المتضرر بالنار، مضيفة "البيت خلاص مبقاش بيت بسبب حتة كشك ولع، وعشان يبيعوا بيعلوا الأكشاك بالمخالفة".

لا وفيات بالحريق.. وعدد من الإغماءات

ولم تقع أي وفيات في محيط الحريق، فيما أفاد عدد من شهود العيان لمصراوي وجود حالات إغماء بين عدد من ساكني العقارات المشتعلة، وأوردت محافظة الجيزة في بيان لها إصابة البعض بكدمات وجروح قطعية وحالات اختناق.

محافظ الجيزة كمال الدالي، قام بجولة أثناء عمل قوات الحماية المدنية بإطفاء الحريق، فيما وجه بتشكيل لجنة عاجلة لحصر الإشغالات والمحلات، كما تم تشكيل لجنة من التضامن الاجتماعي لحصر الخسائر والتلفيات التي أصابت المحلات التجارية

ضيق الشوارع صعب مهمة رجال الإطفاء

تقول ناصر إنه لولا سواعد أبناء المنازل المجاورة، تحديدا فوق السطوح برش المياه على الحريق، كانت الخسائر تضاعفت. ويضيف سكان العقار أن ضيق شارع السوق أعاق دخول عربات الإطفاء، ليتفاقم الحريق في السوق الشعبي.

تشير أم سهام –إحدى ساكنات العقار- إلى أن أصحاب الأكشاك الملاصقة "بلغنا عن الأكشاك، وبنبلغ الحي والشرطة، وفيه هنا نقطة للشرطة برضه وصلها النار، لكن مفيش حد بيتحرك"، تتابع "لما فتحت الشباك لاقينا النار، ولولا الناس اللي طلعت بالجرادل كان زمان بيتنا ولع".

اقرأ أيضا:

دمار وخراب.. سوق إمبابة "خاو على عروشه" (فيديو)
40 صورة ترصد آثار حريق سوق إمبابة.. والمتضررون: "كله بالدين والله"
​محافظ الجيزة: تشكيل لجنة لحصر خسائر حريق سوق إمبابة -صور