بعد قطع العلاقات.. مصريون في قطر يبحثون عن تذكرة عودة "بسعر معقول"
كتب-أحمد الليثي ودعاء الفولي:
حين علم حازم صبحي، المصري المقيم في قطر، بقطع العلاقات بين البلدين، فكّر في مصير رحلات العودة التي حجزها خلال الشهر الحالي، لا سيما بعد غلق الأجواء والموانئ أمام طيران البلد العربي، نقّب عمّن يفيده بمعلومة، ولكنه دخل دوامة جديدة يسعى الخروج منها بأقل خسائر ممكنة.
كانت الخارجية المصرية شرحت أسباب قطع العلاقات من خلال بيان أصدرته، الاثنين الماضي، ويقول: "في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لاثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر".
كان المهندس ذو الـ32 عاما قد حجز تذكرة لوالدة زوجته على الخطوط القطرية، لتسافر الأحد القادم، وفعل المثل مع زوجته وولده "بس حجزتلهم على مصر للطيران"، ليكون ميعاد العودة في 27 يونيو الجاري، إلا أن ما حدث غيّر خطة صبحي "الأول بدأت مع تذكرة حماتي عشان ميعادها الأقرب". أشفق المهندس عليها، لكبر سنها وإصابتها بعدة أمراض منها الضغط والسكري، ذهب لمكتب الخطوط القطرية دون أمل في إيجاد حل "لكن فوجئت إن الناس هناك قدّرت الوضع جدا وحجزولها ترانزيت على الخطوط الأردنية وبنفس الثمن مدفعناش فرق".
ظنّ صبحي أن الأمر لن يكون عسيرا في مكتب مصر للطيران الموجود بقطر، غير أنه اصطدم بخيارات ضيقة معروضة عليه؛ فإما استرداد ثمن التذاكر، وإما توفير بديل من خلال الترانزيت على أحد الخطوط الأخرى، كالكويتية أو الأردنية "لكن انا اللي هدفع تمن التذكرة من قطر للدولة اللي هعمل فيها ترانزيت ومصر للطيران هتحجز التذكرة من البلد دي لمصر"، ما يجعل سعر العودة يتضاعف تقريبا "حاليا مثلا اللي حاجز حجز رايح جاي ب 2500 ريال دلوقتي مش اقل من 4950" حسبما يقول صبحي لمصراوي.
خلال الأوقات التي تردد فيها الشاب الثلاثيني على مكتب شركة الطيران المصرية "كنا بنكلم الخطوط الساخنة بتاعتهم وبنبعت إيميلات ومحدش بيرد"، فكّر صبحي في إعادة التذاكر والحصول على المقابل "بس لقيت إن غرامة توقيف الحجز هتقلل استفادتنا وقيمتها حوالي 120 ريال"، لذا قرر إرجاء قرار الإعادة لحين معرفة ما قد يجري.
قبل أن تصل أخبار قطع العلاقات إلى محمد حسن-اسم مستعار- المصري المقيم في قطر، استعد الشاب لحجز تذكرة العودة للوطن بعد عامين من الغربة، حتى أنه خطط مع أصدقائه كيف سيقضي الإجازة "وبعد اللي حصل قررت مرجعش دلوقتي لحد ما أشوف الوضع إيه".
فكّر حسن في تكلفة الطيران بعد حساب فرق السعر "لقيت إني هدفع حوالي 10 ألاف جنيه مصري"، لم يبتغِ المجازفة بالعودة، لاسيما وأن تطور الأحداث بين البلدين غير معلوم "خايف أرجع معرفش أروح شغلي تاني".
عقب قرار الخارجية المصرية، أصدرت شركة مصر للطيران بيانا توضح فيه توقف الرحلات بالكامل للدوحة، مع الإبقاء على مكتب الشركة في قطر للتأكد من تحويل العملاء الراغبين على خطوط أخرى وحل الأزمات المتعلقة بإرجاع التذاكر، وقال مصدر في الشركة -تحفظ على ذكر اسمه- خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، إن "مصر للطيران" لم تخدع عملائها كما يُشاع، بل هي سياسة الشركة المُتبعة حال إعادة التذاكر أو حدوث أي تغيير في مواعيد الرحلات.
وتسائل المصدر: "ليه لازم الشركة تتحمل تبعات قرار الدولة؟ بابنا مفتوح للي عايز يغير التذاكر للترانزيت هنحجز له من مطار الدولة اللي هينزل فيها أو ييقدر يرجع التذاكر"، مضيفا أن التكفل بالفرق المادي بين الرحلات-حال استخدام الترانزيت- ليس واردا في عقد الشركة مع الركاب.
لكن صبحي-الذي ذهب بالأمس لمكتب مصر للطيران-كان له رواية مختلفة "كان فيه شد وجذب والناس منفعلة جدا بسبب فرق الفلوس اللي عايزينا ندفعها من الدوحة للدولة اللي هننزل فيها"، ما جعل القائمون على المكتب يصلون لحل "قالوا للناس إن اللي حاجز قبل 13 يونيو هنتكفل بثمن الترانزيت بتاعه ومش هيدفع فرق"، ويرجع ذلك للشروط الموجودة على موقع مصر للطيران، والتي تنص على أنه في حال إبلاغ الشركة للراكب بإلغاء الحجز قبل ميعاده بأقل من أسبوعين، فيجب أن تعوضه.
ترك ذلك الحل في نفس بعض الثائرين راحة، إلا أن أزمة صبحي مازالت قائمة، إذ لا يعلم مصير رحلة زوجته وابنه التي ستكون في 27 يونيو، لذا سيذهب خلال الأسبوع القادم مرة أخرى، على أمل أن تتكفل الشركة بثمن الانتقال للبلد الوسيط.
بينما ينتظر صبحي ما سيحدث، يسعى كريم حسين-اسم مستعار- الذي عاد لمصر من قطر منذ أيام، للرجوع مرة أخرى للبلد العربي "مش عارف مصير الشغل بتاعي إيه وخايف اتبهدل هنا"، فيما لا تقتصر مشكلته عليه فقط، فشقيقه أحمد، مازال في قطر، يريد العودة، لكن يخشى التعامل مع شركة مصر للطيران، حد قوله "لينا صحابنا في قطر كانوا حاجزين على الشركة ورجعوا بعد الأزمة بيومين لكن اتعلقوا في لبنان ساعات طويلة واتبهدلوا".
لا يهتم المهندس صبحي بالعلاقات السياسية بين الدول، يريد عودة زوجته وابنه للوطن بسلام "من غير بهدلة في الترانزيت والمطارات"، أكثر ما أزعجه هو "إني افترضت إنه عشان مصر للطيران مصرية هيبقى قلبها علينا أكتر من كدة وهتحاول تساعدنا".
فيديو قد يعجبك: