غلابة على أبواب "الميريلاند": 50 جنيهاً للفرد.. والإدارة: نستهدف فئة تحافظ عليها
كتبت- مها صلاح الدين
فيديو - ندى عمرو
توجه "أحمد" متحمسًا نحو شباك تذاكر حديقة الميريلاند، ارتسمت على وجهه ابتسامة متفائلة حينما وجده خاليًا، "5 تذاكر من فضلك". هكذا طلب ويده ممدودة بمائة جنيه إلا أن الابتسامة اختفت سريعًا حينما أجابه موظف شباك التذاكر متجهمًا: "250 جنيه يا أستاذ.. التذكرة بـ 50".
سريعًا حلت نظرات الاستغراب على أحمد، وابتعد قليلًا عن الشباك، وهو يقول متمتمًا: "50 جنيه ليه؟"، ليجيبه - الذي ظنه يمزح - "50 جنيه للأسرة ولا الفرد"، فيجيبه - موظف الشباك - بحزم: "للفرد".
ذهب بعدها الزوج إلى أسرته ليتفاوض معهم على الذهاب إلى مكان آخر.
جاءت أسرة أحمد من شبرا، مثل عشرات الأسر التي قدمت من مختلف المناطق لتحتفل بيوم شم النسيم في حديقة الميريلاند العريقة، بعد افتتاحها الجزئي من جديد.
شكل الزوج مع زوجته دائرة مع بناتهما الثلاث، تتساءل إحداهن بصوت يائس: "هنعمل إيه؟"، فتجيب عليها الأم بحزم: "هنمشي طبعًا". بالطبع لن تستطيع الأسرة القادمة من حي المرج أن تدفع كل هذا المبلغ لدخول الحديقة، بحسب الزوجة.
يقول الأب، الذي يعتبر أن "خروجة" شم النسيم بالنسبة لأسرته عادة: "إنه فرح حينما علم بخبر افتتاح الميريلاند من جديد، كان عائدًا من عمله بالأمس وشهد بابها مفتوحًا، فقرر أن تكون وجهتهم هذا العام إلى هنا. ويشير إلى أنه عادة ما كانوا يذهبون إلى حديقة الأزهر في شم النسيم، وغالبا سوف يتوجهون إليها الآن.
على مقربة من الأسرة الأولى، انفعلت "نجوى"، القاطنة بمصر الجديدة، على أختها التي كانت تحاول إقناعها بالدخول، والرضا بالأمر الواقع بعد أن جاءوا للحديقة، فارتفعت نبرة صوتها وهي تقول: "50 جنيه علشان أدخل أقعد على الأرض".
كل عام يحضر "سيد" وزوجته علب الرنجة والبصل، ويعزم أخوته وأسرهم، إلا أنه فوجئ هذا العام بموقف محرج على أبواب الميريلاند، فهو يحتاج ما يقرب من 1000 جنيه كي يستطيعوا الدخول.
"سيد" لم يكن يعرف سعر التذكرة الجديد، ويقول: "في الأيام العادية لا يتجاوز سعر التذكرة 20 جنيهًا، ومنذ سنوات كانت التذكرة لا يتعدى سعرها الـ 5 جنيهات".
وبرغم الإحراج، فليس بمقدور الرجل الخمسيني سوى أن يرحل، ويبحث عن بديل، فالميزانية المخصصة ليوم شم النسيم لا تسمح بإنفاق ذلك المبلغ في يوم واحد. "ليس في الداخل أنشطة تستحق هذا المبلغ"، يقول سيد.
على بوابة الميريلاند، استقبلنا شادي محمود، مدير مشروع تطوير الحديقة بشركة "فاسيليتيز"، الذي أكد أنه يوجد حاليًا 1300 مواطن في الداخل، في حين أن الساعة لم تتجاوز الثانية ظهرًا، مشيرًا إلى أن هذا الإقبال مرضٍ بالنسبة للإدارة، للمحافظة على ما بداخلها من خدمات.
يعتبر محمود النسبة القليلة، التي لا تتعدى 15% من الغاضبين بسبب سعر التذكرة، أمراً طبيعياً، فتكلفة الصيانة تعدت الـ50 مليون جنيه، والخدمات، بالإضافة إلى إقامة حفل بسيط في الداخل تستحق ذلك المبلغ، في الأيام العادية لا يزيد سعر التذكرة على 20 جنيها، وفي الماضي كان سعر تذكرة الدخول أقل كثيراً، لكن هذا كان سبباً من أسباب تدهور المكان.
وينفي مدير المشروع، استهداف الميريلاند فئات محددة من الشعب المصري، بينما تريد إدارة الميريلاند أن تستهدف فئة تحافظ عليها، على حد قوله.
ويقول رئيس شركة الميريلاند للإسكان والتعمير، المالكة لحديقة الميريلاند، المهندس هاني الديب، إنه لم يرصد أي غاضب من سعر التذاكر. ويؤكد أنه يلمس بنفسه حالة السعادة بين الزوار، فالخمسون جنيهًا هي ثمن يضاهي أي تذكرة دخول لحدائق مماثلة، مثل حدائق القوات المسلحة وحديقة الأزهر.
ويضيف: "هذا السعر لم يوضع اعتباطًا، إذا أُخذ في الاعتبار تكلفة عمليات الصيانة، ويجب الحفاظ على الأصول التي تم ضخ استثماراتنا فيها، باستهداف أعداد أقل، وفئات معينة، فكل من زار الحديقة اليوم عائلات كاملة، وليس أي فئات أخرى".
أما إبراهيم صابر، رئيس حي مصر الجديدة، فأكد أهمية حديقة الميريلاند بالنسبة لسكان مصر الجديدة، لما لهم في داخلها من ذكريات على الرغم من وجود أكثر من نادٍ بالحي الراقي، مثل نادي الشمس ونادي هليوبوليس.
وبرر صابر ذلك بأن المريلاند رمز لمصر الجديدة، ولكل المناطق التي تحاوطها، وتبدد كل ذلك منذ عام 2008، وأُهملت الحديقة، وأصبحت منبعًا للمشكلات، لكن المجهودات التي بذلتها الشركة المالكة، والشركة المديرة لتطويرها تستحق هذا الارتفاع في سعر تذكرة الدخول، وتجبر الزوار على المحافظة عليها.
فيديو قد يعجبك: