حكاية مريض بصعوبات التعلم.. الرسم طريق "كيكو" في الوصول للناس
كتبت-رنا الجميعي:
اسمه كريستيان انانيان.. لكن يُطلق على نفسه اسم "كيكو"، يُحب الشاب رسم الشمس ذات اللون الأصفر المشع والبحر الأزرق، ينشر كيكو ألوانه المبهجة على الحقائب واللوحات، والتي كانت جزءًا من فعالية خاصة للتوظيف لدعم ذوي الإعاقة، وطيلة تسع سنوات عمله لم يملّ كيكو من رسم الشمس والبحر وغصون الشجر.
عانى كيكو من أحد أمراض صعوبات التعلم "بيفهم ويتعلم كويس بس مبيقدرش ينتج اللي بيتلقاه"، تقول والدته ماريان، رحلة طويلة سارت خلالها السيدة برفقة ابنها منذ أن كان لديه أربع سنوات، حتى تمكّن من تعلّم اللغة العربية والإنجليزية ومواد أخرى "دلوقت هو اللي بيقرالي الأخبار كلها"، تقول ماريان بابتسامة.
عند نقطة ما لم تجد ماريان أي جهة في مصر يُمكن أن تعلم كيكو أكثر مما درسه، لذا انطلقت إلى إنجلترا، هناك تعلّم كيكو الفن؛ الشغف الذي كان لديه منذ صغره، لكنه لم يُكمله، يتذّكر كيكو بابتسامة على وجهه كيف كان يرسم صغيرًا "بس شفت رسومات تانية أحلى حسيت إني مبعرفش أرسم"، هنا توّقف عن الرسم، حتى اكتشف أساتذته في انجلترا تلك الموهبة لديه "كنت مشترك في مسابقة لعمل كارت للكريسماس وطلعت الأول"، بروح مرحة يتحدّث كيكو عن شغفه بالرسم.
في البداية تخيّل كيكو أن الرسم له قواعد مُحددة "زي الهندسة"، لكن سنوات دراسته بإنجلترا أضاءت له طريقًا مُختلفًا "فهموني إنه مش شرط شكل واحد، وقالولي مش لازم الشجرة يبقى لونها أخضر"، عدم تحديد قواعد في الرسم شجّع كيكو على العودة مُجددًا.
بعد انتهاء الدراسة في إنجلترا، عاد كيكو ليفتح أتيليه خاص به في القاهرة، ومنذ 2010 بدأ يحترف الرسم. داخل الفعالية سيرى العابر أن رسومات كيكو تمتلأ حيوية، يُحب الألوان الفاتحة، يذهب إلى الساحل الشمالي فيعود مُتأثرًا بالطبيعة هناك، ليرسم البحر والسمك بريشته المرحة، وتصير الشمس عنده هي محور الحياة فيرسمها على أحجام متعددة من الحقائب وتابلوهات فنية وأجندات أيضًا.
فيديو قد يعجبك: