إعلان

"جورب أورهان باموق المقطوع وأمومة رضوى عاشور".. عزت القمحاوي|مثقفون يروون ذكرياتهم مع معرض الكتاب

08:52 م الأربعاء 05 فبراير 2020

عزت القمحاوي

حوار-رنا الجميعي:

لا يُحب عزت القمحاوي التجوّل بين معارض الكتب كثيرًا، فقد ولّى قلبه شطر معرض القاهرة "الحيوية كلها فيه"، يداوم على الذهاب صاحب "الأيك في المباهج والأحزان" منذ أن كان في عمر التاسعة عشر، وارتبط كثيرًا بموقعه القديم في مدينة نصر.

هناك كان القمحاوي يُلازم المقهى الثقافي "القهوة كانت وسيلة للتواصل"، فلا يرى أن الندوات تُوفر ذلك التواصل، وعلى المقهى كان يُقابل الكثير من الأصدقاء مثل الروائي اليمني "حبيب عبد الرب سروري"، والزوجين السوريين خليل وسلوى النعيمي صاحبة رواية "برهان العسل".

أما في الموقع الجديد بالتجمع الخامس فيفتقد حالة الألفة التي ينشرها المقهى، فالقمحاوي لازال مُتمسكًا بأفكاره التي نشرها في كتب سابقة عن تفريغ المدينة "دايمًا بخاف من الفكرة دي"، فبُعد موقع المعرض الحالي يُكرّس لخوفه ذاك، ففي رأي القمحاوي أن الشكل الحالي "هو لراحة مُشتري الكتاب، لكن صعب يكون فيه اجتماع ثقافي".

1

يتكلم القمحاوي عن ذكرياته بنفس روحه الأدبية الراسخة، فيتذكر المعرض في بدايات تعرفه عليه في الثمانينيات فيقول "كان لايزال هناك أوكسجين كافي للتنفس"، يقصد الأمسيات العامرة بأشهر الكتاب والأدباء "كان فيه ندوات ومناظرات لهيكل والأبنودي وفرج فودة"، كان المشهد الثقافي ملئ بالحيوية، وقتها كان الضمير الجمْعي لازال منتبهًا؛ فلازال مشهد اميل حبيبي الكاتب الفلسطيني مستقرًا في ذهنه "كان يجلس وحيدًا نائمًا داخل المعرض"، وكان سبب ذلك هي العُزلة التي عاقبه بها المثقفون في التسعينيات بسبب دعواته للتعايش مع اسرائيل "الآن أنا حزين لأنه لا يمكن تجميع عشرة كتاب على موقف واحد".

وقبل تفكك الاتحاد السوفييتي كانت دور النشر المهتمة بنشر الأدب الروسي منتشرة داخل المعرض، وقتها كان يقتني القمحاوي كتبه من دار رادوجا السوفييتية ودار التقدم، ومكتبة الشرق التي أمدّته بروايات الأدب الروسي الكلاسيكي.

كذلك يتذكر شعوره بالسعادة حينما وجد قارئًا يشتري 15 نسخة من كتابه "الأيك في المباهج والأحزان"، وقتها في 2002 كان الكتاب صادر حديثًا عن دار الهلال، وزادت سعادته حينما علم سبب شراء تلك النسخة، فقد كان القمحاوي برفقة صديقه المترجم طلعت الشايب الذي أشار له بأن ذلك القارئ هو دكتور محمد أبو الغار، واحد من أبرز المثقفين المصريين، فصافحه بحرارة قائلًا له أنه يُقدّم الكتاب هدايا لأصدقائه "ودي كانت من المرات التي شعرت فيها بسعادة كوني كاتبًا".

2

خارج مصر لم يتعرّض القمحاوي كثيرًا لمعارض الكتب، كما أنها لم تحظى بنفس الروح التي عليها معرض القاهرة "ليست فيها الحالة الكرنفالية الموجودة عندنا"، حتى أن بعض معارض الكتب كانت تُقام في قاعة داخل فندق، مثلما كان معرض الدوحة في الثمانينيات "كان موجود في فندق شيراتون".

وخارج الوطن العربي ذهب القمحاوي إلى تورينو ولندن، وداخل معرض المدينة الإيطالية قابل صاحب "كتاب الغواية" بالصدفة الفيلسوف الفرنسي تزفيتان تودوروف، الذي كان يعرفه سابقًا، فقد أجرى معه حوار صحفيًا يتذكر منه نصيحته الخالدة "عليكم كعرب وعلى الفلسطينيين ألا تتصرفوا كضحايا، ولا تتصرفوا كأن الهزيمة واقع مفروغ منها".

أما في معرض لندن، فقد سافر إليه القمحاوي مع مجموعة من الأدباء في 2006، يذكر منهم ابراهيم أصلان وعلاء الأسواني ومحمد البساطي ورضوى عاشور والباحثة الأدبية سامية محرز، يؤمن القمحاوي بقيمة السفر فهو كاشف، فرأى شُهرة الأسواني بالخارج، واكتشف أمومة رضوى عاشور "بتحس نفسها مسئولة عن اللي معاها"، فتهتم بأصدقائها وتسألهم تلك الأسئلة الأمومية "كلت كويس؟ نمت كويس؟".

ومثلما كان السفر كاشف فإن القُرب كذلك؛ فإن قضاء يوم كامل مع الكاتب التركي الحائز على نوبل أورهان باموق يورث ذكرى ضاحكة لا تُنسى بسهولة، فقد صاحب القمحاوي الكاتب التركي في القاهرة برفقة الكاتب جمال الغيطاني وزوجته ماجدة الجندي، حينما قدم لافتتاح مهرجان القاهرة الأدبي عام 2016.

وخلال اليوم اصطحب الأصدقاء باموق إلى التجوّل في مصر القديمة، ومن بين ذلك الذهاب إلى مسجد السلطان حسن، وحالما بدأ الأربعة في خلع أحذيتهم للدخول، انتبه القمحاوي إلى جورب باموق المقطوع، ضحك كثيرًا؛ فمعروف عن صاحب "القلعة البيضاء" كونه من طبقة الأغنياء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان